| |
من القلب بدر قايا وجزمي بشار!! صالح رضا
|
|
في الثمانينيات الهجرية، كان يوجد بيننا حكام أجانب، وكانت الاستعانة بهم أمر جيد من حيث المبدأ.. ولكن بقاءهم في المملكة واستيطانهم فيها جعل الألسن تلوك سيرتهم (العطرة).. بدر قايا كان هنا في جدة، بينما جزمي بشار فكان يقطن الرياض.. وكانت هناك همسات خجل مترددة تقول: إن بدر قايا (متخصص) في مباريات الأهلي، بينما جزمي بشار كان يقوم بنفس دور بدر قايا لنصرة أحد فرق العاصمة (حقيقة لا أعلم أي فريق كان متخصصا له جزمي بشار)!! ** كما كانت هناك قدرات تحكيمية غير سعودية من الأشقاء العرب مثل السوداني الجمل بالرياض والطريفي بجدة والفلسطيني عمر الأسود وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة لاسترجاع أسمائهم. ** ويظهر أن التركيين بدر قايا وجزمي بشار كانا مخصصين للمباريات الكبيرة.. ودار حولهما اللغط وهما ركيزة للاتهامات الحالية للحكام الأجانب حتى قبل أن يبدآ، فعلى زمن الحكمين التركيين كانت الاتهامات تلقى همسا ممزوجة بتخوف نظرا لضيق مساحة حرية الرأي في ذلك الوقت، فلم تكن كما هي عليه اليوم.. رغم أن الأدب والتأدب أمر واجب في كل حين.. إلا أن ذلك الجيل قد عاش مرعوباً، فقد جير تلك الاتهامات خاصة للأهلي وجعلوه موقعاً لإسقاطهم وضعفهم وعجزهم.. كما هو الحال الآن مع الهلال سواء بسواء. ** في منتصف التسعينيات الهجرية كان أقوى فريقين في المملكة هما فريقا الأهلي والنصر.. وقد لحق بالأهلاويين الضر والضرر من الحكام المحليين الذين كانوا يدعمون النصر بقوة ليتفوق على الأهلي، وكانوا يتغاضون عن الخشونة البالغة من لاعبي النصر آنذاك.. فما كان من الأهلاويين إلا أن أرسلوا لاتحاد الكرة مطالبين بأن يحكم مبارياتهم مع النصر حكام أجانب. ** الغريب في الأمر أن اتحاد الكرة آنذاك أصدر بيانا هاجم فيه الأهلي ضمنا وتساءل البيان عن موقف الاهلي إذا انهزم من النصر رغم وجود حكام أجانب؟!!.. وكان جواب الأهلاويين أن أحضروا الحكام الأجانب، ولكل حادث حديث.. إلا أن اتحاد الكرة لم يتجاوب مع الأهلي وأخذ طلبه على محمل غير سليم. ** إذن مشاكل التحكيم ومماحكاتها قديمة وضاربة في أعماق الزمن الرياضي وهي ليست وليدة اليوم.. ومع ذلك فنحن وكل ذي لب وكل محب للحمة أبناء الوطن علينا أن نفعل مشاركة الحكام الأجانب الذين تحفظ على الاستعانة بهم - من في قلبه مرض - سواء من بعض الحكام المحليين أو الأندية المحلية المستفيدة من (تخبيص) بعض الحكام المحليين.. فهناك أحد الأندية الذي أخذ هو وصحافته يشككون في ذمم الحكام الأجانب وينزهون المحليين الذين (يقدرون) خصوصية ذلك الفريق في اللعب الخشن والعنيف، وهو ما لا يغض الطرف عنه الحكام الأجانب على عكس بعض حكامنا المحليين الذين وصف أحدهم مشاركة الحكام الأجانب بأنها كارثة.. وهي فعلا كارثة عليه، وعلى كل حال فرضاء جميع المشارب والشوارب يبدو مستحيلاً.. فلله في خلقه شئون!! الكبير كبير!! في الأسبوع الماضي انتقدت حكم مباراة الهلال والأهلي مسفر شريف.. وكما يبدو فقد لحق نقدي الفريق الازرق بصورة من الصور.. ومع ذلك نشر ذلك المقال الناقد هنا في (الجزيرة) المتهمة بهلاليتها.. ثم نشرت مقالي بالمنتديات الهلالية الرئيسية، وذلك ضمن أخبار نادي الهلال من الصحف الصادرة ليوم الاثنين الماضي، حقيقة استغربت.. فناد تنتقده نقداً سلبياً ومع ذلك ينشر ذلك النقد في منتديات ذلك النادي.. فهذا معناه ثقة كبيرة بالنفس وثقة كبيرة بالكاتب.. أما نشر مقالي في عمودي الأسبوعي ب (الجزيرة) فهو من قبل مسؤولي رياضة الجزيرة إنما يمثل قمة المروءة والأثرة والثقة التامة بالتوجه وبالمنهج القويم وبالنهج المستقيم، وقد تقبلت وجهة نظري دون تحفظ، فذلك هو قمة التحضر والنبراس الوضاء في سماء الصحافة الرياضية السعودية بقيادة ربان ماهر ومدرك وواع ومثقف متمثلة في مدير التحرير الأستاذ محمد بن صالح العبدي، وفريق العمل معه في أنجح وأكبر صفحات رياضية في صحيفة سعودية. ذلك نهج الصحيفة الناجحة، ولكن لكون المنتديات الهلالية تنشر أيضا نقدي لناديها، وفي موضوع قد يشكك في أحقية فريقها في الفوز بتلك المباراة.. من هنا تنشأ عظمة هذا النادي ومنسوبيه وفعالياته.. ومن هنا يمكن أن نقيس الفرق الشاسع بين خصائص الهلال والهلاليين عن خصائص بقية الأندية وخاصة من يملك منها مساحة في النشر لتجد البذاءة تطال كل من كان رأيه صحيحا، طالما أنه لا يتفق ووجهات نظرهم السلبية تجاه كل ما هو جميل وراق.. فقد لمست تفرد الهلال في أن مرشده الوحيد هو ضميره النقي والساطع في سماء الفكر السوي.. فالنادي الكبير هو من يستطيع أن يستوعب الرضا والسخط والرفعة والدناءة والرقي والانحطاط، وكل المتضادات في لغة الأخلاق، فيأخذ منها الوجه الوضاء، ويترك لغيره وجوه الهم والغم، ولغات الانحطاط والبذاءة والكذب والزيف.. يشارك الزعيم في تلك الصفات قلعة المجد الخضراء دون شك. إن كيانا مثل الهلال يترصد ويتربص بهفواته أو هفوات التحكيم نحوه لا يقلل أبدا من شموخه وعليائه ورفعته.. فهناك أندية كسبت خلال الحقبة الأخيرة بطولات كانت إهداءات من حكام ومن تهاون (حارس مرمى) لتذهب البطولة لغير مستحقها وليكافأ حارس المرمى بالانتقال لذلك الفريق.. والقصص هنا بالعشرات.. فلماذا نتهم ناديا واحدا رغم أن المستفيدين كثر.. ونغض النظر عن بطولات حصل عليها غيره بطرق غير سليمة أبدا بل هي طرق مقيتة ومنبوذة شرعا وعرفا!.. ولذلك فإننا نقول الكبير كبير فعلاً... نبضات! * - كل الاتحادات سقطت في أسياد قطر وخاصة اتحاد كرة اليد الذي يعاني من العشوائية في كل أموره ليصمد فقط اتحاد ألعاب القوى هو ورجاله وعلى رأسهم سمو الأمير نواف بن محمد القدرة الوطنية القوية الذي يحتاج منا جميعا إلى الدعم المفتوح لتحقيق أسمى أماني رياضة الوطن وليرفعوا الخفاق الأخضر عالياً في سماء الأسياد والأولمبياد!! * - لو يعرف الأهلاويون والهلاليون كمية العمل والجهد المبذول من خلف الكواليس لتفريق لحمتهم لتمسكوا بالعلاقة الراقية بينهم ولعضوا عليها بالنواجذ!! * - أرجو ألا يعتقد بعض الأهلاويين أن الصحافة الصفراء التي تحابي الأهلي الآن هو من أجل (سواد عيون) الأهلاويين.. بل كرها في الآخرين ومحاولة لضرب علاقتهم المتميزة مع الزعيم!! salehreda@hotmail.com
|
|
|
| |
|