| |
رؤية للتقنية والتوظيف
|
|
لسنوات طويلة ظلت قضية السعودة تحت ضغط الواقع في ظل ظروف القطاع الخاص والحاجة للتدريب، مع تشبع الأجهزة الحكومية بالوظائف إلى حد البطالة المقنعة. ولكن شهدت القضية تحريكاً نسبياً في السنوات الأخيرة عبر تخطيط جيد وإجراءات عملية بدت فيها جهود وزارة العمل وتعاون القطاع الخاص. النقلة النوعية التي كان لا بد منها واتجهت إليها الدولة، تمثلت في الاستثمار في مشروعات ضخمة جديدة في مختلف المجالات وتفعيل وتشجيع دور القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية التي هي المستقبل الحقيقي لاستثمار الثروة البشرية الوطنية مع الإعداد الجيد لتأهيلهم بالخبرة والتدريب وأخلاقيات العمل. وقد أنجز القطاع الخاص خاصة الشركات الكبرى خططاً طموحة لتوطين الوظائف وتدريب العاملين، وقد رأينا ذلك في أرامكو السعودية وسابك والخطوط السعودية وشركة كوكاكولا السعودية وغيرها. قبل أيام كان الرئيس التنفيذي لشركة كوكاكولا العالمية في زيارة للمملكة واطلع على معالم نهضتها الحديثة. وقد زار مصنع شركة كوكاكولا السعودية في الرياض، ووقف على مشاريعها وأبدى إعجاباً كبيراً بمستوياتها التقنية وإمكاناتها وتجهيزاتها ومستوى العاملين فيها، وقد استقبله الشيخ خالد بن إبراهيم البراهيم رئيس مجلس الإدارة. الشيخ خالد خلال تكريمه لضيفه قال(كما نشرت الجزيرة): إن نسبة التوظيف للسعوديين في الشركة بلغت أكثر من 65% وإن هناك إقبالاً منقطع النظير على التوظيف. ومما أكد عليه تدريب السعوديين في الشركة لرفع قدراتهم عبر مراكز تدريب أنشئت لتأهيل ورفع الكفاءات الوطنية من طالبي العمل في الشركة للتعامل مع أحدث التقنيات التي يعمل بها مصنع الشركة. إن ما أشار إليه الشيخ خالد البراهيم يعكس رؤية المواطن الغيور على مستقبل شباب الوطن والخريجين، ويؤكد حرص القطاع الخاص المتنامي على استثمار الكفاءات الوطنية. من الحقائق المهمة التي يعتز بها المواطن السعودي هي مكانة وطنه في العالم وأهميته الاقتصادية وأهمية أسواقه، فالمملكة محل اهتمام مختلف الدول من خلال دورها الاقتصادي تتويجاً للسياسة الحكيمة للحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله. وما نعتز به أيضاً هو قدرة المنتج السعودي على المنافسة. فهذه المشاريع العملاقة سعودية الهوية والمنشأ ورأس المال، ويقوم عليها رجال مخلصون من أبناء الوطن، وإلى جانب كونها صروحا إنتاجية وطنية هي في نفس الوقت أوعية وظيفية عالية القدرة في تأهيل وتوظيف الخريجين من مختلف التخصصات، فالكفاءات الوطنية قد أخذت مكانها في مواقع مختلفة من العمل. الشيخ خالد البراهيم أكد على هذه الحقيقة من خلال حديثه عن المشاريع الاقتصادية والثقافية والتعليمية التي تشهدها المملكة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى جانب ما أشار إليه من مشاريع تحت الدراسة ستعلن قريباً وتعد مفاجأة سارة للمواطن السعودي، ولا شك أن مصنع شركة كوكاكولا السعودية بهذا المستوى وبهذا العدد من العاملين (2000 عامل)، إنما يعكس أهمية التطور في المملكة وأسواقها. أخيراً إن وجود نسبة كبيرة من السعوديين في هذه الشركة التي يقف على رأسها الشيخ خالد البراهيم وبهذا المستوى من التطور يعكس حقيقة جلية هي أن رأس المال لدى رجال الأعمال السعوديين إنما هو رصيد كبير للتنمية الحقيقية، فقوة القطاع الخاص أمر واقع ولله الحمد ويعكس حرص الدولة - وفقها الله - على دعمه وتشجيعه وتفعيل دوره من خلال شراكة حقيقية مع القطاعات الحكومية، وهذا يمثل ركيزة من ركائز الاستقرار الاقتصادي تصب في خدمة التنمية والتطور. وقد قرأت هذه المعاني في تصريح الشيخ خالد، وفي هذه الزيارة للمسؤول العالمي خلال حفل التكريم الذي أقامه الشيخ خالد في منزله، والصور الرائعة التي انطبعت في ذهن الضيف من خلال تفقده للرياض ثم اطلاعه على مصنع شركة كوكاكولا السعودية التي تعكس قصة نجاح مهمة لإرادة القطاع الخاص وكفاءته.
مصطفى محمد كتوعة |
|
|
| |
|