| |
اعتراف حماس أكبر تهديد لإسرائيل
|
|
بقلم: مناحيم بن عندما أسمع ناطقي حماس على اختلافهم يعلنون بأنهم لن يعترفوا أبدا بدولة إسرائيل، أقول لنفسي: (مرحى) لأن اعتراف حماس هو التهديد الأكبر تقريبا الذي يترصدنا، لأنه قد يتلوه بشكل مؤكد القضاء على دولة إسرائيل أولا بالطرق السلمية، وآخر الأمر بالحرب. وفي المقابل، فإن استمرار رفض حماس يضمن أن تتلاشى فكرة الدولة الفلسطينية التي لا يوجد لها مثيل في خطرها؛ وألا تُخلى المستوطنات في الضفة الغربية؛ وألا تتنازل إسرائيل عن سيطرتها الأمنية على مناطق الضفة؛ وألا يعود اللاجئون، لا إلى اسرائيل ولا إلى مناطق السلطة الفلسطينية أيضا من أجل ترجيح الميزان الديموغرافي بين البحر والنهر لمصلحتنا. إن استمرار حركة حماس المعادية في الحكم يضمن أيضا ألا يغرقنا العمال الفلسطينيون، وبعد ذلك، بعد أن تقام دولة فلسطينية في حدود 1967، ألا نغرق في سياح السلام الفلسطينيين الذين سيصبحون ماكثين غير قانونيين. يُضاف إلى ذلك أنه حسب نبوءة الأستاذ الجامعي أرنون سوفير، فإن الضيق المتواصل في الضفة والقطاع سيفضي إلى هجرة فلسطينية متزايدة خارج حدود إسرائيل، وهذه أيضا مسألة في مصلحتنا. يمكن الاعتماد على حكومة إسرائيل، التي ستبعد بتوسلاتها المتكررة للاعتراف بها قدر المستطاع احتمال أن يحدث هذا، لأنه عندما يُطلب شيء من العرب، فإنهم دائما ما يرفضون الطلب. وبشكل عام، إذا فحصنا تاريخ النزاع الإسرائيلي- العربي منذ بدايته، لا يمكن ألا نصل إلى استنتاج أن المسار التاريخي يعمل على الدوام لمصلحتنا، بسبب الرفض العربي خاصة. لو كان العرب على سبيل المثال وافقوا منذ البدء على فكرة التقسيم، لكنا نجلس اليوم في حدود 1947 المختلة، بدون الجليل، وبدون بئر السبع، وبدون تواصل جغرافي، ومع 400 ألف عربي بين ظهرانينا. حرب يونيو 1967: لو وافق العرب على صنع السلام مع دولة إسرائيل في حدود 1948، لما كنا احتللنا الضفة الغربية وهضبة الجولان. وكذلك لو كان العرب الذين احتُلوا في حرب الأيام الستة يسلكون معنا السبل السلمية، لكنا اضطررنا آخر الأمر إلى منحهم الجنسية والعيش معهم. وهكذا امتنعت مرة أخرى هزيمتنا الديموغرافية. اتفاق أوسلو: لو كان العرب احترموه فقط، لكنا أصبحنا نعيش في حدود 1967 إلى جانب دولة فلسطينية، مع مطلب مفتوح لإعادة اللاجئين وتعويض عرب إسرائيل. ولكن مرة أخرى أشعل العرب انتفاضة وهكذا ظلوا عالقين مع السلطة الفلسطينية، التي خلصتنا من جهة من العبء الديموغرافي، ومن جهة ثانية، بقيت سلطة صغيرة محدودة، مقيدة لا تستطيع بل لا تريد إدخال لاجئين فلسطينيين في أرضها. ونتمنى الآن ألا يُغريهم قبول خريطة الطريق حرفيا. فهذا أيضا خطر كبير على إسرائيل.
معاريف
|
|
|
| |
|