| |
نص كلمة خادم الحرمين مفتتحاً (قمة جابر)
|
|
* الرياض -علي العنزي -مسلم الشمري : بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأعزاء.. أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي.. أصحاب المعالي والسعادة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. يسعدني باسم الشعب السعودي وباسمي أن أرحب بكم في وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية داعياً المولى جلت قدرته أن يكون النجاح حليف هذا اللقاء وأن نخرج منه بنتائج ملموسة تكون عزاً وقوة لخليجنا ولأمتنا العربية والإسلامية وأود في بداية عملنا أن أتوجه بالشكر العميق إلى أخي العزيز سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة على ما أبداه خلال رئاسة القمة من حكمة متمنيا له دوام التوفيق والنجاح. ولما كان هذا أول لقاء للقمة بعد وفاة أخينا العزيز صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الصباح أمير دولة الكويت تغمده الله برحمته فقد أطلقنا على هذه القمة اسم الفقيد الغالي لكل ما قدمه من جهود في خدمة التعاون الخليجي. أيها الإخوة الأعزاء..إن هذا اللقاء السنوي يمثل فرصة لمراجعة ما أمكننا تحقيقه خلال العام الماضي وما لم نستطع لسبب أو آخر فالمراجعة عندما تؤخذ بمقاييس الواقع السياسي وبمعيار ما هو ممكن ستنتهي إلى أننا حققنا منجزات لا بأس بها سياسيا واقتصاديا أما عندما تكون المراجعة بمقاييس طموحات شعوبنا وبمعيار ما هو ضروري في هذا العصر فسوف تنتهي إلى أن كل ما توصلنا إليه لا يزال متواضعا وبعيدا عن تطلعات شعوبنا. إن المراجعة لا تعني اليأس أو الإحباط بل على العكس من ذلك فهي تجديد للعزائم وشحذ للهمم فكل الأحلام التي تبدو مستحيلة اليوم يمكن أن تكون غداً أهدافاً في متناول اليد بعون من الله ثم بالنوايا الصادقة والجهود المخلصة. أيها الإخوة الأعزاء.. إن منطقتنا العربية محاصرة بعدد من المخاطر وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر. إن قضيتنا الأساسية قضية فلسطين الغالية لازالت بين احتلال عدواني بغيض لا يخشى رقيباً أو حسيباً وبين مجتمع دولي ينظر إلى المأساة الدامية نظرة المتفرج وخلاف بين الأشقاء هو الأخطر على القضية.. وفي العراق الشقيق لازال الأخ يقتل أخاه، ويوشك هذا الوطن العزيز أن ينحدر في ظلام من الفرقة والصراع المجنون.. وفي لبنان الحبيب نرى سحباً داكنة تهدد وحدة الوطن وتنذر بانزلاقه من جديد إلى كابوس النزاع المشؤوم بين أبناء الدولة الواحدة. وفي خليجنا هذا لا يزال عدد من القضايا معلقاً ولا يزال الغموض يلف بعض السياسات والتوجهات. وفي غمرة هذه المشاكل ليس لنا إلا أن نكون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وأن يكون صوتنا صوتاً واحداً يعبر عن الخليج كله. بهذا الصف الواحد والصوت الواحد نستطيع أن نكون عوناً للأشقاء في فلسطين والعراق ولبنان ودعماً لأمتنا العربية والإسلامية في كل مكان. أيها الإخوة الأعزاء.. عندما نتحدث عن المواطنة الاقتصادية نجد أننا قطعنا شوطاً ولا يزال أمامنا الكثير حتى نستطيع القول إننا حققنا الوحدة الاقتصادية الكاملة وإن المواطن الخليجي يعامل في كل الخليج كما يعامل في وطنه.. إن العقبات التي تسد الطريق عقبات حقيقية ولا أحاول التقليل من أهميتها والتحفظات التي أعاقت المسيرة لم تجئ من دولة أو دولتين بل كان لكل دولة نصيبها.. إن حلم الوحدة الاقتصادية يجب ألا يغيب لحظة واحدة عن عيوننا فنحن بلا وحدة كيانات صغيرة تتأثر ولا تؤثر وبالوحدة نبقى قوة لا يمكن تجاهلها. أيها الإخوة.. بسم الله نبدأ وعلى هدى من الله نسير متوكلين عليه وحده إنه نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|
|
| |
|