| |
الكوادر المدربة مطلب لتنمية الجمعيات الخيرية عبدالرحمن بن ناصر السلمي *
|
|
في شهر رمضان المعظم تنشط المؤسسات الخيرية للتقرب لأهل الخير زلفا، طمعاً بكرمهم، ومساعدتهم على أداء ركن الإسلام العظيم أداء الزكاة وإتاحة الفرصة في هذا الشهر الكريم للتواصل مع المعوزين ليرسموا البسمة على محياهم بما من الله عليهم من نعمة الإسلام، نعم لقد توشحت طرقاتنا باللوحات التي تحمل العبارات المبكية، الداعمة الدالة إلى الخير رغم تباين الرسالة لأن الهدف واحد. والمطلع على العبارات التي طرزت الطرقات يلخص تفاوت الأسلوب والغايات فغالى البعض أملا في الحصول على أكبر قدر من الداعمين بل إن السوق أصبح مملوءا بالعبارات التي تجاوزت لغة المشاعر لغة التسول، رغم أنه حق معلوم في زمن غير (مخصوص)، وقد يرجع الأسباب إلى عدم توفر كوادر مدربة في العمل التوعوي وبرامج الموارد المالية، وقد تكون اللقاءات الغنية بالحوار وتبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية والعملية التي تقيمها ويفعلها فروع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمناطق الخيرية خير داعم للارتقاء بالعمل عن طريق تدريب كوادر في مجالات العلاقات العامة التي تظهر رسالة وبرامج تدريب أفراد على الموارد المالية مع حصر العبارات في كتيب إرشادي يخدم هذا العمل السامي، لقد تجاوزت لغة الاسترزاق في هذا الشهر الكريم الإعلام للبرامج والاهداف التي تسمو بها هذه الجمعيات فغابت رسالة الجمعيات. ونحن نحتاج إلى تنمية هذه البرامج والأنشطة الحيوية بأن نتحول من ممارسة العمل التطوعي إلى ممارسة العمل المهني المعتمد على المهارات الاجتماعية ونستفيد من الجامعات ومن المتخصص في رسم سياسات العمل الاجتماعي حتى لا يقتصر نشاطنا إلى مد الأسر بالمال حتى نتجاوز السلوك التسولي بل نقوم على تدريب المستفيدين على مساعدة أنفسهم وإرشادهم الى مؤسسات الدعم متى ما أصبح نشاطنا الاجتماعي تنمويا. يؤكد علماء الاجتماع اللغوي أن في اللغة عبارات تساهم في إيضاح العمل الاجتماعي وهي غنية بمفرداتها التي تؤصل العمل الاجتماعي وتختصر الشرح والإطناب، ونصبح جميعاً في وعي المقصد الاجتماعي، وكذلك استخدامنا للعبارات الإحصائية التي توضح مقدار الجهد والعمل المؤدى، وهذا ما يدفع بالمتلقي للمشاركة في تنفيذ هذه البرامج الوجدانية التي قد يكتفي بها المتلقي بالتعاطف، وينشغل بالتساؤل عن أحقيتها للزكاة. وأرى أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بالاهتمام بتطوير مفاهيم هذه الجمعيات من خلال العلاقات العامة، وخلق أساليب للاتصال بالجمهور وطرق شرح أهداف رسالة كل جمعية، والاهتمام بإيجاد كوادر مدربة من خلال إلحاقها بمعاهد تدريب لصقل مهارات الاتصال وتنمية الموارد المالية. وأقترح لتنمية الموارد المالية: الاستفادة من رسائل الجوال وإذكاء روح المبادرة في العمل الخيري لدى الشباب والشابات والتعود على استقطاع مبالغ من دخولهم للأعمال الخيرية، إجراء اللقاءات الرياضية والثقافية لدعم هذه الجمعيات، إيجاد حل لفائض العملة المعدنية في مراكز التسوق، إن جمعيات البر على اختلاف تخصصاتها أصبحت معلما من معالم الحي متضامنة مع المسجد والمدرسة ومركز الحي الاجتماعي ومركز الهيئة يستطيعون أن يمارسوا التنمية الاجتماعية المحلية لكل حي من خلال ممارسة المسح الاجتماعي التي تظهر خريطة اجتماعية لمكونات الحي وأسره، وتستطيع أن تحصي وتقدر إمكانات الحي وبما يملكه من قدرات معرفية واقتصادية، وبما يتواجد به من أسر معوزة لفاقتها أو لغياب عائلها، وتستطيع أن تحدث تواصلا بين أسر الحي بانتقال صدقاتهم الى محتاجيهم، وتوفير مشروعات تساعد الأسر على إصلاح أوضاعها، ان هذا العمل سوف يحقق الرسالة الإنسانية إلى مواطن مملكة الإنسانية.
* نائب مدير مركز التأهيل النفسي في القصيم
|
|
|
| |
|