| |
العمالة الوافدة وعشوائية الأحياء تضاعفان أعباء أمانة جدة
|
|
* جدة - عبد الرحمن إدريس: ** ارتبكت أعمال النظافة بمدينة جدة في الشهرين الماضيين بدخول المواجهة مع أزمة جديدة أعادتها إلى ذاكرة الحالات المتكررة قبل سنوات، وآخرها ما حدث عند تغيير التعاقد بين شركتي النظافة، الأوضاع المختلفة في هذا الموسم احتملت عدة تفسيرات في تقديم الموقف، فمن جهتها تؤكد الأمانة في رأي مسؤول النظافة بأن حجم النفايات تجاوز الإمكانات المتوفرة من ناقلات وآليات وعمالة ومساحة الممكن من الحاويات كمقدرة استيعابية .. الاعتراف (الشفافية) والوضوح في وجهة النظر هذه كانت بإشارة إلى تقديرات غير محسوبة النتائج في التعامل مع وضع كان مختلفا ومفاجئا للخطة التي سبقت الموسم، فلم تستعد لأكثر من الإجراء المتبع في السنوات الماضية، وهو المتاح في برنامج النظافة الموسمية. الخطط والميزانية ** كيف تمت معالجة الموقف منذ بداية الصيف والكثافة السكانية والإقبال على جدة كان في أعلى معدلاته في هذه الفترة.. ** وهل اكتفت أعمال النظافة بالشوارع العامة الرئيسة وتركت النفايات تتكوم في الحارات وتدفن الحاويات.. ** الإجراء العاجل وفق إجابة المسؤول يؤكد خطوات (إنقاذية) فلم يكن المجال انتظار حدوث أزمة وخطورة نتائجها بيئياً وأسباب أخرى سياحياً.. وصفة عمل دوائي عمدت إلى تغييب برنامج فرق النظافة بزيادة فترات التشغيل في ثلاث ورديات واستنفار كافة الطاقات المتوفرة التي بذلت جهوداً مكثفة وما زالت. ** الأخذ بهذه المبررات قد يعني إلى حد كبير بأن مشكلة جدة مع النظافة ترتبط وثيقاً بنقص الإمكانات ومخصصات الميزانية في أهم دور بيئي (النظافة) ويقدر بـ(450) مليون ريال. ** وبهذه النظرة قد يؤخذ في الاعتبار محدودية المبلغ لتغطية ومواكبة الاحتياجات المصاحبة لزيادة سكانية مستمرة وموسمية القدوم بشكل مستمر في الإجازات خاصة وجدة بوابة الحرمين الشريفين. ** وتفعيل خطة مغايرة في هذه الفترة فهي زاوية للنقاش في هذا الموضوع كإجراء متاح بكيفيات عملية تنجح في مهامها وفق ما يتوفر من إمكانات. ** (الجزيرة) تابعت تفاصيل الحالة التي تتكرر مع النظافة بجدة.. وبين رأي المسؤول ومشاركة الحوار لأطراف ذات علاقة بالتصورات الخاصة بالقضية في كل أبعادها تتضح الرؤى التي حاولت في مناقشة جادة الوصول إلى المقترحات ونقد موضوعي هادف.. ** وساندت اللقطات المصورة هذه التوضيحات في بعض الزوايا التي تمثل بعضاً من أجزاء المشكلة. النظافة بمشاركة المجتمع ** أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه كان ينظر إلى مشكلة النظافة بأسلوب يستوعب الاحتياجات القادمة في ظل كثير من الظروف كتحسين الأداء من جهة خلال الفترة الحالية واتخاذ عدد من الاجراءات التي تضمن بإذن الله نجاح الخطوات المستقبلية. بمعنى التفكير عملياً بحلول جذرية، وذلك باعتماد مشروعات العمل إلى دراسات متخصصة. ولا يخفى في هذه الناحية تصوراته حول دور السكان ومساندة التوعية للوصول إلى إيجابيات ونجاح للمشروع الكبير (جدة أنظف مدينة سياحية).. أمين جدة في توضيح لهذا البرنامج العملي كان يرى ضرورة في إعادة النظر بشكل شامل من حيث التطبيقات والأسلوب المتبع واتساع مساحة المدينة إلى جانب وجود أحياء عشوائية وغيرها من الظروف التي تعتبر عوائق قد لا تسمح إلى حد ما في تحقيق التطلعات بشأن النظافة وبالمستوى اللائق. ** وجهة نظر المهندس عادل فقيه تأخذ بالظاهرة إلى جانب آخر يتعلق بالسلبيات التي تنشأ بإهمال السكان نتيجة عدم الوعي أو اعتيادية التصرفات الخاطئة، وفي هذا الجانب كان تأكيده على الأفكار التي تعالج هذه السلبيات باعتبار المجتمع جزءا من المشكلة، وفي نفس الوقت أهمية دوره في مساهمة القضاء عليها. وإلى توضيح حول ذلك، كان يشير إلى قيام أمانة جدة بدراسة تجارب عدة دول استطاعت تحسين مستوى نظافة مدنها بشكل كبير.. والمنطلق في الاستفادة من التجربة، كما قال العمل على تفعيل برامج متخصصة تتم فيها مشاركة المجتمع بدور إيجابي في هذا المجال. * إذاً فالمشكلة تأخذ زاويتين بوجود إمكانية الحلول من حيث انتهى الآخرون ونجحوا.. وزيادة المخصصات لتغطية الاحتياجات في التطبيق العملي للمهمات والتوعية التي تسعى لتعاون السكان.. ** وفي رأي الأمين أن تفعيل هذه الأدوار يمثل التحدي الآن لنقل التجربة بتطبيقات الجوانب الأكثر نجاحا منها، وهو ما يتم الاستعداد له للتعريف بهذا الدور بشكل تفصيلي ومفهوم للمواطنين والتوعية بما يسمى بمشاركة المجتمع.. المشروع متفق عليه وبرامج التوعية سيتم تنفيذها في هذا المجال قريباً بعد الانتهاء من مهمات مكافحة حمى الضنك التي أنجز فيها الكثير وتحقق لها النجاح بفضل الله. إعادة نظر في الميزانية ** بحديث المهندس أسامة شهوان مدير صحة البيئة بالامانة يقول: بداية إن الظروف التي مرت بها مدينة جدة في الشهرين الماضيين كانت غير اعتيادية حيث استمرت معدلات الكثافة السكانية بالارتفاع والزيادة بشكل ملحوظ. وهي مقارنة جديرة بالطرح قياساً إلى النسبة العددية للفترة نفسها من العام الماضي وما قبله أي مع بداية إجازة الصيف على وجه التقريب.. وربما ينظر إلى التواجد الأكبر بشكل مؤقت كارتباط بأهم فعاليات مهرجان الموسم الصيفي، ولكنه لم يكن يمثل في الاحصاء التقديري شهراً واحداً في أقصى تقدير. أما وقد شهدت جدة في هذا الموسم كثافة أكبر في ظل وجود مؤثرات وعوامل معينة فهو الذي كان بالفعل غير متوقع. إضافة إلى ذلك كما يقول المهندس: إن الاستعدادات لذلك تعاملت مسبقاً مع التخطيط على ضوء تقديرات تراعي الظروف المناخية والطقس الحار وحركة السفر للداخل والخارج، وهو المألوف عادة في هذا الفصل، وبالتالي أخذ في الاعتبار جوانب من ذلك تماشياً مع التطبيقات في المواسم الماضية. الواقع كان مختلفاً منذ البداية وحتى الآن، وعندما تصل كمية النفايات في اليوم الواحد إلى خمسة أطنان فلاشك بأنها ظروف مغايرة للمأمول تماماً.. ويقول في حديثه ل(الجزيرة) الدخول في هذه المواجهة بأعباء مضاعفة وذلك لأن المخصصات للنظافة المعتمدة لجدة منذ مدة هي (450) مليون ريال ولم تعد كافية في سد الاحتياجات ومتطلبات العمل.. ويعلن هنا الوصول إلى إعادة نظر في هذه الميزانية، وتم اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة النقص حيث تحدد موعد فتح المظاريف للمشروعات الجديدة وترسيتها بإذن الله الذي من شأنه تجاوز الازمة بشكل جذري. واجهات سلوكية متناقضة ** علاقة السكان بنظافة المدن هي الأساس إضافة إلى مسؤوليتهم المباشرة في كل جانب من تفاصيلها سواء إحساسهم بقيمة ومردود ذلك عليهم أو التعبير عن حبهم لها، ولابد أن تمارس أدوار تترجم ذلك.. لا يتكلف ذلك أكثر من سلوكيات حضارية بالتخلص من الإهمال والعبث، وأيضاً التوجيه التربوي للناشئة ولفت نظر المتهاونين (بالتي هي أحسن) للقضاء على كثير من السلبيات. ** جاء الوقت الذي يفرض على المواطن في شأن يخص حب الوطن أن يكون فاعلاً في انتمائه بالتخلص من عقدة الأنانية التي ينام فيها الضمير، ويسكت الفعل، وتتردد الأقوال والادعاءات.. كثيرة هي تلك الأدوار ولكن حديثاً عن واجهات المدن.. نظافتها ما يأتي في الأولويات، وذلك لأنها عنوان لنا في الشكل العام والرؤية بمنظور يتناغم مع الذائقة الجمالية، ثم وممارسة أفعال إيجابية للمحافظة على النظافة هي الواجهة الأخرى لسلوكياتنا الحضارية المتمدنة. الذين بدأوا في الوصول من دول الغرب والشرق بعد إجازة الصيف يعنيهم هذا الموضوع، كما ندرك تماماً بكل تأكيد تلك الملاحظة (المفارقة) بين تصرف هنا والتزام هناك.. من الذي يجرؤ على إلقاء عقب سيجارة ويدوس عليها في الشارع.. من يستطيع إلقاء علبة عصير أو منديل أثناء سيره في طريق عام. كيف (يمثلون) هذا الرقي التعاملي و(الاتيكيت) في الخارج وينتهي مفعوله هنا.. في دولة غربية يقصدها الكثيرون صيفاً كانت العائلة.. الأم والبنات مع تحذير الزوج والرجال بالتزام المحافظة على نظافة غرفة الفندق أو الشقة المفروشة. هذه المرأة تمارس تماماً دور الخادمة التي كانت توكل لها كل شيء.. تضع كل شيء في مكانه بحرص وتغلف النفايات بشكل محكم وتضعها في مكانها.. تصدر التعليمات للصغار عند الخروج بعدم العبث ووضع المناديل المستعملة في جيوبهم إذا كانت مرامي المخلفات بعيدة.. تقوم بالتوجيه لأخلاق وتصرفات غاية في التحضر.. ينتهي مفعول ذلك بالعودة منذ الوصول إلى المطار، فما أسوأ هذا التناقض الذي يمارسه بعضهم.. هذه الملاحظات كما يقول (حسن سويد الزهراني): تحتاج إعلامياً إلى الاستفادة من هذه الفترة الزمنية بتقديم جرعات توعية وأجزم بأنها ستكون ناجحة فالضمير النائم تجاه النظافة وفق تناقض كهذا يمثل خطاباً مباشراً إليه حتى يتململ ويستيقظ قليلاً، ثم يتركنا نتحدث إليه بالمصارحة الكافية فليس من شك في حبه لوطنه وأمنه الشامل، وجزء من ذلك الأمن البيئي والاخلاقي والتربوي. المرأة تعترف بالتقصير ينتقل الحوار إلى زوايا أخرى في القضية المطروحة (مسؤوليتنا تجاه النظافة).. المرأة بطبيعة الحال أساس في التربية وغرس السلوكيات بالتلقين والتوجيه ومن خلال نظرتها إلى هذه الصور المسيئة لجماليات الشوارع وبكل ما تمثله الحالة. ** (منال أحمد الشريف) سيدة أعمال.. حاولت بداية إعادة المشكلة إلى المرتكزات الأساسية في الأنماط المعتادة اجتماعياً، وهنا تؤكد بأنها عامل قوي ومباشر في هذه الميول للاتكالية في الاحتياجات المعيشية، ومن الطبيعي في حال كهذا أن يكون التساهل هي لدى شعوب أخرى (غريبة وغيرها) في أولويات الاهتمام وأعني النظافة والمحافظة على سلوكيات وتصرفات غير مسيئة للشارع العام. وهذا الشعور بالمسؤولية وواجب المواطنة لاشك أننا نحتاج تنميته ليس بوسائل وطرق التوعية التي يمكن وصفها في هذه الناحية - النظافة - بالفشل لأنها لم تدخل في التفاصيل التي أوجدت ما يشبه العداوة أو اللامبالاة بكل ما هو خارج حدود المنزل.. لا يعني ذلك مجال أننا مجتمع غير نظيف والعكس صحيح تماما، ولكن الإشارة هنا تعني المجتمع المحلي بكافة شرائحه من مواطنين ومقيمين وزوار، وذلك بالضرورة يوجد اختلافات لأن المسألة تتعلق بالثقافة والوعي والقدوة. وبعد أن أوردت أمثلة وصوراً للاتكالية والإهمال داخل المنزل وخارجه في التعامل السلوكي مع النفايات ووسائل النظافة وترك بعضهم المهمة للعاملة والسائق، أخذت تقول: ما الذي أستطيع قوله بعد أن تجمدت وتكلست العقول على هذه التصرفات.. المهمة ليست سهلة في اعتقادي خاصة إذا راجعنا ما يطرح بمسمى التوعية وإذاً أتفق معك في أهمية دور المرأة تربوياً وإعادة نظر في برامج التوعية على أن تبدأ أو تستهدف الكبار أولاً من آباء وأمهات. لا تقصير رغم الأزمة * الاختلافات في الرأي لم تسلم منها حالة النظافة في جدة.. هنالك تقصير في المتابعة وإهمال تأخر فيه عمليات نقل المخلفات.. نقص في الحاويات والصور واضحة في هذه اللقطات. ** تعليقاً على ذلك ينفي المهندس الشهوان أن يكون هناك تقصير أو إهمال للنظافة ويقول: إن افتراض ذلك في تكدس النفايات فهو قد يحدث نتيجة تأخر وصول الناقلات وشاحنات النظافة التي تسير بمناوبات متتابعة، ولكنه لا يعني مرور وقت طويل. وتأكيداً على ذلك فإن الأمانة في هذه المهام لم تعجز أو تستسلم للمشكلة في موسمنا الحالي، فكان من الطبيعي اتخاذ الإجراءات الفورية التي ساعدت بأسلوبها وبشكل عملي في الوصول إلى جميع المواقع أولاً بأول وبقدر المستطاع. أيضاً فإنه لا يمكن أخذ المسألة على علاتها بالاتهام والنقد غير الموضوعي عندما تتراكم نسبة قليلة من النفايات في حاوية أو أكثر ولمدة زمنية مؤقتة فهو طبيعي بالنظر إلى وجود الحرص في إزالته بأسرع وقت، والجهود المبذولة في المتابعة واضحة على الرغم من بعض الصعوبات أو مشكلات نقص الإمكانات. وأستطيع التأكيد بأن ثغرات من هذا النوع لم تحدث إلا بنسبة قليلة جداً وفي أضيق الحدود مع الإشارة إلى أنه من غير المعقول بناء النفايات ليوم واحد بدون إزالة.. بل ولا ساعات قليلة.. الجانب الآخر من المشكلة مع هذا الافتراض في لوم جهاز النظافة بالتقصير يستدعي مراجعة منصفة للسكان، فهل نقبل من أصحاب هذه الشكاوى وجود أدنى مستوى من التعاون في وضع مخلفاتهم داخل الحاويات، وفي أكياس محكمة الإغلاق، ولماذا لا يكون هذا التزاماً منهم.. أما بعثرة الحاويات فهي عبء آخر ولكن معاناة عمال النظافة أو الجهد الذي يبذل يعتبر مضاعفاً لأن نوعية هذه المخلفات لا تقتصر على النفايات المنزلية فقط والرمي في أطراف الشوارع. وليس هذا تبريراً بوجود تقصير فالمشكلة في هذا الصيف غريبة بكل المقاييس.. بمعنى أن تكون قراءة الواقع باستيعاب الظروف في الزيادة العددية من السكان وتأكيداً عليه في جملة من الأمثلة وصول نسبة الإشغال للفنادق والشقق المفروشة إلى 100% وهو الذي لم يحدث في مواسم مماثلة. إضافة إلى المشهد المروري واختناق الشوارع بالسيارات بشكلٍ متواصل وكثافة الإقبال على أماكن النزهة ومدن الملاهي والألعاب والحدائق والأسواق..وهي أمور لها علاقة بالنظافة من ناحية زيادة حجم النفايات والجانب الآخر مسؤولية وواجب القيام بمهمات النظافة، فكان الجهد المضاعف في الاتجاه نحو بدائل أخرى لحظة العمل للوفاء بالالتزامات المطلوبة. أما ما يقال بنقص الحاويات، فالعكس صحيح لأن الأمانة تسبق إيصال جميع الخدمات في هذه الناحية بتوفيرها في المخططات الجديدة، كما تضاف باستمرار أعداد أخرى داخل الأحياء حسب التقديرات الخاصة بمدى الحاجة إليها لتزايد كمية النفايات. المواقع السياحية * الواجهات السياحية.. الكورنيش وأماكن النزهة.. الحدائق والمولات والأسواق.. هل أخذت نصيبها من الخطة الطارئة للنظافة وقلتم: إنها أزمة طارئة غير متوقعة.. ** يقول المهندس (أسامة شهوان) موضحاً: بتوجيهات أمين جدة ومتابعته كان لهذه المواقع نظرة خاصة وباهتمام مباشر في تركيز لمهام أعمال النظافة وذلك بوضع الخطط اللازمة في استمرار فرق متكاملة ومجهزة بالأعداد الكافية من سيارات وعمالة، وتم توزيع نطاق العمل في مسافات محددة بكيلو مترين لكل فرقة لتغطية الشواطئ بشكل متلاحق في جميع امتداداته وبدون توقف.. وكذلك الأمر في المواقع التي تشهد الإقبال والازدحام من أماكن سياحية وغيرها.. وبالنظر إلى الشقق المفروشة وحاجة المتابعة كانت عمليات النظافة بمساندة الشركات الخاصة المتعاقدة مع الأمانة في مجال نقل المخلفات التجارية لمواجهة ضغط العمل المتزايد. مسؤولية الأمانة ** حديث آخر مع المهندس (فاروق وائل خفاجي) يقول: إن تغيير طبيعة أو سلوكيات الناس تجاه نظافة الشارع: قد تكون أصعب في هذا الزمن من أي وقت مضى أو سنوات منتهية.. لذلك يجب أن تبدأ البلديات في القيام بواجباتها هو الأجدى، وهذا دورها غير متناسين ما يخصص لها من ميزانيات ضخمة جزء كبير منها للتعاقد مع الشركات أو المتابعة والإشراف، وهذا يستدعي السؤال في أسباب لوم السكان بينما دورهم المعتاد انتظار تقديم الخدمة لهم.. وفي اعتقادي بأنها معادلة صعبة بعد أن تعود الكثيرون أنماطاً من سلوكيات الاهمال، يكون مشروعا لثقافة توعية السلوكيات وهو مناط بدور العلم ما دام الحال وصل إلى رفض مسؤولية التعاون الإيجابي وعدم المسؤولية، وإلى أن يبدأ مفعول التوعية إذا أحسنت طرق الوصول إلى هذه القناعات حينها يمكن توقع نوع من ثقافة الوعي المؤدي إلى الإيجابيات سواء في النظافة أو غيرها. ** ولا يختلف رأي (محمد العنزي) بتحميل المسؤولية كاملة للبلديات حيث يشير إلى دورها الأول في تقديم مستوى جيد من النظافة.. يضيف بأنه لا يمكن تبرير التقصير بمقولات جزافية بعضها في عدم كفاية المخصصات واتساع مساحة المدينة أو إلقاء اللائمة على السكان. وقد نفترض الجانب الآخر حقيقة بوجود (50) حارة عشوائية في جدة، وسكانها أقل في مستوى الوعي الحضاري.. هذا مثال.. فهل تعجز البلدية عن زيادة عدد الحاويات أو وضع برنامج للمرور عليها في دورات متقاربة؟! والأحياء الأخرى شرقاً وشمالاً الحالة لا تختلف ولا يتردد الكثيرون في القول بوجود إهمال من البلدية سواء في توزيع هذه الحاويات أو تفريغها بشكل منتظم والواقع يؤكد ذلك.. أما في المخصصات لشركة النظافة والمتعهدين فهي قطاع خاص، ومن غير المنطقي قبولها وتوقيعها العقود إذا لم تكن درست الجدوى الاقتصادية، وهذا يطرح سؤالاً آخر عن وجود تساهل من عدمه ولدى الأمانة الخبر اليقين. اهتمام آخر بالمقيمين ** (يحيى السويلم) باحث اجتماعي.. يعتقد أن نظافة جدة تحتاج إلى اعتبارات خاصة في التوعية حتى تكون مؤثرة في أوسع نطاق ممكن، وهذا يتطلب الوصول إلى شريحة مهمة في المجتمع، وقد يكون تركيز برامج التوعية في وسطهم هو المطلوب أساساً. هذه الشريحة من المقيمين كعمالة وافدة من مختلف الجنسيات تمثل نسبة من أفراد المجتمع تؤثر وتتأثر، وبالتالي أن الموضوع التوعوي يأخذنا إلى جانبين: الأول: (القدوة): من المواطن وإحساسه بالمسؤولية ودوره في الظهور بمسلك حضاري في مختلف السلوكيات ومنها النظافة.. والتركيز على هذا الجانب غاية في الأهمية، لأنه سوف ينعكس على الآخرين في حال وجوده كمسلك وتصرفات أو توجيه التوعية وتكثيف برامجها في بناء شخصيات كهذه القدوة. وثانياً: المقيمون بالاستقدام كأيد عاملة في الخدمة المنزلية وغيرها نجد بأنهم يمثلون في بلدانهم بيئات متدنية في أمور كثيرة.. وشيء عادي أن يرتبط ذلك بسلوكياتهم في الشأن العام، وهذا ملموس ومشاهد.. وللتوضيح أرى دوراً تعليمياً وتثقيفياً في المواطن القدوة بالانعكاس على هذه الشريحة التي تعيش بيننا. وفي حال المخالفات المسيئة للنظافة كما يحدث في نبش الحاويات وغيرها فإن المطلوب هو الالتفات لذلك من كل مواطن غيور بإحساس المسؤول، والتوعية مطلوبة في هذا الاتجاه خاصة، والكثيرون يشاهدون الإساءات للنظافة، فلا يلتفت أحدهم لذلك، وكأن الموضوع لا يعنيه وهي حالة من السلبية مرفوضة.
|
|
|
| |
|