| |
لما هو آتً أنموذج هي الجوهرة د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
مناقشة فكرة تبادل الخبرات العلمية والثقافية وسواهما بين دول الخليج من الأمور الأولية في جدول مجلس التعاون لدول الخليج، بمعنى أنه مشروع دول الخليج على مستوى القيادات، وهو أمر قائم منذ أنشئ هذا المجلس وكذلك منذ أقيم مكتب التربية لدول الخليج العربي، وكثيراً ما وقفنا على المشاريع التبادلية وأسهمنا في مؤتمرات العلم والتعليم والثقافة في هذا المدار, وكنت في كل مرة ألتقي فيها نساء دول مجلس التعاون يزداد يقيني بقدراتهن الفائقة وبمهاراتهن المتحفزة وبعطاءاتهن المدروسة المخططة ولا أستغرب ذلك لأن المرأة العربية قديمة عهد بالبناء والتربية وتلك نماذج التاريخ تنبئنا عن النساء اللاتي هززن المهد وأسسن القواعد وكن الراعيات المربيات لنماذج رجال التاريخ ضمن مكنون البيوت التي نشئوا فيها على خلق وعزم وجادة... من نماذج النساء اللاتي قمن بدور ريادي في دعم فكرة التبادل في الدور بل المثول أمام الحاجة بل الإمداد لمشاريع المسؤولية المشتركة بين إنسان الوطن الخليجي الأكبر الأوسع وبين أجزائه تحت مظلة مجلس التعاون الأميرة النابهة الواعية الجوهرة البراهيم حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله. فهي منذ تسنمها موقع القيادة النسائية في المملكة اندمجت في نسيج المجتمع النسائي التربوي والتعليمي بل الصحي والاجتماعي ومدت في دعائمه قوة بما كانت توليه من اهتمام وتقدمه من بذل على مستوى المشاريع الداعمة لمسيرة التربية والتعليم والصحة والمشاريع الاجتماعية الأخرى ولا يخفى ذلك على جميع من مررن بمقاعد العمل في أوج بنائه وفي مراحل تأسيسه ولا يزلن ... إن الأكمل لدور هذه الأميرة أنها بدأت منذ أربع سنوات تواصل على مستوى جهدها الفردي والشخصي الممتد ما بدأته في الداخل لهنا للبحرين لجامعة الخليج العربي تحديداً تلك الجامعة الواسطة لعقد الدول الأعضاء لمجلس الخليج حيث بادرت منذ عرفت حاجة البحرين لمركز يدرس فيه علم الجزئيات والوراثة والأمراض الوراثية منبثقة هذه الحاجة من خلو البحرين من مصحة أو مختصين بأمراض الإعاقات المورثة وبأن عرض الحالات لا يتحقق إلا بالسفر، ولأن جامعة الخليج هي حلم أن تكون شاملة حاضنة لأحلام الدول المشتركة، فقد أمدت هذا المركز الذي بدأ في دراساته نحو موضوعات علمية بعضها لا تجد من البحث ما تفرضه تطورات الواقع ومتغيرات العصر... في رحلة الأسبوع الماضي للبحرين قدمت الجوهرة أنموذجاً مشرقاً للمرأة العربية الرائدة في البناء والتأسيس على بصيرة والمستجيبة للحاجة الإنسانية أولاً كما قالت الحقيقة والحاجة العلمية على المستوى ذاته والحاجة في النهاية لمجتمع الخليج العربي أن يكون فيه مركز علمي متطور منشأ على أحدث المواصفات وأكفأ العناصر البشرية. تبرعها السخي يستحق الإشادة به, ولقد وضعت حجر الأساس في الوقت الذي بدأ عمل المركز الفعلي بإجراء التجارب العلمية التي وقفنا على بعض نتائجها المبهرة وشاهدنا كم من الفتيات الطامحات من جميع دول المجلس كالنحلات في أروقته منكبات على المعامل في دراستهن مما أثلج الصدر وعزز الثقة في امرأة هذا البلد في شخصها....... لم أتعود أن أكتب عن الأفراد إلا بما يستحقون... ولا أسجل هنا إلا شهادة حق.... ودعاء صدق أن يقيم على التوفيق هذا الجهد وأن يضيف إلى رصيدها ما يثقل موازينها وأن نرى نتائج هذا المركز بما يحقق أملها وبما يجعل منه مرجعاً للبحث والدرس والفعل على مستوى الإنسان.
|
|
|
| |
|