| |
خيال الظل حياة...!! منصور عثمان
|
|
(ليس من شيء يقال.. يا أرض هل يلد الرجال) (أمل دنقل) * يا ابن ضوءين ومتى تغيب شمسك يا ابن فألين ومتى يمرض حلمك يا ابن قلبين ومتى يسكت نبضك قلت أهز جذع هذا الصباح علّه يجود بحليبه للصغار كزّني الشرطي ونحر ثوبي من الصدر حتى هلاك القدمين وألقاه في زنزانة الأرض هذا القبر.. وقال.. تكفّن قلت: لم يغسلني ندى الغزالة بعد.. قال: وبضوءين وفأل وحلم تريد (الغسول) هيا.. تيمم.. وقبل أن أدق براحتي خد الترب.. هال الثرى على وجهي وبللّني يأس وحلم ودقتين من قلبي اليسار.. في الظلمة تحت الأرض في زنزانة هذه الأم.. تناوبني شكّ مشرق - أشاح عن صدري الغبار.. فأدركت اليقين قلت: آمين هنا.. حيث لا عسس ولا كفن لا صباح رماديّ ولا وثن لا ملابس.. لا غطاء.. ولا لحاف يستر نصف السرة ويفضح نصف (المرفق) لا منادى ولا قضاء.. ولا شهود.. ولا زمن.. وضوح أكبر خطاياه حرية.. ملقاة لصق الوطن.. فالمرايا أنت.. والضوء أنت.. وأنت الجدُّ والجدل.. وإذا شئت الهزل دمعك لك وضحكتك موسيقاك دمك دافئ كحليب أمك وأعصابك أوتار هادئةٌ تؤلف لحنك إبهامك دون أوراق لتبصم أو لتضغط على المصعد لترقى.. مكانك.. غير قابل للتحول لا للصعود.. ولا للهبوط.. لا مالك للمكان يصدر أمراً بطردك.. ولا صكّ (مزيف) يلغي صك أسنانك.. أنت هنا.. وهنا كل شيء لك.. إنه القبر الجميل.. حقك الوحيد المحقق في الموت والحياة فاملأه دفئاً بك يحضنك الله ما أجملك.. (أيها القبر أنت نَقَصْتني وأنا.. أكملك..!!).
|
|
|
| |
|