| |
الاثنين 16 محرم 1393هـ الموافق 19 فبراير 1973م - العدد (526) الدكتور عبدالله عقيل عنقاوي في هذا الحوار.. عن الآثار .. والجامعة قبل 15 سنة
|
|
أجرى الحوار - محمد سليمان الأحمد ** بلادنا صاحبة تاريخ عريق تضم بين خليجها وبحرها آثاراً إسلامية خالدة تحكي بما لا يدع مجالاً للشك أصالة هذه البلاد في ماضيها وتصوِّر بكلِّ وضوح ما ينتظر هذه البلاد في مستقبلها . ** من هذا المنطلق كان ضيف صفحتنا لهذا الأسبوع أحد دكاترة التاريخ إنه الدكتور عبدالله عقيل عنقاوي دكتور في جامعة الرياض يعمل مدرساً في كلية الآداب من مواليد مكة المكرمة سنة 58هـ حاصل على الدكتوراه من جامعة كمبرج الإنجليزية سنة 68م كان موضوع رسالته تنظيمات الحج ودور قوافل الحجيج في عصر المماليك .. قلت للدكتور ماذا عن الحج في عصر المماليك قال: مما يلفت النظر أن كثيراً من القبائل العربية كانت تعتمد اقتصاديا على نهب الحجيج والاستيلاء على قوافلهم .. وأضاف قائلاً حتى أن أهالي الحاج يودعونه وكأنه ذاهب إلى غير رجعة، كما ان الحاج يأخذ استعداده وكأنه ذاهب إلى الحرب حيث يتجهز بالأسلحة والخيل ويحاول ان يكون في حماية إحدى القبائل لقاء مبلغ باهظ. وبما ان الحديث مع رجال التاريخ لا يمل كما يقولون رغبت من سعادته ان يلقي الضوء على الحياة الجامعية عندما كان طالبا في جامعة الرياض فأجاب قائلاً: لقد كنت ضمن أول دفعة تلتحق بجامعة الرياض قبل خمس عشرة سنة ولم يكن بها سوى كلية واحدة وهي كلية الآداب وكان عدد طلاب الجامعة لا يزيد على عشرين طالباً..! وكان هناك سكن للطلاب. ومن الطريف ان قاعة المحاضرات لا تبعد إلا بضع خطوات من غرفة النوم إذ ليس على الطالب إذا قام متأخرا إلا تغيير ملابسه ومن ثم الحضور إلى القاعة .. وكنا كثيرا ما نقضي مساء كل يوم مع الدكاترة ومدير الجامعة حينذاك حيث كان منزله لا يبعد كثيرا عن منازلنا وكان الطالب منا يعرف جميع طلاب وأساتذة ومستخدمي الجامعة!! قلت هناك بعض الآباء الذين تخوفوا من مستقبل جامعة الرياض في بدايتها فعلى أي الأسس غامرت والتحقت بها .. رد قائلاً: هذا صحيح فعلاً فإن كثيرا من الطلبة الذين لا تحقق لهم فرص الدراسة بالخارج يتحولون إلى العمل الحكومي خوفاً من المستقبل المجهول لجامعة الرياض إلا انني كنت مؤمناً بمستقبلها وبأن الاهتمام بها سيكون أكثر خاصة وأنها جامعة جديدة. وعن الأقسام التي كانت بكلية الآداب قال إنها ثلاثة: التاريخ والجغرافيا واللغة العربية الذي لم يكن به سوى طالب واحد وكان نجاح هذا الطالب يجعل نتيجة قسم اللغة العربية 100%.. وكان لا بد ان نتحدث عن الآثار حيث إننا أمام أحد رجال التاريخ، والآثار كثيرا ما تقتر بالتاريخ، كما ان الذي ساعد على الحديث عن الآثار كون ضيفنا المشرف على رحلة جمعية التاريخ والآثار بكلية الآداب والتي تمت في الخامس عشر من الشهر الماضي إلى بعض المناطق الأثرية الإسلامية قلت: ما هو دور الجامعات وبالذات جامعة الرياض بالنسبة للآثار .. فرد قائلاً ان على الجامعة عبئاً كبيراً ألا وهو استطلاع وتحديد مواقع الآثار وعمل خرائط لمواقعها ومن ثم عمل دراسة مبدئية وأخيراً تأتي مرحلة التنقيب والبحث، ومن واجب الجامعة وبالذات كلية الآداب قسم التاريخ توجيه عدد من المعيدين لدراسة هذه الآثار واستقصاء كافة المعلومات عنها. وعن نتائج رحلة جمعية التاريخ والآثار يقول سعادته: لقد تعرف المشتركون في الرحلة على مدى ما بذله المسلمون الأوائل من جهود في سبيل نشر الإسلام ويضرب مثلا على ذلك ويقول انت تعرف مدى الصعوبات الجسمانية التي واجهتنا عند صعودنا إلى غار ثور أو غار حراء ألا تندهش عندما تعلم ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) ورفيقه أبا بكر صعدا إلى غار ثور وذلك للاختفاء من أعداء الإسلام، وتزداد دهشة وإعجاباً بالإسلام ورجاله إذا علمت ان طفلة صغيرة كذات النطاقين كانت تصعد إلى الغار يومياً لتوافي الرسول (صلى الله عليه وسلم) ووالدها بأخبار قريش .. كما ان من فوائد الرحلة التاريخية انها تساعد طلاب التاريخ على عمل دراسات ميدانية تفسر لهم ما يقرؤنه في الكتب. قلت للدكتور العنقاوي بعض المستشرقين أساءوا إلى تاريخنا الإسلامي فكيف السبيل إلى توضيح الحقيقة .. فأجاب قائلاً: انه لا يجب الحكم على كل المستشرقين فهناك من وقف مع الحقيقة وقالها، وهناك بعض المستشرقين الحاقدين والذين (يدسون السم في العسل) - يظهر حقدهم جلياً فيما كتبوه عن الإسلام والمسلمين وبالذات في القرنين الثامن والتاسع عشر وللرد عليهم يجب ان نقرأ جميع ما كتبوه ثم نحاول التركيز على الأشياء التي نفذوا منها لتشويه التاريخ الإسلامي ثم نبدأ بدراسة التاريخ الإسلامي دراسة موضوعية ومركزة، وعندما نرد على هؤلاء المستشرقين يجب ان نتحرى الحقيقة .. ويجب أن نلاحظ عند دراسة التاريخ الإسلامي ان بعض الكتّاب العرب كانت اساءتهم للتاريخ الإسلامي تفوق إساءة المستشرقين، وهم أولئك الذين اعتمدوا على ما كتبه المستشرقون وقلّدوهم.. ويصمت الدكتور ثم يقول: يوجد في مكتبات المدينة ومكة وبعض المدن الأخرى ولدى بعض الأفراد كثير من التراث الذي يحوي كثيرا من النقاط الغامضة عن تاريخ المسلمين، ومن واجب الجامعة أن تقوم بجمعه وتصحيحه وتنظيمه حيث سيسد فراغاً كبيراً.. وعن الانتساب يقول الدكتور عبدالله انه ضروري ومهم جداً وبالذات في بلد نامٍ كالمملكة .. ويدعو الدكتور إلى عمل امتحان قبول للمنتسبين قبل قبول أوراقهم للانتساب.. وحول الدراسات العليا يؤكد سعادته ان الوقت حان لكي نبدأ الدراسات العليا في جامعة الرياض. وبعد هذا الحديث الشيق مع الدكتور عبدالله عنقاوي عن الآثار والتاريخ وعن جامعة الرياض قبل خمس عشرة سنة ودّعته راجياً أن نلتقي به مرة أخرى على صفحة الشباب.
|
|
|
| |
|