| |
بعد أن أصبحت محرك السوق الرئيس.. وبرزت بوادر الانشقاق داخلها هل سيشهد سوق الأسهم إعلان وفاة الجروبات..!
|
|
الرياض: عبدالله الحصان القروب بأل التعريف ولا معرف له كونه كلمة إنجليزية تعني مجموعة.. لفظة درجت على لسان المستثمر وقلمه.. عند تعريفها على أساس لفظتها في السوق نقول: إنهم مجموعة من الأشخاص يتفقون على الدخول في سهم ما ثم يقومون بما يسمى (التجميع) لعدة أيام بهذه الشركة لإيهام الناس بأن هذه الشركة لديها ما يحفزها للصعود سعرياً، وبعد ذلك القيام بالبيع وبأسعار مرتفعة والانتقال إلى سهم آخر. ونظراً لأن هذا السلوك يعد مخالفاًً فنصت لوائح هيئة سوق المال بأن أي شخص يتصرف أو يقوم بأي سلوك يؤدي إلى إنشاء انطباع كاذب أو مضلل فيما يتعلق بالسوق أو بالسعر أو بقيمة أي ورقة مالية وفعل ذلك بهدف خلق انطباع تحفيز لشخص آخر على شراء أو بيع أو اكتتاب يكون قد ارتكب مخالفة لهذه القواعد. و(الجزيرة) حاولت أن تقتحم هذا العالم اللا مرئي لتسليط الضوء على عدد من الأحداث التي راح معها العديد من الضحايا نظير اتباعهم نظام المجموعات (قروبات) فالتقت العديد ممن عايشوا هذه القروبات وعدداً من المحللين للوقوف على كيفية التصدي لمثل هذه القروبات وآثارهم السلبية في تلاحمهم والإيجابية في تناحرهم..! ما طار سهم وارتفع.. إلا كما طار وقع..! بداية يروي لنا إحدى الضحايا من صغار المستثمرين معاناته النفسية التي واكبته إثر اتباعه هذه القروبات قائلاً: كنت أحرص دوماً على انتقاء السهم الأفضل من حيث نجاح الشركة ومكرراتها الربحية وانتقي أسهمي بعنايةٍ شديدة غير أنني لم أكلل بالنجاح نظير الوضع الراهن للسوق، وعند مبادلتي الحديث مع أحد المعارف نصحني باتباع أحد القروبات..! بدأت تأتيني توصيات وأحسست حينها بالمكاسب، حيث كنّا ندخل في شركة غير متوقعة حيث تقوم هذه المجموعة برفع السهم ومن ثم إغراء صغار المستثمرين وبيعه عليهم بأسعار مرتفعة والخروج لسهم آخر..! وكانت طبيعة عملي مع هذه المجموعة تختص بالمنتديات ونشر الأخبار الكاذبة والإشاعات المضللة وبأكثر من (معرّف) لإنجاح أهدافنا الشخصية..! وانتظمت بهذه الطريقة حتى جاء يوم قامت فيه مجموعتنا بالاشتراك مع قروب آخر من أجل ما يعرف ب(شد) سهم وعند ذلك قمت بدخول هذا السهم وبكامل سيولتي وأوصيت من أوصيت من معارف للدخول بهذه السهم نظراً ليقيني بأن هذا القروب لا يخطئ بل يصيب دوماً..! وعند دخولنا بهذا السهم تفاجأت ومن معي بهذا القروب بنزولٍ حادٍ وخطير بهذا السهم وبالنسب الدُنيا عكس ما توقعنا وعند محاولتي معرفة ما يدار خلف الكواليس اتضح لي أن مجموعتي تعرضت لما يسمى (خيانة) من أصحاب ال(قروب) الآخر وكنت أنا ومن معي ضحية لهذا التلاعب وفقدت ما يقارب نصف ما أملك. خيانةٌ إيجابية..!! وتحدث عضو بأحد القروبات وركن أساسي فيه قائلاً: خرجت من السوق قبيل انهيار فبراير ولكني مازلت أتواصل مع بعض الزملاء في القروبات وأعلم عن كل جديد يطرأ عليهم فقد بات عمل تلك القروبات يوشك على الانهيار فعلاً نظير الوضع الراهن من تشديد ورقابة، بالإضافة إلى جشع أعضاء هذه القروبات ناهيك عن الخيانات المتفشية حالياً.. والتي فعلاً ستعود بأثرها الإيجابي للمستثمر الصغير الذي كان يغتر بارتفاع سهم بغير وجه حق ويقوم باقتنائه وبأسعار عالية وغير مستحقه.. عندها يخرج القروب بعد ما حقق منها أرباحاً طائلة ويقع الفأس فوق رأس المستثمر الصغير، ولكن عقب ما آل إليه وضع القروبات من تردي فسيكون المستثمر متنوّراً أكثر مما مضى بالإضافة إلا علمه اليقين بوضع السوق نتيجة الدورات التثقيفية التي تقوم بها هيئة سوق المال. كنتُ.. فأصبحت..! وقال آخر: فعلاً أنا ربحت ما يعادل ضعفين من رأس مالي ولكن..! أحمد الله أولاً وأخيراً بأن هداني وأبعدني عن الربح الحرام ورزقني بعده بالحلال، فقد كنت ممن يضللون صغار المستثمرين ممن يسمون (مطبلين) وأفعل أي شيء من أجل ارتفاع أسهمي حتى ولو بالكذب وخسارة الآخرين..! وعند سؤاله عن أسباب هذا التغيّر والتحول في نمط حياته قال: حدث لي موقف فعلاً أحسست بعده بالظلم وأحمد الله أن حرّك ضميري في تلك اللحظة حينما قراءة قصة لعائلة مكونة من 7 أشخاص ضُللوا ومن يعلم قد يكون مني ودخلوا بإحدى الشركات إثر توصية من أحد ال(مطبلين) من شاكلتي وواجهوا هبوطاً بهذا السهم أودى بحياة عائلهم الوحيد، وفور قراءتي هذه القصة أحسست فعلاً بتأنيب ضمير وخوف لم أشعر به من قبل وحاولت بعدها العودة للطريق القويم والتخلص من كافة المبالغ التي كسبتها من خلال عملي مع هذه المجموعة علّ الله أن يتقبّل مني. وفي ختام حديثه دعا الله أن يوفق ولاة الأمر والقائمين على اقتصاد هذا البلد مساعدتهم في تعقّب من يسيئون إلى اقتصادنا والنيل منهم ودعوتهم للتعاون بين جميع طبقات هذه البلد المباركة لما فيه خير لنا جميعاً. يصْعُبُ إنهاء وجودها.. ولكن هناك سبل للحدِّ منها..! كما التقت (الجزيرة) عدداً من المحللين الاقتصاديين والماليين للوقوف على ظاهرة القروبات وسبل الحد منها: حيث أكد المحلل المالي الدكتور يوسف الزامل: إنه من الصعوبة الحد من وجود مثل هذه القروبات ولكن قد توجد وسائل عدة للحد منها من حيث تشديد الرقابة على العمليات الوهمية وإيجاد الشفافية أيضاً في السوق عن طريق زيادة معاييرها سواء بإعلانات الشركات من ناحية والاكتتابات وإشكالياتها من ناحية أخرى وبإيجاد جهة رقابة خارجية وإيجاد صانع سوق فعال بحيث يكون له دور في توازن السوق وتقليل التأثيرات السلبية التي تحدث في مجمل السوق وارتفاعات الشركات التي لا تُستَحق. وطالب بإيجاد ضوابط قوية من هيئة سوق المال للحد من هذه الظاهرة أيضاً، وعندما ننتهي من هذه الظاهرة فمن الطبيعي أن يحدث هناك تغير على مستوى عطاء الشركات ويكون هناك مصداقية أكثر بعطائها. نظام آلي لمراقبة المحافظ سيحد من انتشار القروبات..! وعلى الصعيد نفسه فقد عرّف المحلل المالي والاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة القروب بأنه عبارة عن مجموعة من كبار المستثمرين يتفقون على شراء سهم معين عند سعر معين وبيعة في سعر آخر متفق عليه مسبقاً فبالتالي تزداد طلبات الشراء ويقل العرض ويستطيعون من خلال ذلك الوصول للسعر المراد ومن ثم الخروج من السهم وتكون بعده الكارثة (ارتفاع عمودي تبعه سقوط رأسي). وأوضح أن الاتفاقات تجري عادة في غرف البالتوك التي يستحيل على هيئة سوق المال متابعة ما يجري خلف كواليسها. وعند الحديث عن الخلافات التي باتت واضحة بين أغلب القروبات أوضح الدكتور أن لها أثراً إيجابياً كبيراً وخصوصاً للمستثمر الصغير من حيث اعتماده على نفسه في انتقاء الشركة المناسبة بدلاً من الانجراف خلف الشائعات والأخبار المغلوطة. وعن سبل الحد منها وضح الدكتور سالم أنه في الوقت الراهن يمكن تداركها عن طريق التوعية ولم تقصر بذلك هيئة سوق المال، ولكن في المستقبل القريب واستناداً إلى تصريح معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري أوضح بأنهم في صدد إيجاد نظام آلي يمكن له مراقبة المحافظ عن كثب وبطبيعة الحال إيجاد مثل هذا النظام سيحد وبشكل كبير من انتشار هذه المجموعات التي لا تكترث إلا لنفسها.
|
|
|
| |
|