| |
أضواء وحدة الموقف الخليجي جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
عام كامل ستظل مدينة الرياض قطب الرحى ومحور التحرك الخليجي، فوفق آليات العمل في مجلس التعاون تعد المملكة العربية السعودية التي تحتضن القمة السابعة والعشرين رئيسة للقمة الخليجية، ووفق الآليات أيضاً فإن اجتماعات اللجان الوزارية، واللقاءات الهامة ستعقد في الرياض، ولأن هناك العديد من الاستحقاقات الهامة سواء على الصعيد السياسي أو الأصعدة الاقتصادية من مالية وتجارية، تنتظر الإنجاز والإقرار فبالإضافة إلى موضوع العملة الخليجية الموحدة، والنظام الجمركي الواحد، والبطاقة الخليجية، والسوق الخليجية المشتركة، هناك أيضاً الهموم الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة العربية، وما يحيط بها من أزمات وإشكاليات، بدءاً من القضية الفلسطينية التي تولد كل عام أزمة جديدة فمن لبنان إلى العراق إلى الملف النووي الإيراني.. وهي ملفات أمنية وسياسية لا يمكن إغفالها ولا بد من التعامل معها لتحصين الإقليم الخليجي من التأثيرات السلبية لهذه الأزمات. وهكذا فإن قمة الشيخ جابر، القمة السابعة والعشرين التي تحتضنها الرياض وتختتم اليوم ستكون قراراتها وتوصياتها البوصلة التي ستوجه العمل السياسي والأمني في المنطقة طوال العام والتي سيكون منطلقها الرياض. ويأمل المواطن الخليجي ألا تؤثر حزمة الهموم والأزمات التي تحاصر الإقليم في تأخير وتأجيل استحقاقات مسيرة التعاون والتنمية التي ينتظر المواطن الخليجي من قادته إقرارها، إذ يعد إنجاز هذه الاستحقاقات تأكيداً لوحدة ومتانة المواطنة الخليجية وتعزيزاً لمسيرة التوحيد وتصليباً للموقف الخليجي الواحد، ولهذا فإن المواطن الخليجي يطالب قادته أولاً بتوحيد التعامل وفق سياسة واضحة تجاه هذه الأزمات وألا يكون هناك تفرد أو خروج على الإجماع الخليجي، فالمخاطر لا تستثني أحداً، والخروج عن الإجماع مهلكة للجميع ولا مجال لاجتهادات لا يمكن أن تكون صائبة إذا ما خرجت عن الإجماع، وهنا تبرز أهمية التنسيق والتحاور قبل اتخاذ مواقف فردية كالتي شاهدناها وتابعناها تجاه بعض القضايا التي حفل بها العام الماضي من قبل دولة خليجية تعارضت مع الموقف العام لمجلس التعاون. فدول الخليج ومواطنوها التي ارتضت الانضمام وأيدت وساندت قيام مجلس التعاون يجب أن تكون ملتزمة بالمصلحة الخليجية العامة التي يتم تحديدها وصياغتها جماعية وبشفافية عالية، وإذا كان مقبولاً في السابق التجاوز عن بعض الخروجات، فإن المرحلة الحالية التي تعدُّ من أخطر المراحل التي يواجهها الإقليم الخليجي تتطلب التزاماً وتشبثاً بالإجماع وبموقف خليجي واحد لمواجهة التحديات التي لا يمكن تجاهلها التي تطال أخطارها الجميع.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|