Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/12/2006G Issue 12494منوعـاتالاربعاء 22 ذو القعدة 1427 هـ  13 ديسمبر2006 م   العدد  12494
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

وتاليتها...
أ.د. هند بنت ماجد الخثيلة

يشهد العالم كلُّه قاصيه ودانيه أن قيادة المملكة العربية السعودية، وعلى مر التاريخ تتسم في مواقفها السياسية بالهدوء والموضوعية، فلم يحدث أن صدر عن قياداتها تهويلاً في قضية ما، أو دخولاً في صراعٍ سياسي مكشوف قد لا تكون له المبررات الموجبة لكشفه، بل إن معظم الخلافات والمشاحنات العربية والإسلامية يحملها أصحابها قاصدين قيادة المملكة للبحث عن حلولٍ لها، إيماناً منهم بأن قيادة هذه المملكة تتمتعُ دائماً بحكمة ورويةٍ تكفيان لوضع الحدود أمام المخاطر والخلافات، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لها.
إن الكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمام (قمة جابر) الخليجية تحمل أكثر من معنى الكلمات، بعدما خرج علينا خادم الحرمين الشريفين بهذا الصوت العالي الذي ينفخُ في النفير، وعلينا جميعاً عرباً ومسلمين ألا نغادر هذا الصوت قبل وعي ما فيه، وقبل الوقوف على دوافعه.
يقول خادم الحرمين الشريفين في كلمته (إن المنطقة محاصرة بعدد من المخاطر، وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر الشرارة لينفجر). وهذا والله كلامٌ عالٍ يحملُ في ثناياه المعاني العالية، حتى وإن كانت مرقومةً في خانات المخاطر.
لم يسبق لخادم الحرمين الشريفين أن صرّح بمثل هذا القول، في مثل هذه الصراحة، وأظنني أراه كأنما يقول: لا وقت للكلام الدبلوماسي في الوقت الحاضر بعدما بلغت المخاطر حدودها القصوى ، والشواهد على ذلك كثيرة، ربما رتبها - حفظه الله - ترتيباً دقيقاً وأميناً من حيث أهميتها في سلم الأولويات، فكانت: فلسطين فالعراق فلبنان فالسودان فالصومال، وهي البؤر الساخنة التي نتجت عنها كلُّ مظاهر الخطر التي تحيط بالمنطقة كلها.
يريد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يرد ذاكرة العالم إلى الخانة الأولى التي يحاول كثيرون نسيانها أو تناسيها وهي قضية العرب والمسلمين المركزية الأولى، وهي فلسطين، تلك القضية التي انبثقت عنها قضايا الشرق الأوسط الخطيرة، التي لا انفكاك لها أبداً عن القضية الأم.. قضية فلسطين.
نعم من حق خادم الحرمين الشريفين أن يخرج على أمته بالصوت الصريح لينبهها من الغفلة التي تكاد تأتي عليها، لأن من حق هذه الأمة على قادتها أن يكونوا واعين لمخاطر المرحلة، دونما مزايدات أو تحريفات للحقائق.
إن الدماء التي تغرق فيها فلسطين والعراق والسودان والصومال هي دماء هذه الأمة، وأن المؤامرات التي تحاك ضد لبنان إنما تهدفُ إلى أن تضيف دماً جديداً يهرقُ على حساب هذه الأمة. من أجل ذلك فإن (الصرخة الهادئة) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين ربما كانت النفير الأخير لكي تستيقظ هذه الأمة، وتراجع معاً حساباتها بدقة، فلربما وصلت إلى القناعة التي أراد خادم الحرمين الشريفين أن يكرّسها في كلمته التي مفادها أنه لا يجوز بأي حالٍ من الأحوال أن تكون الأمة ثمناً للخلاف والاستعلاء، تماماً مثلما هو مرفوض بالمطلق منطق القوة والاستقواء.
كم تحتاج الأمة من الوقت كي تتجاوب مع تحذيرات خادم الحرمين الشريفين من الخطر القادم الداهم؟
وكم ستحتاج هذه الأمة من الوقت كي تخرج من دائرة الشحن، ودوائر الاصطفاف؟!
أقول هذا وفي لساني قول دريد بن الصمّة:
أمرتهُمو أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغدِ
... وتاليتها؟!!



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved