| |
العمل وأهمية المحافظة عليه عبد الله الغميجان
|
|
لقد حث الإسلام على العمل وبيّن أهمية إتقانه؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). والشعوب المتقدمة هي التي تعمل وتبني أوطانها بالجد والاجتهاد والعمل الدؤوب، بينما شعوب العالم الثالث يتوفر فيها مقومات التقدم، ولكن تجدها شعوباً مستهلكة عالة على غيرها، وذلك بسبب افتقادها إلى ثقافة حب العمل، وميلها إلى الكسل والتبرُّم من الأعمال. وبالنظر إلى حال بعض الناس تجده لا يتقن عمله، إما بالتأخُّر في الحضور وإما بالمبادرة إلى الانصراف قبل الموعد المحدد، أو قد يحافظ على الدوام ولكن إنتاجيته قليلة، فتجده يضيع وقت الدوام في قراءة الصحف أو في مصالحه الخاصة، وهذا مخالف للشرع؛ فالله عز وجل أمر بالوفاء بالعقود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ}، والموظف قد وقع عقداً مع جهة عمله بموجبه يعمل عملاً محدداً في وقت محدد، ويتقاضى على ذلك أجراً، وفي حال عدم إتمامه العمل ينقص راتبه بمقدار نقصه من عمله، ولكن ما حُكْم من يتأخر في دوامه، أو ينصرف قبل الوقت المحدد، أو يصرف وقت الدوام في تدبير شؤونه الخاصة، ويقصّر في عمله، ثم يأخذ راتبه كاملاً؟ أليس هذا الشخص قد أخذ شيئاً لا يستحقه؟ وسوف يحاسب يوم القيامة عن كل ريال أخذه من دون عمل. وفي المقابل نجد موظفين مخلصين يحرصون على الالتزام بأعمالهم، سواء كان ذلك في الحضور أو الانصراف أو الإنتاجية، فيأخذ راتبه حلالاً، فيرضي ربه، ويريح ضميره، ويبارك الله في ماله، ويستجيب دعوته؛ لأن أكل المال الحرام سبب في محق الرزق والبركة في الدنيا والعذاب يوم القيامة. ثم إن المواطن المحافظ على عمله يساهم مساهمة بنّاءة في نهضة هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله.
|
|
|
| |
|