| |
تأثير اتجاهات الأسرة وعاداتها في سلوك الأبناء د. سليمان محسن العريني
|
|
تقع المسؤولية الكبرى في إعداد الأبناء على الأسرة باعتبارها مركز خبرات الطفولة التي تترك بصماتها لاحقاً فلاشك أن الأسرة تقوم بتنشئة الطفل اجتماعياً فهي المحضن الأول الذي يتلقى فيه الطالب قيمه وعاداته وتقاليده فالأسرة مسؤولة عن تحويل الفرد منذ نشأته إلى كائن اجتماعي، ولذلك يؤثر التدليل المفرط أو القسوة الزائدة على شخصية الطفل، وقد تكون الأسرة هي المسؤولة عن المشكلات التي يواجهها الأبناء ولذلك يجب أن يكون هناك تعاون واتصال فعال بين المرشد وهيئة المدرسة والأسرة سواء على المستوى الشخصي عبر الاتصالات الهاتفية والمقابلات أو على المستوى العام خلال الاجتماعات المدرسية والحفلات المدرسية أو مجلس الآباء والمعلمين لأن كثيراً من المشكلات بسبب تفكك الأسرة أو عدم الاستقرار الأسري الذي يؤثر على مسار الطفل في المستقبل، فاتجاهات الأسرة وعاداتها تؤثر في سلوك الأبناء، ففي الأسرة النابذة يكون الابن منبوذاً وغير مرغوب به ويعامل بقسوة تزيد من معاناته ومشاكله النفسية وتحبط نضجه الانفعالي والعاطفي، وفي الأسرة المستبدة تفرض سيطرة تامة على تصرفات الابن وتوجهاته مما يضعف من شخصيته، وفي الأسرة المسرفة المحافظة على الابن يؤدي التدليل وشدة الحرص إلى استهتار الابن وعدم مبالاته، وفي الأسرة المتقبلة الراضية يحتل الابن منزلة مهمة. لذا فإن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين في عملية التربية ولذلك يجب أن يكون هناك تعاون وثيق بينها وبين المدرسة، فعلى المدرسة تزويدهما بالنصائح والتوجهات اللازمة لتوجيه أبنائهما وإرشادهما وأن يدعوهما لحضور ندوات حول تربية الأولاد وكيفية تنمية اتجاهات إيجابية نحو برامج المدرسة ودور الوالدين تزويد المدرسة بالمعلومات الحديثة اللازمة عن المنزل والأسرة والملاحظات الواقعية لسلوك الأبناء وبهذا التعاون تحد المدرسة من اتجاهات الأسرة السلبية وتبصيرها بالأفضل والبديل حتى يكون سلوك الأبناء متوافقاً وأهداف التربية والتعليم.
|
|
|
| |
|