* الرياض: منيرة المشخص: (انخفاض حاد للسوق نتيجة عمليات المضاربة العشوائية وارتفاع مرتقب متوقع للمؤشر مع قرب صدور البيانات المالية للشركات) محاور متكررة تتساءل عن واقع السوق بتداعياته المخالفة لتلك التحليلات.. ما الذي يحدث في السوق؟ ولماذا لا يتجاوب مع تلك المسلمات الاقتصادية؟ (الجزيرة) تحاول الإجابة عن التساؤلات الملحة بالدخول إلى عالم المضاربين الخفي ومعرفة أساليبهم هذا العالم المجهول الذي يتستر خلف الشاشات بمجموعات تصدر الأوامر بالأرقام وتستحدث فيه الأساليب بالمواثيق وترتفع فيه درجة المهنية لتقابل بها لفيف القرارات الصادرة عن الهيئة المعنية بالسوق. قرار الرحمة والعذاب بداية وحول قرار توحيد التداول قال خ.م ل(الجزيرة) وهو أحد المضاربين إن هذا القرار أضر بمصلحة المضاربين بشكل خاص والمستثمرين بشكل عام وإن ظاهره رحمة ومن قبله عذاب، مشيراً إلى أن الهبوط في السوق يحدث لأسباب عديدة يتقدمها وضع الشركات غير الواضح من ناحية الحسابات الثانوية والأرباح المحققة ونسبة النمو. وكذلك غياب المعلومة عن المتداول في السوق فهي لا تصله إلا بعد أن يرتفع سعر السهم بما نسبته: 15 إلى 20% , وهي منطقة التصريف. ويواصل المحمودي:(سمعنا عن رغبة اندماج بعض الشركات الزراعية والصناعية عبر إعلانات (تداول ) متسائلاً: من الذي سمح لأعضاء مجالس تلك الشركات بإنزال تلك الإعلانات المروجة لأسهم الشركات؟ ومن الذي سيحاسب هؤلاء الأعضاء ومن المسئول عن تعويض الخسائر التي تعرض لها الذين صدقوا تلك الإعلانات؟ وقال: نحن نسمع كثيراً عن الأنظمة والضوابط لكننا لا نلمس العقوبات والجزاءات في ظل هذا التلاعب بمصالح الناس واقتصاد البلد؟ وشدد على أهمية خضوع القرارات الإدراية للجهات الحكومية للاختبار وأضاف: عندما ينتج عن التوقيت خسائر فادحة للمضاربين والمستثمرين فلا شك أن القرار بحاجة إلى إعادة النظر، مؤكداً أنه من الممكن أن يعود السوق إلى ما كان عليه في لحظة رخائه وأن السوق لن يستعيد توازنه إلا بعد سنوات و الأعراض التي نراها هذه الأيام تكشف عن وجود مرض اسمه العشوائية والتلاعب وأبدى المحمودي استغرابه من الحكم بالموت على السوق السعودي في ظل اقتصاد قوي ونمو مرتفع للشركات وفي ضوء معطيات اقتصادية واعدة ومشاريع تنموية غطت أرجاء المملكة، مشيراً إلى أن بعضاً من الشركات تعدت حدود الوطن للاستثمار في دول أخرى, عهود ومواثيق وخيانات وفي منحى آخر استبعد أحد المضاربين - فضَّلَ عدم ذكر اسمه - أن يكون تعامل المضاربين مع السوق سبباً في هبوطه، مبيناً أن هناك أسباباً أخرى تتمثل في بيع كامل عدد المحافظ الكبيرة أو البيع الجماعي لمحتويات صناديق البنوك أو تصفية التسهيلات... كما قد يكون تأثير المضاربين يتمثل في تغييرات السوق التي تؤدي إلى تذبذبات في الارتفاع والانخفاض على بعض الأسهم خاصة الصغيرة منها التي تكمن قدراتهم من إحداث التغيير على أسعارها للاستفادة من تذبذبها, ويؤكد أن أغلب المضاربين باقون في السوق ولم يخرجوا منه, وهناك من خسر الكثير، مضيفاً أن التوقيت الجديد صب في مصلحة فئة دون أخرى خاصة المضاربين وحول طبيعية الآلية التي تعمل بها المجموعات المستثمرة في سوق الأسهم أبان أن هناك مجموعات منظمة تقوم بالاتفاق والتنسيق فيما بينها على ما يمكن فعله في البيع والشراء لأسهم شركة أو شركات معينة بالاتفاق على أسعار معينة للتجميع والدخول وأخرى للتصريف بالإضافة إلى الخروج من السهم أو تحديد أسعار لكل عملية كما يتم الاتفاق على حجم الدخول (كمية الأسهم) لكل طرف حيث يقوم شخص أو أكثر بالتنسيق بين المجموعات لتحديد أوقات وكميات البيع والشراء, التي قد يصل عددها إلى أربع مجموعات وقد يقوم أحد المضاربين المتمكنين بإدارة تلك العمليات وإيعاز المجموعة بشراء أسهم شركة معينة عند سعر محدد ثم يتم الإيعاز للمجموعة مرة أخرى للخروج وإحلال مجموعة أخرى أو أكثر للدخول بدلاً منها عند سعر آخر وإدخال الأولى في شركة أخرى..., وهو ما يوحي بمدى المصداقية فيما بينهم.. مع إمكانية حدوث المراوغة مما يؤثر سلباً على الشركة التي حدث فيها ذلك مما يلاحظ النزول الحاد للسعر دون الارتباط بالسوق ويختتم المضارب حديثه قائلاً: تلك المجموعات تلجأ إلى التعاهد بين أعضائها على أن يتم الشراء عند سعر محدد وبكمية محدودة والبيع عند سعر يتم تحديده فيما بينهم. هؤلاء هم طعمي المفضل؛ أما ع.م وهو أحد المضاربين في السوق فإنه ينتقد الآلية التي يتعامل بها الإعلام مع سوق الأسهم سواء في الهبوط أو الارتفاع, حيث أشار إلى أن أغلب المتطرقين لسوق الأسهم في وسائل الإعلام المختلفة يروجون بشكل غير مباشر لبعض الشركات, بل إن البعض يروج لمحفظته الشخصية, وأضاف: معظم الكتاب المعروفين في مجال الأسهم تحتوي كتاباتهم شفرة أو رموز لبعض المتعاملين معهم تمثل رسالة توجيهية للبيع أو الشراء أو حتى الخروج من السوق وقال العويني إننا كمضاربين يستغل بعضنا وقت التداول لصالحه كما أن التوقيت يمثل أحد الأسباب التي ساهمت في التكدس غير الطبيعي للمساهمين الذين يجهلون ثقافة التعامل مع السوق، مبيناً أن التوقيت الجديد للتداول يقع في فترة الظهيرة التي تعتبر فترة راحة للجميع، ويواصل حديثه قائلاً: جميع العوامل جعلت المواطنين ينشغلون بسوق الأسهم وأصبح الكثير منهم يرغب في الربح فقط, ووصف عالم الأسهم بأنه نوع من أنواع التجارة يحتمل الربح والخسارة, وأضاف: لا أخفي سراً أننا كمضاربين ليس من مصلحتنا ارتفاع أسعار الأسهم باستمرار وإلا كيف يمكن لنا الاستمرار، ولفت إلى أن سوق الأسهم في طريقه للارتفاع وسيصل بإذن الله إلى أرقام جيدة ومطمئنة، مطالباً في الوقت نفسه وسائل الإعلام المختلفة غض النظر ولو لفترة محدودة عن سوق الأسهم, وجذب الناس إلى الاستثمار في مجالات أخرى, كما دعا هيئة السوق المالية لعدم جعل سوق الأسهم حقل تجارب لقراراتهم المتعجلة في بعض الأحيان.
|