| |
نعم.. لنفِ بالوعد.. ونكافح الأيدز د. حمد بن عبدالله المانع *
|
|
تحتفل المملكة العربية السعودية مع بقية دول العالم في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الأيدز، والذي يحمل هذا العام شعار: (لنفِ بالوعد ونكافح الأيدز). ويشير هذا الشعار إلى أهمية اتحاد قطاعات المجتمع ذات العلاقة كافة وبذل كل الجهود اللازمة لتفعيل الأدوار، سواء كانت خدمات وقائية أو علاجية أو تأهيلية؛ وذلك للحد من خطر فيروس العوز المناعي البشري؛ فبالمشاركة الفعالة نستطيع أن نحقق أفضل مستويات المكافحة، إضافة إلى الحدّ من انتشاره، والتقليل من آثاره. إن نسبة المصابين في إقليم شرق المتوسط لعام 2005 م بلغت ما يقارب مئة ألف حالة إصابة بالأيدز. وبالنظر إلى عدد الحالات بالمملكة العربية السعودية، وفقاً للعدد التراكمي للمصابين بالمملكة خلال ما يقارب 21 سنة منذ عام 1984 حتى 2005م، والذي قدر بـ10.120 حالة، منهم 2316 سعودياً، و7804 وافدين، والذي يعد عدداً ليس بالكبير، لكن حرصنا الدائم على صحة وسلامة مجتمعنا الغالي وخلوه من كل مكروه، وانطلاقاً من توجيهات حكومتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - والتي تقضي بضرورة الحرص على محاربة هذا الداء الخطير وإغلاق كل المنافذ التي تساعد على تسربه إلى هذه الأرض الطاهرة، لا سمح الله، فقد عززت القطاعات الصحية في المملكة كل الإجراءات الوقائية والتوعوية التي تكفل - بمشيئة الله تعالى - عدم دخوله إلى المملكة؛ وعليه فإن الدولة - أعزها الله - كانت من أولى الدول التي بادرت إلى منع استيراد الدم من الخارج، وفرضت رقابة مكثفة على مشتقاته، ناهيك عن البرامج العديدة التي قامت بتنفيذها للتبرع بالدم، وقدمت الكثير من الحوافز التشجيعية كالأوسمة الملكية وغيرها للمتبرعين. ونظراً لأهمية الرأي العام الصحي المستنير وتحقيق التعاون الإيجابي بين جميع أفراد المجتمع، والذي يجب أن يهدف إلى الحفاظ على صحة المجتمع بأسره، فإن وزارة الصحة سعت، ولا تزال، إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية بكل ما قُدّر لها من إمكانيات؛ سعياً وراء توفير سبل الصحة والسلامة لكل مواطن ومقيم على ثرى بلادنا الغالية، حيث عنيت بالرعاية الصحية من خلال وصولها إلى أعلى مستوياتها (الوقاية والعلاج والتأهيل). وإيماناً من هذه الوزارة بأهمية تفعيل هذا اليوم العالمي وبأهمية التعاون البناء مع كل المنظمات ذات العلاقة، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية؛ فقد أعدت وزارة الصحة خطة توعوية للمشاركة في هذا الحدث من خلال مناطق المملكة كافة؛ لإلقاء المزيد من الضوء على هذا المرض الخطير وأساليب الوقاية منه ومكافحته، ولإيصال المعلومة التوعوية إلى أكبر شريحة من أفراد مجتمعنا الغالي. وفي هذا الصدد فإن منظمة الصحة العالمية حددت خمس أولويات للاستراتيجية التي ستتيح - بإذن الله - مجالاً أوسع من الشمولية في تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والرعاية في القطاع الصحي، وهي على النحو التالي: - توسيع فرص الحصول على خدمات اختبار فيروس الأيدز والمشورة حوله. - تقديم الخدمات الوقائية في المرافق الصحية. - توسيع نطاق الحصول على الأدوية. - تحسين سبل الوقاية من العدوى. - تعزيز النظام الصحي ونظم المعلومات حول مرض الأيدز في جميع بلدان العالم. الجدير بالذكر أنه بحلول عام 2006 م يمر خمسة وعشرون عاماً على التبليغ عن أولى حالات الأيدز في العالم، وعلى مدى هذه الأعوام أصيب أكثر من 65 مليون شخص، توفي منهم ما يقارب 25 مليون شخص على الأقل، بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية. ورغم هذا وذاك إلا أننا نشهد مساعي حثيثة وجهوداً جبارة تهدف إلى مواجهة هذا الزحف؛ فعلى سبيل المثال: تنظيم تحالف دولي يعنى بالتصدي لهذا الوباء العالمي، إعلان مجموعة الثمانية التزامها بالعمل مع منظمة الصحة العالمية وشركائها من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للاقتراب قدر الإمكان من الإتاحة الشاملة لتقديم خدمات الرعاية الصحية لجميع المحتاجين إليها بحلول عام 2010م. ومع ذلك فإننا - ولله الحمد - في مجتمعنا السعودي الأبي الذي يرتكز على مبادئ راسخة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وهي مبادئ وأسس تهيئ للفرد أفضل المناخات الصحية السوية التي دائماً ما يكون لها دور هام في تنشئة أفراد المجتمع على أفضل الأنماط المعيشية والسلوكية السليمة التي تقف بمثابة الدرع الواقي أمام مثل تلك الأمراض والأوبئة التي تنجم عن السلوكيات غير السوية، ومن بينها الأيدز. وختاماً.. أحمد الله أن هدانا بالإسلام إلى صراطه المستقيم وأنعم علينا بالفطرة الطاهرة والعقل الواعي، سائلاً الله - جلت قدرته - أن يحمي بلادنا الغالية وشبابها وجميع مواطنيها والمقيمين على ثراها الطاهر من شرور هذا المرض الخبيث وغيره من الأمراض؛ إنه سميع مجيب.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* وزير الصحة
|
|
|
| |
|