| |
هذرلوجيا وثيقة سليمان الفليح
|
|
بينما كان المواطن السعودي - الصديق - (س.ع) يجلس في أحد المقاهي الشعبية في إحدى العواصم العربية يرتشف الشاي، كان يجلس بالقرب منه رجلان آخران يبدوان بمنتهى الأناقة، فَهِمَ صاحبنا من خلال حديثهما مع مواطنين أنهما يعملان في الخليج، ودار حديث بين الرجال الأربعة يخص المملكة، الأمر الذي جعل صاحبنا يصيخ السمع لهما ويرمقهما بنصف عين ليرى ما يحدث بينهم. ثم أخرج أحدهم ورقة خشنة قديمة عليها كتابة بالعربية، فهم صاحبنا فيما بعد أنها وثيقة تخص المملكة. ودارت مساومات بين الرجال الأربعة على ثمن تلك الورقة(!!) كما قال..، ولكنهم لم يتفقوا على الثمن، فنهض الرجلان الأنيقان وغادرا المقهى، الأمر الذي جعل المواطن السعودي - صاحبنا - (يتطفل) على الرجلين الجالسين اللذين ينتميان إلى العاصمة تلك كما عرف من لهجتهما المميزة، فتقدم اليهما قائلاً: أرى أنكما وضيفيكما الكريمين لم تتفقوا على تلك الصفقة! وهنا سأله أحدهما: هل أنت سعودي؟ فقال صاحبنا (س.ع): نعم. وسأله الرجل ثانية: وهل تعرف أميراً؟ فقال صاحبنا: طبعاً.. فقال له الرجل ثالثة: وهل تعرف أميراً من أبناء الملك عبدالعزيز - تحديداً - فقال صاحبنا: بالطبع فأي مواطن هناك بمقدوره أن يعرفهم بل ويعرفونه أيضاً من خلال مجالسهم المفتوحة سواء أكان ذلك في الوزارات التي يعملون بها بل حتى في قصورهم وذلك للإلتقاء بالمواطنين، وتلك الميزة الرائعة في الحكم تندر في أي بلد آخر. وهنا قال له الرجل: حسناً، فهذه وثيقة عمرها (106) سنوات، وهي بمثابة رسالة تاريخية من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى أبيه عبدالرحمن حينما كان يقيم في الكويت، يخبر والده فيها أنه قد فتح الرياض والدرعية والخرج ومنطقة سدير، ويدعوه فيها هو وأهله ورجاله للعودة إلى الرياض التي استتبت فيها الأمن. وقد حرر الرسالة فيما يبدو والأمير عبدالله بن جلوي آل سعود وهي مؤرخة في عام (1320هـ). وأكمل الرجل حديثه، وقال: إننا نعرض هذه الوثيقة للبيع لأننا اشتريناها من ضابط عراقي كان ضمن ضباط صدام حسين الذين احتلوا الكويت في عام 1990م، وقد هرب هذا الضابط (بُعيد) سقوط بغداد على أيدي القوات الأمريكية والقبض على صدام حسين، ولأن هذا الضباط لم يعد يملك شيئاً يبيعه ليعتاش هنا -يقصد في العاصمة العربية تلك- فقد أخذ يبيع مكتبته، وهذه الوثيقة من ضمن مقتنياته النادرة. *** بعد ذلك أخذت المواطن (س.ع) النخوة والغيرة على تاريخ وطنه وقال: حسناً أنا سأشتريها بالثمن الذي يعجبكم، ولكنني سأعود أولاً إلى الرياض لتأمين المبلغ شريطة أن (أصور) مضمون الوثيقة، وأن تتم مسألة البيع والشراء والتأكد من صحة الوثيقة وعدم تزويرها تحت إشراف السفارة السعودية في بلادكم. بعد ذلك أخذ عنوان الرجلين ومكان سكناهما وعاد إلى الرياض ليخبرني بالأمر ويريني صورة الوثيقة الهامة، طالباً مني أن أجري الاتصالات اللازمة ليعرض الأمر (شخصياً) على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- لأنه يعرف جيداً حرص سموه على التاريخ، فكيف إذاً كان الأمر يتعلق بجزء من تاريخ والده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه. وبالطبع هاأنذا أقوم بتوصيل رسالة المواطن الغيور (س.ع) إلى سمو سيدي أميرنا المحبوب -حفظه المولى وشمله برعايته- وأشيد بدوري بحرص هذا المواطن النبيل على ما يخص بلاده الغالية، وأدعو الله أن يكثر أمثاله في وطننا العزيز.
|
|
|
| |
|