| |
أكمام الورد شريفة الشملان
|
|
لأسبوع كامل والكتابة لم تفارقها.. العبارات ترتطم برأسها بعضها بالبعض الآخر، تحدث أصواتاً لارتجاجات لا حد لها، يا الله! كيف مضت السنون بهذه السرعة؟ ستون؟ ما أسرع أيام العطاء، ربما تمنت أياماً كثيرة أن ترتاح بعد جدال مع رئيسها، أو بعد إرهاق لا حد له، لكنها لم تمل العمل عشقته عشقاً تغلغل في وجدانها، عندما يأتي الصباح تشرق أزاهير حبها تمضي لعملها والفرح يسبقها تتبادل تحيات الصباح مع زميلاتها ورئيساتها وأكثر شيء مع هؤلاء البنات وتندمج بعملها الرائع حيث تتفتح أكمام الورد أمام ناظريها. للمدرسة المتوسطة حب لا يعادله حب آخر، جربت مدارس الابتدائية والثانوية وحتى محو الأمية لكن المدرسة المتوسطة تبقى هي حبها المثالي. ترقب الصغيرات وهن يتحولن شيئاً فشيئاً يعبرن السلم إلى الأنوثة، تحب صخبهن وانفعالهن وتلك النظرة الحية في وجوههن الغضة تملأ قلبها وشيء كتكسر الزجاج يكاد يشق صدرها. ستون كيف مرت وما شعرت بها، لم تحتج المرأة لتذكرها فالإدارة العليا تذكرت ذلك بسرعة كبيرة، بعثت بخطابها لها. قلبت أفكارها ستصافح جمعاً، ستلقي كلمة، ثم يتناول الجميع على شرفها طعام العشاء.. وبعد.. ثم ماذا؟ كل واحدة ستذهب لبيتها، ودموع في مآقيها ثم تحدث زوجها عن الحفل، وتنم وهي مرتاحة البال، إلا هي.. كيف ستمضي تلك الليلة الآتية؟ حتى الهاتف، آه لديها هاتف يدق، لقد كادت أن تنساه، لكنه يضج، ترفعه، دعوة للعمل في بنك، تعتذر برقة، تعلمت التعامل مع الأنفس لا مع الأرقام، ثم دعوة أخرى للعمل في مشغل، اعتذرت ثم أغلقت السماعة، وكادت أن تشهق من الضحك، مشغل بعد كل هذا الحضور الصباحي في مشغل؟ والليلة الموعودة تأتي، تمر على جميع المقاعد، تحي كل الوجوه المألوفة والمدعوة، تشكرهم بحبور طاغ، ثم تلقي كلمتها، تنهال العبرات شاقة صدرها فلا تستطيع أن تمنعها ويضج الجمع معها، محبوبة هي من الكل وتحب هي الجميع، في السرير يهرب النوم فلا تطارده، تتركه يعشش في عيون كثيرة، وتواصل هي حلمها في مدرسة متوسطة حيث تتفتح أكمام الورد.
|
|
|
| |
|