| |
قال إن برنامجه لا يغير بل يوضح.. الإعلامي علي العلياني لـ (الجزيرة ): رفعت لي سقف الحرية.. ومنى سراج إعلامية متمكنةLBC
|
|
* بيروت - هناء حاج: استطاع الإعلامي السعودي علي العلياني أن يدخل إلى كل بيت، ليس في السعودية أو الخليج، بل إلى كل بيت في الوطن العربي، فمنذ أول ظهوره على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC كان حضوره لافتاً للنظر وجذب بمهنيته اهتمام كل أنماط المجتمع العربي، خصوصاً أنه طرح المواضيع بمنطق ومهنية، وتسلق سلم الشهرة عبر معرفته، ومنطقيته في تعاطيه مع زميلتيه المشاركتين في البرنامج منى سراج وغادة الموصلي في مراحل تالية. عن هذه التجربة في محطة غير خليجية والهدف من برنامجه (عيشوا معنا) تحدث علي العلياني إلى (فن) بصراحته المعهودة. وعن سبب انتقاله من الإعلام الخليجي إلى الإعلام اللبناني، وتحديداً LBC، قال: عندما كنت طالباً في الجامعة كنت في قناة (دبي الاقتصادية) وهي تعتبر قناة خليجية، ثم انتقلت إلى قناة (العربية) وهي ليست خليجية بل لديها بُعد عربي، وكنت في ذلك الوقت متفرغاً كصحافي في صحيفة سعودية، فعرض علي الانتقال إلى صحيفة الحياة السعودية، وكان من ضمن المفاوضات أن أنتقل كمراسل للحياة LBC، وهي مرتبطة بصحيفة الحياة. كان العرض جيداً، وبعد أشهر انضممت إلى التلفزيون مراسلاً، وكنت أقدم تقارير سياسية لافتة لبرنامج (الحدث)، وخلال هذه الفترة التقيت مهنياً مع المنتج المنفذ في المحطة مروان متني، وبعد هذه المرحلة توفي الملك فهد - رحمه الله -، وكانت هذه الخطوة الحقيقية لي مع LBC حيث غطيت عن زميلي الحدث بشكل مباشر، وكانت التجربة صعبة، وأنا بطبعي أحب المواجهة وجربت، وقدمت ثلاثة تقارير ميدانية ولقاءات مع كتاب ومحللين ووزراء، وهذا ما لفت إليّ الإدارة وأعجبوا بأدائي، ودعوني إلى بيروت، فجئت وأنا أحمل معي فكرة برنامج، والتقيت مع مروان متني وطورنا الفكرة. وكانت (توك شو سعودي) باسم آخر، وقدمت بايلوت وكان ممتازاً، وعدت إلى السعودية وحصلت خلال هذه الفترة تقلبات على صعيد لبنان، وكانت (إل بي سي) في فترة معينة بالموضوع، فتأخر تنفيذ فكرة البرنامج. وفي بداية السنة بحثت عن الزميلة السعودية منى، وبدأنا التحضير، ولكنها عادت إلى السعودية خلال العدوان على لبنان، فصرت وحدي خلال الحرب حيث التقيت بالمراسلين. كان المشهد يوحي لي بفكرة برنامج، فطرحته على الإدارة التي أبدت اهتمامها، لأن الفكرة تظهر المشهد السياسي من وجهة نظر إنسانية أكثر، وهي مختلفة عن برامج شذا عمر ومارسيل غانم، فجاء برنامجي بعنوان (كلام في الحرب) استضفت فيه شخصيات سياسية مثل بهية الحريري وأخرى من لبنان والسعودية وشخصيات ثقافية وفنية مثل ماجدة الرومي. كلام في الحرب وعن تحويله برنامج (كلام في الحرب) الموجّه سياسياً إلى برنامج اجتماعي قال: (كان (كلام في الحرب) مرتبطاً بالسلوك والإنسان في الحرب، أي أن البرنامج كان إنسانياً أكثر ونضيء على الموضوع من وجهة نظر أخرى، ونريد أن يرى الجمهور العربي كيف تتعامل المحطات الأخرى مع أخبارنا، مثلاً حين استضفت ريما مكتبي لم أسألها عن عملها بل عن وزنها وعن تجربتها بالحرب، وسألت سلطان سليمان عن أولاده وتحدث عن عجوز، وأما الوزير فسألناه عن الوقت الذي يمضيه والضغط الذي يعيشه). وشرح علي محاولة إظهار حالة الإنسان النفسية سياسياً كان أو مواطناً في الحرب من خلال البرنامج؛ فقال: (كان البرنامج وليد فكرة ونجح وكنا نتلقى اتصالات من كل أنحاء الدول العربية، وكنا نتصدى فيه لانتقادات، لأن الفضائية كانت مختلفة عن الأرضية والأوروبية، وكنا بمثابة الرابط). عيشوا معنا وفي رده عن إذا ما كان تخصصه البرامج الإنسانية والاجتماعية فقط، قال: (الإنسان مهم جداً عندي، فعندما أكتب الشعر يكون الإنسان حاضراً، وعندما أسمع أغنية أحب أن يكون الإنسان موجوداً فيها، مثلاً عندما كنت في (العربية) وهي قناة سياسية، كنت أحاول أن أبني تقريري على إنسان، وهذه المدرسة هي الأصح). وأضاف: (جئت من قناة سياسية إلى برنامج اجتماعي فكان (كلام في الحرب) بين الاثنين، وأعطاني جرعة شخصية ومهّد لتقديم (عيشوا معنا) بهذه الحلة التي تعنى بالإنسان). وعن تطوير البرنامج وتوجهاته للجمهور الخليجي بقضاياه ومشاكله أكثر من التوجه العربي عامة أوضح علي العلياني: (هناك في لبنان مواضيع خاصة كثيرة مرتبطة به، وبالنسبة للسعودية فهي من الدول الاستراتيجية في المنطقة، وفيها 22 مليون نسمة وهي دولة مؤثرة عربياً ودولياً، وفي الوقت نفسه يقول البعض إنها مهمة من الناحية الإعلامية، وهناك جمهور سعودي، وعلينا أن نلتفت إلى هذا الجمهور الذي يعتبر من أكثر الدول مشاهدة لنا، ويجب أن نقدم خطوة باتجاه السعودية والخليج، فغالبية مشاهدينا في الفضائية هم من السعودية والخليج والسعودية؛ لهذا صافحناهم بهذا البرنامج تحديداً، وسيتطور وسيهتم ربما بوضع مصر. ويهتم برنامج (عيشوا معنا) بكل المواضيع والأمور، مثلاً نخصص يوم الخميس للحديث عن الفن ويوم السبت لدينا الشعر ويوم الأحد عندنا يوم طبي تقريباً، وبقية الأيام نطرح فيها قضايا جداً حساسة؛ فهو مصالحة أولى للجمهور في الخليج، ونحن في (إل بي سي) نحاول أن تكون شاشتنا حاضرة في كل أنحاء العالم، فلدينا (إل بي سي المغرب) وصارت لديه قناة كاملة. إذا كان للمغرب قناة كاملة فلا مشكلة أن يكون للخليج والسعودية برنامج). وعن إذا ما كان دور (عيشوا معنا) في طرح قضايا السعودية خصوصاً والخليج عموماً للتعريف بالمجتمع وإضفاء ثقافة أخرى على المحطة، قال علي: (البرنامج السعودي مطلب مهم، وهناك أمثلة بسيطة منها أن مشاهدي برنامج (ستار أكاديمي) أو الدراما الخليجية واللبنانية أغلبهم من الخليج؛ لهذا ارتأينا أن نصافح هذا الجمهور ونقدم خطوة مثل هذا البرنامج. صحيح أن (عيشوا معنا) يعنى بالقضايا السعودية، لكنه يتفاعل شيئاً فشيئاً بالقضايا الخليجية، وقد يناقش في الفترة المقبلة قضايا مصرية، ولكن السعودية هي نقطة الوصل؛ لذلك واكبنا تغطية مؤتمر في الرياض ومن ثم في دبي، وإذا كان هناك شيء في مصر سنواكبه). وعن دور التقارير المسجّلة في البرنامج قال علي: (يبث البرنامج كله بشكل مباشر على الهواء، حتى لقاءاتنا مع الضيوف تكون مباشرة، ومن الطبيعي أن تكون التقارير مسجلة، وهذا فن من فنون العمل التلفزيوني، ولكن ضيوفنا بكل لحظة مباشرة على الهواء، وإذا لاحظتم لدينا سقف الحرية عالٍ جداً، وهذا أمر غير مسبوق في الإعلام السعودي وفي القنوات المهجرية ذات رأس المال السعودي، فنحن الأعلى بسقف الحرية؛ لأن لدينا هدفاً في (عيشوا معنا)، وحتى في البرامج الأخرى في (إل بي سي) بشكل عام بأن نسمي الأشياء بأسمائها ونكون صريحين وواضحين؛ لأن المشاهد الآن أصبح ذكياً جداً وصارت لديه مصادر معلومات كثيرة جداً وجذابة؛ لذلك لا بد أن نكون على قدر المسؤولية ونقدم له منتج فيه شفافية ووضوح وصدق ومهارة أيضاً). وعن تأثير هذا الانفتاح على طبيعة المجتمع السعودي الذي له خصوصية، وتوضيح معتقدات البعض عن أنه مجتمع منغلق أو محافظ إلى درجة التشدد، رد: (عموماً البرنامج لا يغير بل يوضح؛ بمعنى أن المجتمع السعودي فيه الانفتاح وفيه التشدد، والبرنامج يوضح ماهية المجتمع السعودي، ولن يغير البرنامج بل يحكي الحقيقة كما هي، ونحن منذ أكثر من شهرين إلى الآن، ورد عندنا أكثر من سبعين ضيفاً، وهؤلاء الضيوف لديهم آراء مختلفة، فيهم الراديكالي وفيهم المنفتح جداً، وآراء المجتمع السعودي تأتي من أفواه هؤلاء). وأضاف: (إذا لاحظتم في القضايا الرئيسية، إضافة إلى التقرير، نحن نأخذ آراء الشارع السعودي المختلفة في محاولة لإرضاء الواقع السعودي بحيث تكون كل الآراء موجودة، وفي غالبية الأحيان في القضايا الحساسة يكون الرأي الديني موجوداً صوتاً وصورةً؛ لأن الدين هو ركيزة مهمة في السعودية؛ لذلك نحترم هذا الأمر ونحرص عليه جداً، ونحاول أن نوضح الصورة. وما أحب أن أشير إليه في (عيشوا معنا) أن هناك صورة نمطية عن المجتمع السعودي أنه ربما يكون استهلاكي أو بدوي، وأصبح لديه مال بسرعة، وهذا خطأ، ونحن أثبتنا من خلال هذا البرنامج أن هناك شخصيات كثيرة فهناك الأكاديميون والمفكرون والمبدعون بنسبة عالية جداً. وعلى المستوى الفني هناك التلحين والتوزيع والشعر، ونواح أخرى، حتى أننا ألقينا الضوء على التشكيليين والمواهب الصغيرة، واستضفنا في برنامجنا طفلة صغيرة اسمها أريج فقدت إحدى عينيها في طفولتها، وعوضها الله بإبداع الرسم وصورناها، وأيضاً استضفنا طفلة مبدعة اسمها روان وهي رسامة، ولدينا الكثير من الفنانين الذين نستضيفهم). منى سراج وعن دور منى سراج ودور المرأة في التقديم وعما إذا كان موازياً دوره قال: (ما يؤكد أن وجود منى مهم هو أنها أثبتت نفسها عندما كنت غائباً عن البرنامج؛ لذلك يجب أن نرفع لها القبعة. للأمانة أعجبني دورها، كنت آتي إلى البرنامج بمقدمات، وعندما ظهرت منى وحدها أدت أداء بمنتهى الروعة على قدر كبير من المسؤولية والمهنية، وهذا يحسب لها. فقد كان لمنى تجربة إذاعية في السعودية، وتجربة في الصحافة المكتوبة، وعندما اخترناها في البرنامج خضعت لتجارب نجحت فيها، بينما أنا لدي تجارب تلفزيونية قدمتها للناس أكثر من منى، والمعروف عن الصحافي أن لديه مصادر استقصاء المعلومات والاستطراد الذي فيه فضول، ومنى لديها فضول ولديها احترام، وهي تقدر فضول الصحافي عندي، وهي تعرف أنه ليس لدي مسألة أنانية. وإذا لاحظتم عندما نطرح في حلقة موضوعاً تكون منى اختصاصية فيه أكثر أنا لا أتكلم كثيراً فيه، وليس الهدف أن أظهر أنا، بل هذه تركيبة البرنامج، والمهم نجاحه الذي لا نحسبه لأنفسنا بل للبرنامج في حد ذاته. وصراحة أنا أهنئ نفسي، ونحن كسعوديين نهنئ أنفسنا بشخصية مثل منى؛ لأنها تجربة إعلامية رائعة وممتازة، كما أن لديها دوراً في الإعداد ولديها مبادرة؛ فهي في البدايات غير اليوم). وعن وجود منى في البرنامج الذي أعطى صورة جميلة عن المرأة السعودية وعن المقصود بوجود المذيعة السعودية المحجبة ضمن محطة لبنانية قال: (أولاً وجودها هو إثبات أن الحجاب ليس حجاباً للفكر، ومنى أثبتت العكس وأدت أداء مشرّفاً لبلدها. ثانياً للأمانة فإن (إل بي سي) تحترم حرية كل شخص بمعنى أنها لا تجبر أحداً على الحجاب ولا تجبر أحداً على ألا يتحجب، والدليل على ذلك أنه انضمت إلينا في البرنامج غادة الموصلي في أواخر شهر رمضان، وهي غير محجبة، وبالتالي نحن في المحطة نحترم كل الحريات، والمجتمع السعودي يفضل المحجبة، وهذا خيار المجتمع، بينما في القناة نحترم خيارات الناس). العروض وسقف الحرية وعما يجذبه في العروض التي قد تقدم له من محطات أخرى قال علي العلياني: (لا أفكر في هذا الموضوع نهائياً. صحيح أن العروض تأتي لكل إعلامي، ولكني في (إل بي سي) تحديداً على المستوى المهني، كان حلمي أن أناقش المواضيع بجرأة ومهنية، وأعتقد أن (إل بي سي) منبر مهم جداً لبىّ لي هذا الأمر، وهذا ما جذبني، وهو مكان جعلني أصل إلى ما أريده من ناحية تقديم نتاج مهني شفاف وواضح في عمق ومصادر، حتى أنني في البرنامج عندما تكون هناك سلبيات في مسؤول أحاول أن أسمي اسم المسؤول، وأناقش الأمور بأسمائها، فقد أعطتني المحطة سقف حرية ممتازاً جداً. وهذا يعني أنني أفضل الامتيازات على المال). وعن ضيوفه الفنانين الذين شعر بأنهم متساهلون معه ومن وضع له الحواجز بالردود قال: (سأتكلم عن الذي كان جريئاً فقط. كان الفنان إلياس الرحباني جداً جريئاً، ولم تكن لديه قيود، وكانت حلقته في (كلام في الحرب) جميلة. واكتشفنا مع الفنان راشد في (عيشوا معنا) أنه متابع للبرنامج بشكل كثيف وأعطى في لقائه لمعة جديدة للبرنامج). بيار الضاهر وفي الختام أحب الإعلامي علي العلياني تقديم الشكر لكل من تعامل معه ابتداءً برئيس مجلس إدارة LBC الشيخ بيار الضاهر؛ فقال: (عندما كنت موجوداً في الحرب قدر كثيراً هذا الوجود، وكان أبوياً جداً معي وأعطاني فرصة في (كلام في الحرب) وأعجبني أنه كان قريباً جداً في كل المواقف ورفع لي سقف الحرية. وأشكر المنتج المنفذ مروان المتني وهو مهم وجذبني مهنياً إلى (إل بي سي)، وأشكر الصحافة السعودية بكل حب، خصوصاً أنهم كتبوا بكل حيادية ومنطق، وأشكر من انتقد ومن مدح، وأعتذر للناس الذين لم أجرِ معهم لقاءات لسبب بسيط وهو أنني أرى أنه لا تزال تجربتي بسيطة؛ فأحياناً لا أبغي أن يكون هناك ظهور غير مبرر).
|
|
|
| |
|