| |
المعرض التقني وتوطين التقنية د. علي عبد الله النودل/ كلية التقنية في بريدة
|
|
في هذه الأيام تتزيّن مدينة الرياض بمجموعة من المحافل الثقافية عاكسة النمو الفكري والثقافي للمجتمع السعودي بمشاربه المختلفة. ومن بين تلك الفعاليات المؤتمر والمعرض التقني الرابع المنظم من قِبل المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني برعاية كريمة من لدن سمو ولي العهد - حفظه الله-. فهذا المؤتمر كأنه ينقل رسالة تقول إنه مع تزايد سرعة عجلة التنمية في المملكة في شتى مجالات الحياة من اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها تبقى التقنية رافداً ونتيجة مرئية لذلك التقدّم وإن الهدف يتعدى أيضاً إلى توطين التقنية. ذلك بدون شك يصب في جهود المخلصين الذين سعوا منذ وقت طويل في العمل على توطين التقنية. فكانت هناك خطوات متعدِّدة عرفتها هذه البلاد منذ وقت طويل جداً بدءاً من إرسال البعثات التعليمية، إلى جانب الخبرات والكفاءات العلمية والتوسع الكبير من جميع الزوايا في التعليم التقني ومتطلباته وإنشاء المجمعات التقنية في مختلف مناطق المملكة. فالمعارض والمؤتمرات التقنية تصب في ذلك الاتجاه. والنفع العائد على المجتمع من جراء توطين التقنية ذو جوانب متنوّعة ومختلفة، ولها أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وتقنية. فهي إضافة إلى نشر وتأسيس الثقافة التقنية وتكييف المجتمع ليقوم بالأعمال بكفاءة وكفاية عالية. توظيف التقنية أيضاً في الجوانب الاقتصادية يساعد وبشكل كبير على رفع إنتاجية منظمات الأعمال وتحقيق مستويات عالية من الكفاية والكفاءة. فإضافة إلى ما توفره تلك المحافل من بيئة لتبادل وتلاقح الأفكار فهي أداة مهمة أيضاً في تحفيز الإبداع وتثمين الجهود المفيدة للمجتمع، الأمر الذي يعود بشكل كبير على تهيئة بيئة مناسبة لتوطين التقنية. لذا تبقى كيفية استثمار هذه المعارض في تحقيق أهداف التوطين أمراً بالغ الأهمية بجوانبه المختلفة بدءاً من عمليات التحكيم للبحوث وانتقاء تلك التي تتفق مع معايير معينة وصولاً إلىصياغة التوصيات والعمل على تنفيذها وعرض المتميز من إنتاج المؤسسات التدريبية والتقنية.
|
|
|
| |
|