| |
أحداث العنف بين الطوائف الدينية المتناحرة سكان بغداد الخائفون يحرسون أحياءهم أثناء الليل
|
|
* بغداد - رويترز: عند غروب الشمس وهبوط الظلام يهجع أهالي حي الحرية في بغداد عائدين إلى بيوتهم فيما يهرع فراس حسن وأصدقاؤه إلى حمل البنادق الكلاشنيكوف ويتجهون صوب الشوارع الخالية. هؤلاء المتطوعون ليسوا من المسلحين لكنهم أعضاء في إحدى جماعات حراسة الأحياء العديدة التي ظهرت في أرجاء العاصمة العراقية بعد احتدام أحداث العنف بين الطوائف الدينية المتناحرة وتكريس الاحتقان الطائفي في أحياء بغداد وضواحيها. وقال حسن: (يستهدفنا الإرهابيون لأننا من الشيعة). وأضاف: (لا نضع ثقتنا في أحد ونرسخ وجودنا في الحي من خلال استجواب الأغراب وإيقاف السيارات لردع هؤلاء المجرمين). وقال حسن: إن حراس الأحياء باشروا مهمة الذود عن منطقتهم هذه منذ ثلاثة أشهر عندما تسلل مسلحون من السنة من منطقة قريبة وألقوا بكيس ضخم على أرضية الشارع.. ووجدوا داخل العبوة أشلاء أحد أصدقائهم الشيعة كان قد اختطف قبل ذلك بيوم واحد. وقال حسن وهو ينظف ماسورة بندقيته وقد عاد بذاكرته إلى الوراء: (عندما فتحنا الكيس وجدنا بداخله رأس خليل وبقية أشلائه). وأضاف: (منذئذ أدركنا أن علينا الدفاع عن أنفسنا لذا فقد قمنا بتكوين هذه الجماعة أثناء الجنازة). وعلى الضفة الأخرى من نهر دجلة وفي حي الاعظمية الذي تقطنه أغلبية سنية يقول أبو أنس إن أفراد جماعته من الرجال المسلحين لا يغمض لهم جفن خوفاً من رجال الميليشيات الشيعية لاسيما بعد انفجار ست قنابل في حي مدينة الصدر القريب ومقتل أكثر من 200 قبل أسبوعين. كان هذا الهجوم هو الأعنف منذ غزو قوات تقودها الولايات المتحدة للعراق عام 2003 مما أوغر صدور الشيعة وجعل السنة يتخذون حذرهم خشية تعرضهم لهجمات انتقامية عنيفة يخاف كثيرون أن تغرق العراق في أتون حرب أهلية شاملة. ومما آثار مخاوف جديدة من احتمال تقسيم العاصمة إلى جيوب طائفية تفصل بينها خطوط جبهة ما أعقب الهجمات من قيام الجماعات المسلحة في مختلف الأحياء بتكثيف الإجراءات الوقائية ونشوب حرب بقذائف المورتر بين الجماعات الطائفية المتنافسة. وقال أبو أنس: (نعمل في أربع نوبات كل نوبة من ست ساعات بدءاً من السادسة مساء حتى السادسة من مساء اليوم التالي ونتخذ مواقعنا على أسطح منازلنا في النوبة الثانية). ومضى يقول: (كلنا متطوعون لكن تمنحنا بعض العائلات في أحيان كثيرة قدراً من المال والطعام). وأضاف: (يسود الهدوء الحي لكننا على استعداد دوماً لمهاجمة جيش المهدي إذا أتوا إلى شوارعنا حتى لو استخدموا مركبات الشرطة). ويلقي كثير من السنة على ميليشيا جيش المهدي الشيعية الموالية لرجل الدين الشاب القوي مقتدى الصدر بالمسؤولية عن فرق الاغتيالات ضد السنة الذين يشكلون العمود الفقري لتمرد مسلح يهاجم المدنيين الشيعة بين الحين والآخر. وينفي الصدر هذه المزاعم وهو من الموالين السابقين للسنة وخاض انتفاضتين ضد القوات الأمريكية في العراق عام 2004م. إلا أن بعض الناس تجاوزوا التوترات الطائفية لمعاونة الجيران من طائفة أخرى في صد المسلحين. أبو مصطفى رجل شيعي عضو في جماعة حراسة الأحياء في منطقة السعيدية ذات الأغلبية السنية في جنوب بغداد وكلف بحراسة مسجد سني في شارعه من هجمات الميليشيات. وقال أبو مصطفى: (في شارعنا لا نشعر بالتوتر الذي تجده في أماكن أخرى في بغداد. نحن جيران منذ 25 عاما وإننا كالإخوة). وأضاف: (بالإضافة إلى ذلك أنا إن عاونتهم في الدفاع عن مسجدهم فلن يلحقوا بي أو بأسرتي الأذى). وتواجه مثل هذه الجماعات المسلحة بالأحياء مخاطر قاتلة لاسيما على الخطوط الفاصلة بين الطوائف حيت تتلاحم المناطق المتناحرة. وكرار علي مقاتل في جيش المهدي عمره 19 عاماً من حي الشعلة الكثيف السكان وهو يحرس جسراً يفصل بين حيه ومنطقة الغزالية السنية. وقال: إن المسلحين قتلوا اثنين من أصدقائه خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال علي: (تقول لي أسرتي باستمرار أن أتخلى عن عملية التطوع وأن أذهب إلى الخطوط الأمامية بالجبهة). وأضاف: (إلا أن الخيار بالنسبة إليّ بسيط.. أما أن نعيش في خوف أو أن نموت مرفوعي الهامة).
|
|
|
| |
|