Al Jazirah NewsPaper Friday  08/12/2006G Issue 12489تحقيقاتالجمعة 17 ذو القعدة 1427 هـ  08 ديسمبر2006 م   العدد  12489
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

ما زالت بحاجة لافتتاح أقسام وتخصصات صحية:
كليات المجتمع.. انطلاقة مستقبلية للتعليم العالي في المملكة

*د. عبد الإله ساعاتي:
تتمثل الثروة الحقيقية للدولة في مواردها البشرية والمهارات الإنتاجية للقوى العاملة فيها التي تسمى المال البشري ولذلك أولت خطط التنمية المتعاقبة في المملكة العربية السعودية أهمية كبرى لتنمية الموارد البشرية من خلال دعمها للنمو المستمر في التعليم على اختلاف مستوياته. ولذلك ارتفع عدد خريجي وخريجات الثانوية ليبلغ (277) ألفاً في عام 1425هـ.
وتشير الإحصاءات السكانية المتوقعة إلى أن عدد سكان المملكة العربية السعودية سيزداد بنسبة 89.2% خلال المدة من 1420-1421هـ - 1440- 1441هـ ليصل إلى (29.7) مليون نسمة.
وتحمل هذه الزيادة السكانية مضامين مهمة تتعلق بنمو الطلب على الخدمات الأساسية ولا سيما مجالات التعليم. وتشير العلاقة بين النمو السكاني والموارد البشرية إلى مطلبين أساسيين، أولهما: ضرورة تحقيق تنمية نوعية للموارد البشرية في ظل تزايدها الكمي، مما يعني توسيع الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم لتستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب مع التحسين المستمر لنوعية التعليم ومواءمته لمتطلبات سوق العمل.
وحيث أشارت خطة التنمية السابعة إلى أن المتوقع أن يستوعب القطاع الخاص 94.6% من الداخلين الجدد إلى سوق العمل، وأن المستهدف تثبيت حجم العمالة الحكومية عند مستواها عدا ما يتصل بالجهات التعليمية والصحية، أصبح على مؤسسات التعليم العالي أن تركز على تلبية احتياجات هذا القطاع.
وفي إطار مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه مؤسسات التعليم العالي والمتمثلة في:
- تحقيق المواءمة المطلوبة بين مخرجاتها واحتياجات سوق العمل ولا سيما القطاع الخاص.
- تحقيق زيادة الطاقة الاستيعابية لاستيعاب المزيد من الأعداد المتزايدة من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية.
- تحقيق الكفاءة الخارجية المتعلقة بتقليص عدد السنوات المستثمرة في تخريج الطالب.
- إشراك القطاع الخاص بصورة فعّالة في اقتراح مسارات دراسية جديدة تلائم الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
صدر في عام 1418هـ قرار مجلس الوزراء القاضي بإنشاء ثلاث كليات مجتمع في حائل، جيزان، وتبوك لتلبية احتياجاتها التعليمية. وفي عام 1422هـ، صدر قرار مجلس الوزراء رقم (73) القاضي بإنشاء ثلاث عشرة كلية مجتمع في مناطق المملكة المختلفة.
ولقد انتشرت كليات المجتمع في المملكة حتى بلغ عددها حتى عام 1425هـ (17) كلية وعلى الرغم من القصر النسبي لعمر هذه الكليات إلا أن من الضرورة بمكان تحليل وتقويم تجربتها كسباً للوقت ودعماً للتجربة وتشذيباً للمسار.
تعريف كليات المجتمع
هي مؤسسات تعليم عالٍ متوسط تستهدف تأهيل الطالب للانخراط في سوق العمل مباشرة، وبإمكانه أن يواصل تعليمه العالي إن رغب في ذلك.
ولقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة إنشاء كليات المجتمع بهدف تضييق الفجوة بين مخرجات التعليم العالي والعمالة الماهرة وتعرف أيضاً بأنها: (مؤسسات للتعليم العالي تقدم مجموعة واسعة ومتنوعة من البرامج الدراسية لمدة سنتين وتتميز بالمرونة والتكيف مع مقتضيات سوق العمل. وهي إذ تشارك مؤسسات التعليم العالي الأخرى في بعض الأهداف إلا أن لها أهدافها الخاصة التي تميزها عن غيرها من المؤسسات، وليس من غايات هذه الكليات أن تحل محل الجامعات وإنما تدعم هذه وتوفر للناشئة فرصاً جديدة في التعليم لا يمكن للجامعات توفيرها، كما أنها تربط بشكلٍ خاص بين المدرسة والعمل).
إذن كليات المجتمع هي مؤسسات للتعليم فوق الثانوي بنمط غير تقليدي تستهدف تحقيق هدف مزدوج يرمي أساساً لتهيئة الطالب للدخول إلى سوق العمل بعد قضاء فترة دراسية محدودة يحصل خلالها على قدر كافٍ من الخبرات والمعارف التطبيقية التي تؤهل للعمل المنتج.
هي مؤسسات تعليمية تنبع من احتياجات المجتمع الذي توجد فيه، تقدم التعليم الأكاديمي والتدريب العملي في التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل.
هي لدينا في المملكة نموذج جديد للتعليم العالي يتصف بالمرونة والتنوع حسب احتياجات التنمية.
هي باختصار أهم بدائل التعليم العالي استجابة لاحتياجات المجتمع المحلي، فاحتياجات المجتمع هي التي تحدد نوعية البرامج والتخصصات التي تقدمها هذه الكليات.
نبذة تاريخية:
نشأت فكرة كليات المجتمع بالولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين المنتهي كوسيلة لمواجهة تحديات كبيرة واجهت الاقتصاد الأمريكي تمثلت في الحاجة الملحة لقوى عاملة ماهرة للحفاظ على متانة الاقتصاد الأمريكي، وذلك من خلال استيعاب وتدريب خريجي المرحلة الثانوية العامة في المجالات التي يحتاجها وفي ذات الوقت توفير فرص التعليم، حيث أنشئت أول كلية مجتمع في عام 1901م وهي كلية (جولييت) بولاية إلينوي، وتعد هذه الكلية النواة الأولى لانطلاقة نوع جديد من التعليم العالي يتميز بانفتاح أوسع على حاجات المجتمع.
لقد انتشرت كليات المجتمع تباعاً حتى بلغ عددها (3150) كلية في العالم منها (1157) في الولايات المتحدة الأمريكية يلتحق بها (11.6) مليون طالب وطالبة، وتخرج (490.000) خريج وخريجة سنوياً. وفي عام 2003م كان 65% من العاملين في القطاع الصحي هم من خريجي كليات المجتمع. و62% من الممرضات هن من خريجات كليات المجتمع، و95% من الشركات التي يعمل بها خريجو كليات المجتمع يوصون بخريجي هذه الكليات.
وكان لكليات المجتمع في الولايات المتحدة دور كبير في خفض معدلات البطالة في الثلاثينيات الميلادية من القرن الماضي خلال فترة الكساد الكبير بالولايات المتحدة.
وعقب الحرب العالمية الثانية كان لها دور كبير في إعداد القوى العاملة اللازمة لمرحلة التحول الاقتصادي الكبير والاحتياجات الوظيفية الجديدة التي ظهرت نتيجة لذلك.
وكليات المجتمع في الولايات المتحدة تستوعب اليوم أكثر من نصف خريجي الثانوية.
ومنذ إنشاء كليات المجتمع في الولايات المتحدة التحق بها نحو 100 مليون طالب وطالبة.
وفي بريطانيا بدأ ظهور كليات المجتمع في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي عقب الحرب العالمية، وفي كندا أنشئت أول كلية مجتمع في عام 1957م.
وفي اليابان ظهرت كليات المجتمع عقب الحرب العالمية في فترة إعادة بناء اليابان وكانت تسمى (تانكي ديغاكو)، واليوم تنتشر كليات المجتمع في كثيرٍ من دول العالم تقوم بدورها في تنمية القوى البشرية.
كليات المجتمع في المملكة
جاء اتجاه وزارة التعليم العالي لإنشاء كليات مجتمع في مختلف مناطق المملكة نتيجة لزيادة الإقبال على التعليم العالي وما نتج من مشكلات ناجمة عن عدم استيعاب الجامعات للراغبين في الدراسة الجامعية، واتجاه معظم المقبولين في الجامعات إلى الدراسات النظرية والإنسانية وتكدسهم في سوق العمل.
ورأت وزارة التعليم العالي أن الحل الأمثل لهذه المشكلة هو إنشاء كليات للمجتمع تلبي حاجة المجتمع من الكفاءات المهنية والفنية والتقنية على مستوى جامعي متوسط تكون تابعة للجامعات القائمة وامتداداً لها وذلك لضمان المستوى النوعي والكيفي للبرامج ولضمان انتماء منسوبيها إلى التعليم العالي ولتوافر الإمكانات من كفاءات علمية وتجهيزات فنية وما إلى ذلك، إضافة إلى تجنب الإجراءات المعقدة لاستكمال الدراسة الجامعية المتخصصة لمن أراد ذلك.
وكانت انطلاقة البداية بصدور قرار مجلس الوزراء بتاريخ 18-2-1418هـ المتضمن الموافقة على افتتاح ثلاث كليات للمجتمع في كلٍ من تبوك وحائل وجازان التي افتتحت في عام 1419هـ. كما صدرت الموافقة بتاريخ 25-3-1420هـ على افتتاح كلية للمجتمع في حفر الباطن تم افتتاحها في عام 1421هـ، كما صدر قرار مجلس الوزراء في 5-3-1422هـ المتضمن الموافقة على افتتاح ثلاث عشرة كلية مجتمع في مواقع أخرى، وقد تم افتتاح ست منها في عام 1423هـ في كلٍ من الرياض والخرج ونجران والباحة وجدة والدمام. كما تم افتتاح الكليات السبع الأخرى في كلٍ من مكة المكرمة والمدينة المنورة وشقراء والأفلاج والمجمعة والقريات وبيشة.
وفي الختام، فإن تحقيق المزيد من التطلعات وتفعيل الدور التنموي لكليات المجتمع في المملكة يستدعي تحقيق التالي:
- على كليات المجتمع منح المزيد من التركيز لتحقيق إتقان الطلاب والطالبات للغة الإنجليزية والحاسب الآلي.
- أهمية تقوية التواصل القائم بين الكليات وشركات القطاع الخاص وإشراك هذا القطاع في اقتراح مسارات دراسية جديدة تلائم الاحتياجات الفعلية لسوق العمل.
- ضرورة اهتمام الكلية ببناء الشخصية للطالب وتقوية جوانب أخلاقيات العمل عنده من التزام وانضباط وتحمل للمسؤولية، وتفعيل دور القطاع الخاص في المشاركة في تدريب الطلاب في شركاته ومؤسساته.
- المزيد من التركيز على التدريب التعاوني الcoop في شركات القطاع الخاص.
- الحاجة إلى فتح فروع نسائية في كليات المجتمع لإعداد العناصر النسائية في التخصصات المناسبة لحاجة العمل، حيث لا يُوجد سوى فرع نسوي واحد في كلية المجتمع بتبوك فقط.
- تشير الإحصائيات الخاصة بكليات المجتمع في الولايات المتحدة أن 65% من الملتحقين الجدد بالقطاع الصحي في عام 2003م هم من خريجي وخريجات كليات المجتمع وأن 62% من الممرضات هن من خريجات كليات المجتمع.
وتشير الإحصائيات لدينا لعام 1424هـ إلى أن عدد العاملين بالتمريض يبلغ (68341) ممرضاً وممرضة منهم (14779) من السعوديين بنسبة 21.6%. وأن عدد العاملين بالفئات الطبية المساعدة بلغ (38815) فرداً منهم (17900) من السعوديين بنسبة 46.1% وفقاً للكتاب الإحصائي السنوي 1423 - 1424هـ لوزارة الصحة، وذلك يعكس الحاجة الماسة إلى اعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في هذا المجال، الأمر الذي يستدعي قيام كليات المجتمع بدورها في هذا المجال، وذلك بفتح أقسام وتخصصات صحية.. كما أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لدراسة دور كليات المجتمع وتقويم معطياتها.
المراجع:
- باهرمز، أسماء، تطبيق للأسلوب التحليلي الهرمي للقرار الجماعي على تحديد أفضل مواقع للإقامة كليات مجتمع في المملكة، المجلة السعودية للتعليم العالي، العدد (2)، الرياض، 1420هـ.
- الدوسري، عادل بن شاهين (التعليم العالي وسوق العمل: نظرة مستقبلية وتطبيقات واقعية)، مدونات ندوة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، 1418هـ.
- وزارة التخطيط، (خطة التنمية السابعة)، المملكة العربية السعودية، 1420هـ.
- الغامدي، سالم والبرعي، محمد. بحث ميداني لاستطلاع آراء مديري التوظيف حول العوامل المحددة لتوظيف خريجي كليات إدارة الأعمال المملكة العربية السعودية، 1418هـ.
- وزارة الصحة، الكتاب الإحصائي السنوي، المملكة العربية السعودية، 1425هـ.
- وزارة التعليم العالي، مدونات ندوة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية: رؤى مستقبلية، المملكة العربية السعودية، 1417هـ.
- كريم الدين، عبد الله، الكلية المتوسطة الشاملة: مفهومها وتطبيقاتها، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1982م.
- الشثري، عبد الرحمن بن سعود، صيغة مقترحة لتخطيط كليات المجتمع بالمملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير غير منشورة، 1419هـ.
- Colen, Arthur, and Brawer, Florence
The American Community college, fourth Edition, (San Francisco): Jossey-bass,2003
- Brawer, Cohlen, The American community colleges. (4th ed), San Francisco: Jossey-Bass, 2003
- Levin, John. Globalizing the community college. New York: Palgrave, 2002
- Bers, Trudy and Calhourn, Harriott. Next Steps for the community college, New York: John Wiley AND sons, Inc., 2002



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved