| |
هذرلوجيا عاصمة الربيع أيضاً سليمان الفليح
|
|
منذ أعوام عدة قمت والصديق الشاعر إبراهيم العواجي وكيل وزارة الداخلية الأسبق بزيارة إلى محافظة حفر الباطن في فصل الربيع بدعوة كريمة من محافظها آنذاك الأستاذ الصديق حمد الجبرين - رحمه الله -، وكانت دعوة رائعة بكل المقاييس وبكل ما يبعث الشعر والإبداع في ذلك الجو البديع.. وأذكر أنني كتبت مقالة بعنوان (الحفر - عاصمة الربيع)، وقد راقت التسمية للصديق الراحل حمد الجبرين وأصبحت شعاراً لمحافظته تماماً مثل (جدة غير) و (أبها البهية) و (الجوف حلوة)، وغير ذلك من التسميات الجميلة لمدننا ومحافظاتنا التي تشمخ فوق جزيرتنا العربية الغالية ومملكتنا العزيزة. وقد اقترحت على الراحل العزيز أن يقيم مهرجاناً سنوياً للربيع في (عاصمة الربيع) على أن يشمل مخيمات جاهزة للإيجار تتناثر هنا وهناك في صحراء حفر الباطن، وأن يُقام سوق شعبي للمنتجات الصحراوية وكل ما يتعلق بالبادية من مستلزمات للخيل والهجن والصقور، وأن يُقام مهرجان سنوي للشعر الشعبي هناك، وأن يكون بإمكان المواطن الخليجي الذي عادة ما يجيء للتنزه في المنطقة والبحث عن الكمأ أن يستأجر ما شاء من وسائل النقل والركوب كالهجن والخيل، وأن يحضر مهرجاناً لتدريب الصقور وطرد الأرانب واستخدام كلاب الصيد وعرضاً للفلكلور الشعبي بكل أنواعه، وقلت فيما أذكر إنه لا بأس أن يُقام سوق للتبضُّع لمختلف مستلزمات (الكشتات) لا سيما وأن منطقة الحفر تتميَّز بموقعها الجغرافي الذي يقع بين الكويت والمملكة والطريق الآتي من الخليج وكذلك القادم من الرياض والشمال، كما أنها من أكبر أسواق الشرق الأوسط لتربية الماشية، كما يقصدها جميع مربّي الإبل والأغنام من مختلف أنحاء المملكة في فصل الربيع. * وبالأمس القريب ذهبت لحضور المهرجان السنوي لمزايين الإبل في (أم رقيبة)، وقد هالني السوق الكبير والضخم الذي أُقيم على هامش المهرجان بحيث إن الزائر بمقدوره أن يحصل على أي شيء يخطر على البال في ذلك السوق الكبير، الذي أعتقد أنه قد حقق دخلاً هائلاً خلال مدة لا تزيد عن شهر أو شهرين على أقصى تقدير، لكن السوق أُقيم بطريقة عشوائية تحتاج إلى الكثير من التنظيم والرقابة مع أنه يغطي كافة الخدمات التي يقدمها سوق أي مدينة كبرى!! وهذا الأمر في رأيي المتواضع يحتاج إلى تنفيذ متقن ويُدار بطريقة حديثة تجذب سياح الربيع إلى (عاصمة الربيع).. أي بمعنى آخر إذا كان مهرجان (أم رقيبة) السنوي يُقام لمدة محدودة، فما المانع من أن يستمر هذا السوق وتلك الخدمات على أن يديرها أو يتبنَّاها رجال الأعمال هناك.. أي أن كل ما في الأمر هو توفير مخيم جاهز وبعض الخيول والهجن والنياق والحلوب (الخلفات) وبعض الصقور والحباري والأرانب، أو بيوت الشعر، وأن يُقام سوق للفقع ومنتجات البادية من مأكولات ومنسوجات، ولتكن تلك التجهيزات بالإيجار المؤقت حتى ينتهي فصل الربيع لكي تنتعش محافظة حفر الباطن.
|
|
|
| |
|