| |
يارا هوايات الشباب عبدالله بن بخيت
|
|
هوايات الشباب كلمة استنفدت جل معانيها. لم يبق منها سوى الحد الأدنى من الدلالة. يشعر من يريد أن يطرحها بأن رأسه مفعم بالتقليدية في التفكير. ترددت قبل أن أضعها عنواناً لهذه المقالة خشية أن يفهمني القارئ (غلط) ويصنفني من كتاب (عيد بأية حال عدت يا عيد). سعدت باستضافتي قبل عدة أيام على قناة الاقتصادية. التقيت فيها بعدد من شباب التطعيس. تطعيس تعني في ذهني تفحيطاً والتفحيط عمل غير قانوني قد يصل إلى مرحلة الجريمة. بعد الحوار وجدت حلولاً لعدد من الإشكاليات المطروحة. في بداية الأمر ظننت أن استضافتي تأتي على خلفية مقالي عن الاعتداء السافر على الفكر والثقافة في كلية اليمامة. معظم من ارتكب تلك الجريمة كانوا من الشباب. كنت أظن أن الحديث سوف يمتد إلى أن نصل إلى قضايا مثل المراكز الدعوية والنوادي الصيفية وغيرها من الأماكن محط الجدل في السنوات الأخيرة والتي ربما أن شباب غزوة اليمامة من خريجيها. دار الحوار عن دعم المؤسسات الرسمية لبعض هوايات الشباب. شرح الشباب ما هو التطعيس. اكتشفت في الحقيقة أنني أمام هواية جيدة يمكن أن تكون في يوم من الأيام عالمية. أقرب إلى الراليات المختلفة. سوف تجتذب العالم إلى المملكة ودول الخليج. يمكن استغلالها كما استغلت بعض الدول وجود الجليد على أراضيها لتحولها إلى ميادين لرياضة عالمية، شباب التطعيس اخترعوا رياضة تتصل بكثبان الرمال. من كلام الشباب فهمت أن هذه الرياضة وصلت في دولة الإمارات إلى مرحلة متقدمة. أصبح لها قوانينها ونظمها وأخلاقياتها ومواصفاتها. لم تعد تلك الممارسات البسيطة التي نراها في البراري المحيطة. أصبح للتطعيس نوادٍ وسيارات بمواصفات خاصة ولجان تحكيم وغيرها من الشروط الموضوعية لأي رياضة معترف بها وتحظى بجماهيرية. اشتكى هؤلاء الشباب من إهمال المؤسسات الرسمية ورجال الأعمال لهذه الرياضة. في تلك الأثناء اتصل شاب من هواة التصوير الفوتوغرافي يشتكي من نفس الإهمال. هوايتان متباعدتان ولكنهما مهمتان جداً في تنمية مهارات مهنية مربحة. حاولت سرد كم هواية شبابية مهملة في بلادنا. هواية الصيد، هواية الخيل، هواية الطيران، هواية الرسم والنحت والتشكيل، هوايات لا حصر لها. في الواقع معظم ما نسميه هواية ينتهي إلى حرفة وصنعة لتتحول إلى وظيفة رسمية في المستقبل. فهواية التصوير الفوتوغرافي حرفة مهمة في الإعلان والتلفزيون وفي مراكز الأبحاث العلمية الخ. الممارسون لها في المملكة كلهم تقريباً من الأجانب علماً أنها وظيفة تدر دخلاً كبيراً. لو تأسس لها نادٍ على مستوى المملكة بميزانية سخية تقدم الدعم المادي والمعنوي للهواة وتصدر المجلات والنشرات وتقدم الحلقات التدريبية والمسابقات وترتبط بالنوادي العالمية المشابهة لتبادل الخبرات والزيارات. ومثل نادي التصوير يكون هناك نادٍ للتطعيس ونادٍ للخيل ونادٍ للرسم والفن التشكيلي والرسومات المتحركة الخ.. نواجه الآن مشكلة اسمها فراغ الشباب. يتجاذبنا حلان متطرفان إما الفراغ المؤدي إلى المفسدة أو المراكز الصيفية والدعوية. الحل واضح. أن يذهب كل شاب إلى نادي هوايته المفضلة. من يميل إلى التصوير يذهب إلى نادي التصوير ومن يميل إلى الخيل يذهب إلى نادي الخيل ومن يميل إلى الرسوم المتحركة يذهب إلى نادي الرسوم المتحركة. كل فئة تنتسب إلى الهواية التي تجتبذبها. أولاً نحصن الشباب من الفراغ والثاني نقطع الطريق على التجمع الأيدلوجي والثالث أن نعدهم لاتقان مهن حقيقية في المستقبل، يستولي عليها في وقتنا الحالي غير السعوديين يكسبون منها ملايين الريالات تفتح هذه النوادي أبوابها طوال العام مع التركيز على العطلة الصيفية، عندها نتخلص من المخيمات والمراكز الصيفية وغيرها من التجمعات موضع الجدل بما يرضي كل الأطراف الحريصة على مستقبل وسلامة الوطن.
yara4u2@hotmail.com |
|
|
| |
|