| |
مدارس بغداد خالية.. والعنف في العراق يقتل التعليم
|
|
* بغداد - رويترز: ينتظر أحمد خارج أبواب المدرسة في صباح يوم بارد في منتصف الأسبوع وهو يمسك بكتبه الدراسية، لكن لأن غالبية الطلبة والمدرسين لم يأتوا إلى المدرسة أجل الطالب البالغ من العمر 18 عاماً والذي يدرس بالسنة النهائية في المرحلة الثانوية الدراسة يوماً آخر، وقال والاستياء يبدو واضحاً على وجهه: لقد ألغيت الدراسة يوماً آخر. وأضاف: لقد حضر 15 طالباً فقط من بين 200 طالب في هذه السنة الدراسية. منذ ثلاث سنوات وبعد سقوط صدام حسين كان الطلبة والمدرسون يتحدثون بشغف عن حذف الصفحات الإجبارية الخاصة بالدكتاتور من كتبهم الدراسية وتحرير الدراسة الأكاديمية من تدخل حزب البعث الحاكم. والآن سم الطائفية ضرب بعمق في قلب النظام التعليمي في العراق، فيما يهاجم متشددون من جماعات سنية وشيعية المدارس والجامعات والأفراد، كما أن الفوضى الطائفية سمّمت المجتمع وجلبت العنف العشوائي إلى حجرات الدراسة على نحو لم يشاهد من قبل. وحكى محمد وهو طالب في مدرسة في حي الكرادة وسط بغداد هذا الأسبوع كيف تسلق حائطاً ليهرب عندما جذب رجال ميليشيا ناظر المدرسة الذي أخذ يتوسل إليهم حتى لا يقتلوه في فناء المدرسة للانتقام من إهانة مزعومة.ويقول أبو عبد الله الذي كان مدرساُ في مدرسة القدس الثانوية في بغداد إنه ترك عمله بعد أن جلب طالب ضبطه وهو يحاول الغش في امتحان، عصابة إلى المدرسة للاعتداء عليه. وقال: عندما منعناه من الغش ترك المدرسة وعاد مع 15 صديقاً يمسكون بسكاكين، مزقوا وجه زميل بسكين طويل وضربوني. وقال أبو عبد الله إن المتشددين قتلوا أيضاً منذ أسبوعين مدرس اللغة العربية هادي فرحان وهو من زملائه الشيعة وكان يشتهر بصراحته. وقال: حذرناه لكي يكف عن الحديث في السياسة. قتله أثر في المدرسة حيث لم يعد يعمل بهذه المدرسة سوى 14 مدرساً من بين 42 مدرساً، وانتقل الشيعة إلى مدارس في مناطقهم بينما انسحب كثيرون آخرون. وقالت طالبة عمرها 16 عاماً طلبت عدم نشر اسمها إن المدرسين في مدرستها يأمرون الطالبات بانتظام بالخروج إلى طرقات المبنى عندما تسقط قذائف المورتر على مقربة، وإن بعض المدرسين يحثون الطالبات الآن على البقاء بعيداً عن حجرات الدراسة، وقالت: عدد صغير جداً من الطالبات يأتي إلى المدرسة. وأضافت: وطلب أحد المدرسين منا أن نتفق فيما بيننا على عدم الحضور؛ حتى يتمكن المدرسون من البقاء في منازلهم في هذا الوقت العصيب.وسعاد زوجة تقيم في بغداد وتحتجز طفليها اللذين يبلغان ست وثماني سنوات في المنزل طوال الوقت بعد أن أصابها الرعب وأصبحت تخشى تكرار ما حدث في يوم في الآونة الأخيرة عندما وصلت في نهاية الدراسة لتجدهما منكمشين في أحد أركان حجرة الدراسة مع حفنة من الأطفال الآخرين بعد أن هرب المدرسون والطلبة الآخرون قبل ساعات عندما انتشرت شائعات بأن جماعة متشددة على وشك شن هجوم على المدرسة. وقالت وهي تعبر عن مشاعر يشترك معها فيها آلاف الآباء: لا يمكنني أن أتحمل عدم وجودهما معي طوال الوقت الآن.وقال مسؤول في وزارة التعليم إن الموقف مروع. وأضاف: هؤلاء الذين يطلق عليهم مجاهدين يحاولون ترويع وإرهاب الناس. هذه كارثة عظمى. إننا نحاول توفير الحماية لهذه المدارس، لكن المسؤول الذي كان مرعوباً بدرجة كبيرة جعلته يخشى الإفصاح عن اسمه قال إنه في النهاية الأمر متروك للآباء والجيران ليدافعوا عن مدارسهم. وقال: إذا لم تقم بحماية نفسك.. فمن الذي سيحميك؟ والموقف في كليات وجامعات بغداد ليس أفضل حيث أدت الهجمات الطائفية الانتقامية ضد الأساتذة إلى سقوط عدد كبير منهم قتلى بينما فرّ مئات الأساتذة من العراق في (نزوح للعقول المفكرة)، وهو ما يجعل كثيرين يخشون على مستقبل العراق.
|
|
|
| |
|