| |
في محاضرات بمركز الطب الشرعي بالرياض الطب الشرعي يرسم خريطة للحد من كوارث الحج والتعرف البصري على الضحايا يعد منهجاً غير علمي
|
|
* الرياض - أحمد القرني: أوضح الدكتور سعيد بن غرام الله الغامدي استشاري الطب الشرعي والمشرف على مركز الطب الشرعي بالرياض أن الطب الشرعي يلعب دوراً مهماً في دراسة أسباب الوفاة في كوارث الحج وبالتالي أسباب الكارثة وأكد أنه من خلال مشاهدته لطبيعة الإصابات والوفيات على مدار العشر سنوات الماضية أنه يمكن أن يتم وضع قواعد ثابتة للوقاية من مضاعفات الكارثة، بل منع حدوثها على الإطلاق، حيث إن ذلك ممكن باتخاذ المزيد من التدابير الأمنية والحملات التوعوية لكافة فئات المجتمع وكذا توعية أفواج الحجاج القادمين من كافة أقطار الأرض. جاء ذلك أثناء المحاضرات التي ألقيت بالمركز يوم أمس عن الكوارث في موسم الحج. وأشار إلى أن تعريف الكارثة هي (تحول مفاجئ غير متوقع لأسلوب الحياة العادية بسبب ظواهر طبيعية أو من فعل إنسان وتتسبب في العديد من الإصابات والوفيات والخسائر المادية والممتلكات) حيث ينفق على الكوارث سنوياً 40- 38 مليار دولار، كما ينفق عشرات المليارات على الإعداد والتجهيز والدراسة والبنى التحتية، بينما هناك 500 نقطة كوارث في العالم. وقال: إن العوامل المؤثرة على حدة الكوارث في الحج قابلية الإنسان للإصابة بسبب الجهل، الاعتقاد الخاطئ، اللامبالاة، عدم اتباع النظم والتعليمات، التناقص الخدمي - المباني، الزيادة السريعة في عدد الحجاج ومن مناطق محدودة وعدم القدرة على التحكم، ازدياد العنف والإرهاب والقوى الأحادية، والخلافات العرقية. زيادة خطر وقوع الكوارث وتكرارها، وقوع الكوارث، زيادة احتمالات الأخطاء التقنية، زيادة احتمالات الكوارث الإرهابية، زيادة الحجاج، ظهور أمراض وفيروسات غريبة وجديدة، سهولة السفر ووجود الأموال الكافية لدى الناس، نقص الأمان. وطالب بإنشاء إدارة للكارثة ومن مهامها: وضع النظام الكلي للكارثة، توظيف الخبرات والمهارات اللازمة، تأمين علاقات التفاعل والتمازج بين الإدارات، حل المشكلات بين الصراعات الوظيفية والصلاحيات الممنوحة. وبيّن أن لجنة الطب الشرعي في الحج هي لجنة تخصصية فرعية ضمن اللجان الطبية مهمتها التنسيق بين الفريق الطبي الشرعي والجهات الأمنية ذات العلاقة بالكشف على الجثث وتحديد الأولويات في الكشف على الجثث والتعرف عليها. ويرأس اللجنة الفرعية طبيب شرعي من مهامه الإشراف على الفريق الطبي الشرعي المكون من القوى البشرية الآتية: أطباء شرعيون، فنيو طب شرعي ومساعدون وأشعة، مأمورو وفيات، مسؤولو إحصاء. استحداث معهد يختص بالكوارث وتدريب الطلاب والملتحقين من منسوبي جميع القطاعات العسكرية والمدنية ووزارات الصحة والحج والنقل والبلديات، ومؤسسات الطوافة. وأشار إلى أنه يجب منع (500) ألف حاج غير نظامي من الدخول إلى المشاعر حتى لا يؤدي تكدسهم إلى كارثة. ونبّه إلى ضرورة تبني وزارة الثقافة والإعلام إنشاء قناة للحج تبث بالعديد من اللغات هدفها نشر البرامج التوعوية للحجاج. وقال: إن تكدس سيارات الإسعافات بمنطقة المشاعر يؤدي إلى الزحام مع إيجاد طرق بديلة مثل الاستعانة بالنقل الكهربائي واستخدام الإنزال الكهربائي أما الدكتور أحمد عبد المعطي- اخصائي الطب الشرعي بالرياض فقد تطرق إلى آلية وأنواع الإصابات الناشئة عن الكوارث. وآخذاً بخطة الاستعداد في الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية وطبيعة التجمع في المشاعر المقدسة قسم الكوارث إلى كوارث التجمعات الكبرى، الكوارث الطبيعية، الكوارث بسبب التقنية (التكنولوجيا)، الكوارث المعقدة (مفتعلة). وأشار إلى أن الكوارث سالفة الذكر عدا المعقدة (المفتعلة) تؤدي إلى الاختناق والذي قد يكون على صورة الاختناق، غياب الأكسجين، انسداد المسالك التنفسية، استنشاق أول أكسيد الكربون واستنشاق الغازات السامة. كما أنها قد تؤدي إلى إصابات بالجسم أغلبها رضية ورضية احتكاكية، الذعر وما قد يؤدي إليه من صدمة عصبية، زيادة معدل الدهس ووفيات ناشئة عن تفاقم الحالات المرضية كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، الغرق وأهم علاماته الإيجابية وجود زبد رغوي أبيض ذو فقاعات صغيرة يخرج من الأنف والفم، الحروق النارية، الصعق الكهربي وقد يترك علامات بالجلد ناشئة عن دخول التيار بالجسم وخروجه أو لا يحدث أي آثار إصابية موضعية بالجلد. وآخر ما قد تؤدي إليه وانتشار الأوبئة كمثل الحمى الشوكية. ومن جانبه أكد اخصائي الطب الشرعي بالرياض والمشرف على التدريب والتعليم المستمر بالمركز الدكتور ممدوح كمال، في محاضرته الثالثة أن التعرف على ضحايا الكوارث من أهم مهام الطبيب الشرعي والذي يختص بها دون غيره من التخصصات، حيث يمكن التعرف على معظم الضحايا في جميع الكوارث وتحت أي ظروف، إلا أنه اشترط وجود بيانات كاملة ودقيقة عن السجلات الطبية لجميع الموجودين بالمشاعر المقدسة. وأشار إلى أن الاستعراف أو التبين، يقصد بهما اتباع الوسائل العلمية للتعرف على هوية الإنسان الحي أو الميت سواء وجد كاملاً أو وجدت بقاياه أشلاء، ولإيجاد ما يستدل به من آثار مادية على وجود علاقة بين الضحية وموقع الحادث وخاصة في حالات الكوارث الجماعية. كما أنها تعتبر حتمية وهي القاسم المشترك التي تستتبع أي كارثة بين كل الكوارث سواء كانت طبيعية أو تكنولوجية أو من صنع الإنسان، وأشار إلى أن الاستعراف على الضحايا عملية شاقة تتطلب العديد من المستلزمات ولا يمكن تنفيذها بنجاح إلا إذا خُطط لها بالشكل الملائم. ويهدف الطبيب الشرعي والجهات الأمنية المشاركة بعد حدوث أي كارثة لا قدر الله، إلى تبين وتحقق هوية كل من الضحايا عن طريق مقارنة ومطابقة بيانات صحيحة قبل الوفاة مع بيانات بعد الوفاة.
|
|
|
| |
|