| |
الأمير نايف راعي السُّنَّة د. فهد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم*
|
|
عندما يتبنّى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية جائزة عالمية للسُّنّة النبوية والدراسات الإسلامية، فإنما يؤكد مدى حرص أولي الأمر في هذا البلد الطيّب على تأكيد الالتزام بالشريعة الإسلامية، مصدر تشريع ومنهج حياة، ومنجاة من الضلال والضياع، انطلاقاً من التوجيه النبوي الكريم (تركت فيكم ما إن تمسكّتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنّتي) وامتداداً للنهج السعودي في نصرة العقيدة الإسلامية منذ قيام الدولة السعودية الأولى. ولما كان القرآن الكريم والسُّنّة النبوية مصدر الشريعة الإسلامية اتسع نطاق الجائزة ليشمل الدراسات الإسلامية في شتى فروعها ومجالاتها لتكون حافزاً لاستخراج كنوز الإسلام التشريعية والتاريخية والحضارية في هذا الوقت الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية إلى حرب شعواء من أعدائها وتشويه من خصومها وجهل من أبنائها. والمتتبع للدورتين السابقتين للجائزة، يجد أنها قد أدت دوراً عظيماً في تشجيع البحث العلمي في مجال السُّنّة النبوية وعلومها، والدراسات الإسلامية المعاصرة، فهي إضافة إلى بعث روح التنافس بين الطلاب في حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، أذكت روح التنافس العلمي بين الباحثين في كافة أنحاء العالم، وأسهمت في دراسة واقع العالم الإسلامي المعاصر، واقترحت الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين حاضراً ومستقبلاً، كما أبرزت محاسن الدين الإسلامي وصلاحيته لكل زمان ومكان. وجاء توجيه سموه -حفظه الله- في اختيار موضوعات البحث في الدورتين السابقتين مؤكداً على حرص سموه الكريم واهتمامه بقضايا الإسلام، والتصدي للحملات الموجّهة ضده، وإبراز الصورة الحقيقية التي يعمل أعداء الإسلام على تشويهها، حيث تناولت البحوث: حقوق الإنسان في الإسلام، وفقه الحوار والخلاف، ومقاصد الشريعة للعقوبات في الإسلام، ونهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر، والتكفير في ضوء السُّنّة النبوية، وحقوق المرأة في السُّنّة النبوية، والإسلام في المناهج الغربية، والجهاد في الإسلام. وإن كانت الجوائز العالمية سبباً في انتشار الأعمال المقدمة لنيلها وترجمتها، فإن البحوث القيمة التي قُدّمت لنيل هذه الجائزة أحوج ما تكون إلى النشر والترجمة، نظراً لأهميتها، ودفاعاً عن الشريعة الإسلامية، ولما يتعرض له عامة المسلمين في هذا الوقت الحاضر من التباس في بعض قضايا الإسلام، وردّاً على الشبهات التي ينشرها أعداؤه، وإن اهتمام سمو سيدي الأمير نايف بجميع أوجه الرعاية للسُّنّة النبوية والدراسات الإسلامية لكفيل بتحقيق شمولية الفائدة من الجائزة، وتقديم كل ما يخدمها. حفظ الله سموه راعياً للسُّنّة النبوية، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
* المستشار في الديوان الملكي
|
|
|
| |
|