| |
لمسة وفاء يقولون ما لا يفعلون مطلق محمد المطلق
|
|
كثيرون هم من ينطبق عليهم هذا القول (يقولون ما لا يفعلون) فلو تنقلنا في كل جوانب الحياة لرأينا ذلك وفي كل العصور، أما عصرنا فيبدو الأمر واضحاً لأننا نلمس ذلك ونعيشه وكعادتنا فنحن نتحدث عما يخصنا ولذلك سنتحدث عن ساحتنا الشعبية وما أكثر الذين يقولون فيها ولا يفعلون إنما يبقى ما يقولونه كلام في مهب الريح فهاهم الشعراء في ساحتنا وهنا لا أعمم الأمر بل هو أمر نسبي إذ تعجب حينما تسمع قصيدة لأحدهم وتقول في نفسك ما أحسن ما يقوله هذا الشاعر أو هذه الشاعرة، ولكن إن قُدِّر لك أو لكِ وتعاملت أو تعاملتِ مع أحدهم أو إحداهن لوجدت بوناً شاسعاً بينما سطره وقاله وبينما يفعله في حياته فقوله في وادٍ وفعله في وادٍ آخر.. وكذلك وسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية فعندما يروجون لوسيلتهم وفي بداية إصدارها أو سماعها أو مشاهدتها يقولون بأن أهدافنا كذا وكذا وكذا خدمة للأخلاق الأصيلة والتقاليد المتينة ومحافظة على تراثنا ووقوفاً عند تعاليمنا الدينية وتقول في نفسك ما شاء الله وتبارك الله ويبدأ الإصدار وتبدأ الأسماع تنتظر ما وعدت به وتتلهف الأعين والألسن لسماع وقراءة ورؤية كل ما انتظرته طويلاً وسمعته ولكن تكون المفاجأة مذهلة عندما ينحرف كل ذلك عن طريقه الذي رسم له مثلما انحرف شاعرنا عما قاله وفعل ضده أو غيره وهكذا هي حال ساحتنا بأغلبها والله المستعان. أقول ألا من صحوة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.. ألا من ضمائر وهي موجودة تُفعِّل رؤيتها وتسير حاملة اللواء عالياً ليهتدي من ضل الطريق لتخفيف هذا الانفصام والانفصال الذي يعيشه غالبية من يدعون أنهم رواد ساحتنا، وتعيشه غالبية وسائل إعلامنا الشعبي لنصل إلى مقولة يفعلون ما يقولون والله ولي التوفيق.
|
|
|
| |
|