| |
حديث الأسبوع مضادات الشيخوخة.. موضوع علمي أم أسلوب اجتماعي؟ د. محمد غياث التركماني
|
|
لقد تغير العالم من حولنا خلال العقد الماضي تحولاً جذرياً، وأطل علينا نوع من أنماط الحياة لم نكن نعهده في السابق، أو بالأحرى كان منسياً أو قليل الاهتمام.. إنه نمط الحياة الجديد التي نعيشها LifeStyle. الكل يرغب في الحصول على أعلى درجات الصحة والعافية والجمال، وعلى بشرة تشع بالنضارة، فزاد الطلب على طب الجلد التجميلي وزاد عدد الأطباء الممارسين لهذا النوع من الطب ازدياداً ملحوظاً، وللأسف أن العديد منهم لم يرق بعد إلى المستوى العلمي الذي يؤهله لممارسة هذا الطب، فحاولوا تقليد ما يرون أو ما يسمعون دون دراية تامة لعلوم هذا الطب ومبادئه. اليوم الجميع يتكلم عن طب الشيخوخة، وعن العوامل المساعدة في تأخيرها. لقد تبدل السلوك الاجتماعي في المجتمعات تبدلاً مذهلاً، فلا ريب أن السرعة في تناول المعلومات عن طريق الكمبيوتر والشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والإعلام وسهولة تطبيق هذه الإجراءات الطبية ( من بوتوكس، تقشير كيميائي، حقن مواد التعبئة) دفع الكثيرين لخوض غمار هذه التجربة، وأصبح مثل هذا الإجراء لا يتطلب وقتاً أو جهداً؛ فهو بمثابة زيارة لصديق أو تلبية دعوة لعشاء. تلعب اليوم وسائل الدعاية والإعلان دوراً مهماً وفعالاً في نشر التوعية والثقافة بين الجمهور، فلا ريب أن كل واحد منا لا بد أن يقرأ مجلة أو جريدة أو يجلس على كمبيوتره الشخصي ويتصفح الإنترنت أو أن يشاهد الرائي لمدة لا تقل عن 1 - 2 ساعة في اليوم. مع التقدم في العمر جميعنا يرغب في العودة إلى الوراء.. إلى العودة لحياة أكثر نشاطاً وديناميكية ونجاحاً. الجميع يتحدث عن الجمال والصحة. فلقد أصبحت عملته حقن البوتوكس، حقن التعبئة، التقشير الكيميائي، أكثر سهولة. كانت هذه الإجراءات في الماضي مقتصرة فقط على أطباء جراحة التجميل، واليوم (ضاعت الطاسة) كما يقولون فأصبح جميع الأطباء (أطباء تجميل). وما المضاعفات التي نسمعها ونراها كل يوم لبرهان أكيد بتدني مستوى المعرفة لدى هؤلاء (الأطباء) الذين قاموا بمثل هذه الإجراءات. لا بد للطبيب من أن يبني خبرته وممارسته العلمية على أسس طبية صحيحة وقراءة مستمرة وفهم دقيق وواضح لطب الجلد التجميلي، لا أن يكون مقلداً لما يرى أو يسمع بلا علم ولا دراية.
|
|
|
| |
|