| |
بدأت معه الرياض وعاشت تطورها في كنفه
|
|
كتب رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك في عدد الجزيرة ليوم الخميس 23-11- 1427هـ في الصفحة الأخيرة مقالاً مطولاً عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بعنوان: (مهندس الرياض)، تحدث فيه بإسهاب عن الأمير سلمان، وما أمضاه على مدى نصف قرن لتطوير الرياض ورعاية أهلها، وقد تحدث عن إنجازات أمير نجد لمعشوقته الرياض حتى تربعت هذه المدينة الجميلة والمتسعة مساحة وحباً لأهلها على قمة الجمال كإحدى مدن الشرق الأوسط المهمة، وتطرق إلى سمات سموه الشخصية التي حوت أبوة وأخوة لكل مواطن يعيش في منطقة الرياض، بل تعدته إلى كل أبناء المملكة، ولا يمكنني في هذه العجالة أن أعلق على ما ذكره الأستاذ المالك أو أتطرق إليه؛ لأنه حوى صفات كريمة وشاملة لرجل منحه الله أحسن الصفات وأفضلها، وليست بغريبة على واحدٍ من أبناء صقر الجزيرة مؤسس هذا الكيان الذي استطاع بحنكته، وبعد نظره في تأسيس وطن عملاق مرتكزه الدين الحنيف، وقوامه التئام أمته الواحدة بعد أن كانت متشرذمة ومتناحرة، وإنجازات سموه لن يحيط بها مقال أو صفحات بل تحتاج إلى مجلدات، والأمير سلمان ليس المسؤول العادي وليس بأمير للرياض فحسب، بل هو أمير لنجد، وصاحب مسؤوليات متعددة منها السياسي والإداري والإعلامي والأمني، وبالتالي هو رجل قرار يعمل لكل الوطن، لكن مدينة الرياض احتلت المساحة الكبرى، من تفكيره وجهده، وبالتالي فالرياض هي شاغله ومعشوقته، ولو نظرنا إلى همة سموه في العمل الإداري لخلصنا إلى أسلوبه الإداري على أنه نظرية يمكن تدريسها في الإدارة، وسبق أن تطرق الدكتور غازي القصيبي في كتابه: حياة في الإدارة عن الطريقة السلمانية في قراءة معاريض المراجعين، وأنه استفاد منها أبان عمله كوزير للكهرباء، كما أن تبكير سموه للدوام قبل الموظفين لدليل على إيمانه بالوقت واستغلاله لإنجاز قضايا المراجعين ومعاملاتهم، ثم إن توجيهات سموه للإعلاميين المسؤولين خلال مناسبات مختلفة عندما يضيق كل طرف بالآخر بأن على المسؤول تحمل النقد، والإعلامي عليه تحري الدقة، فهذه وغيرها في اعتقادي نظريات إدارية من رؤى سموه التي تؤدي إلى نجاح العمل الوطني وترتقي بالمستوى الإداري فيه، وبالنسبة إلى الجانب الاجتماعي، فسموه معروف بمشاركاته الاجتماعية والخيرية، وله مع كل مدينة وقرية وأسرة بمنطقة الرياض ذكرى، ولعلي أورد هنا مقولة أحد كبار السن من ذوي الخبرة والتجربة حينما قال: (ليت سلمان يجي سلمانين)، وهذا يترجم محبة الناس وتقديرهم لجهوده المختلفة. بقي أن أقول إن سلمان بن عبدالعزيز بحد ذاته تاريخ له أصالة وإنجازات تعدت نصف قرن، ولو قارنا إنجازاته بهذه المدة لظهر لنا أنها لا تتحقق إلا في قرن، لكن سموه اختصرها في خمسين سنة، وإذا كانت هناك مدن عريقة عرفت بمؤسسيها مثل بغداد المنصور وقاهرة المعز لدين الله، فإن الرياض تعرف برياض سلمان، وأعماله وجهده نحوها هو بمثابة إنجاز وأسطورة يجب تخليده في عمل سينمائي يطلع عليه الجيل الحالي والجيل القادم.
محمد المسفر - رئيس مركز الجريفة
|
|
|
| |
|