| |
أخلاق الشبابيين في الصدارة نزار العلولا
|
|
لا مزايدات ولا مفاوضات تحت الطاولة ولا استغلال لثغرات الأنظمة .. كان هذا هو شعار نادي الشباب في مفاوضاته مع شقيقه نادي النصر لضم النجم الخلوق بدر الحقباني، وقد تم انتقال اللاعب بعد اتفاق ورضى الأطراف الثلاثة في نموذج مشرف للتعامل الحضاري مع عصر الاحتراف وبطريقة تبرهن للمرة الألف عن مثالية الإدارة الشبابية، فهذا نهج ثابت وليس حالة خاصة، وهذا ما جعل نادي الشباب يحظى باحترام وتقدير الوسط الرياضي بمختلف ميوله ويجعله أرقى بكثير من المهاترات والاتهامات، ورغم أنّنا في عصر الاحتراف فقد جرت العادة أن يصاحب الانتقالات حرب إعلامية بين الناديين واتهامات متبادلة بالخداع والتزوير والتلاعب، وقد تطول الاتهامات أطرافاً أخرى كلجنة الاحتراف وأمانة اتحاد الكرة أو لاعب وسيط وآخر قريب، وهذه الحالة المرفوضة عايشها الوسط الرياضي مرات عديدة وشوّهت جمال الرياضة وأهدافها السامية وأساءت لسمعة الرياضة السعودية، وبمقارنة هذه الحالات مع الحالة الشبابية نجد أنّ نادي الشباب نجح في تطبيق النموذج السليم المطلوب تطبيقه ونجح في تقديم صورة مشرفة لأخلاق الرياضة السعودية فقد كسب الشبابيون نجماً كبيراً بأخلاق عالية وانضباطية تجعله بكل المعايير صفقة ناجحة وقبل كل ذلك كانت المبادئ الثابتة والأخلاقيات العالية حاضرة في كل خطوة من خطوات المفاوضات وهذا النموذج المطلوب تطبيقه في جميع الأندية مع كل عملية انتقال لاعب، وبطبيعة الحال فهناك نماذج مشرفة للأندية الأخرى إلاّ أنّ الثبات على المثالية في كل الأحوال ولسنوات طويلة تجعل من الشبابيين في صدارة قائمة الأندية المثالية خلقاً وتعاملاً حتى أصبحت المثالية شعاراً مكتسباً وحقاً مسلّماً به لنادي الشباب، وهذا بحد ذاته يُعَد نجاحاً للإدارة الشبابية وفخراً لكل من ينتمي للوسط الرياضي عامة ولنادي الشباب خاصة. اللجنة الاستشارية بديلاً للسماسرة لماذا تتكرر الأخطاء في كثير من أنديتنا وتتعثر مسيرتها وتتراجع خطوات للخلف؟ .. ولماذا يستمر هدر الملايين في التعاقد مع لاعبين أجانب أقل من مستوى اللاعبين المحليين؟ .. ولماذا نحطم الرقم القياسي في عدد إقالات المدربين؟ هذه المعضلة تشير بوضوح إلى غياب المعايير الفنية السليمة في اختيار المدربين واللاعبين وإلى عشوائية العمل الإداري في كثير من الأحوال، فلماذا لا تقع الدول المتقدمة رياضياً في هذه الأخطاء وماذا يمنع من الاستفادة من تجاربهم وأنظمة العمل الرياضي في أنديتهم؟ فأحد الفوارق الهامة بيننا وبينهم أن الأندية الأوروبية تعتمد على لجانها الاستشارية فيما ما زلنا نعتمد على (السماسرة) في التعاقدات، فلا يخلو الهيكل الإداري لأندية المحترفين في أوروبا من اللجنة الاستشارية وهي اللجنة المسؤولة عن دراسة الوضع الفني للفريق وحاجاته الفنية الحالية والمستقبلية فهي الجهة المعنية بتقييم اللاعبين قبل تجديد عقودهم، وهي المعنية باختيار اللاعبين الذين سينضمون للفريق وفق الحاجة الفنية والجدوى الاقتصادية لانتقال اللاعبين من وإلى النادي، كما تلعب هذه اللجنة دوراً أساسياً في عملية اختيار مدرب الفريق بعد تحليل فني لإمكانياته وأسلوبه مقارنة بإمكانيات لاعبي الفريق والتأكد أنّ هذا الأسلوب هو الأنسب للعناصر الموجودة حالياً، فشهرة المدرب وتاريخه ونجاحه لا يعني بالضرورة أنه مناسب لكل الفرق أو أن سجلّه الحافل سينتقل معه لكل فريق، فهذه اللجنة المكونة من لاعبين قدامى ومدرب وخبير إداري واقتصادي تجنِّب الفريق الوقوع في الكوارث الفنية والاقتصادية وهي البديل الناجح والطبيعي للجان السماسرة التي أضرت كثيراً بالرياضة السعودية وأهدرت ميزانيات الأندية. ومما يسهل تطبيق هذه الفكرة أن جميع عناصر هذه اللجنة متوفرة لدى جميع الأندية فقدامى اللاعبين والمدربين الوطنيين لهم خبرات مفيدة في هذا المجال ودخولهم في الهيكل الإداري لأنديتنا بشكل رسمي لتولي هذه المهمة مطلب ضروري. وقد نبّهني لهذه الفكرة المدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني الذي يتمتع بثقافة رياضية عالية لا تقل عن إمكانياته الفنية المعروفة ويتمتع بثقافة حوارية تضيف الكثير من المعلومات المفيدة إلى من يستمع إليه.
|
|
|
| |
|