| |
نهارات أخرى الغذامي.. يستاهل!! فاطمة العتيبي
|
|
** في أول يوم سفر للحوار الوطني وعلى متن طائرة خاصة أراد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وبلفتة ذكية أن يجتمع فيها المشاركون ويتملكهم إحساس الجماعة والمصير والواحد وكأن هذه الطائرة هي وطنهم.. فهم فيه وبه يسيرون عبر المخاطر وعبر المطبات الهوائية إلى حيث ترنو النفس إليه من أمان ونجاة واستقرار ومستقبل وحياة.. ** ونحن في هذا المصير الواحد.. علقنا على ما دار في محاضرة د.عبدالله الغذامي.. واستغربنا أن يظل هذا الاتجاه الإقصائي يحول اختلافه إلى عنف.. مع أن حضوره ومشاركاته تدلل على الإيمان بحقه في الحوار والإدلاء بالرأي.. ولكن أن يتحول هذا الحق إلى عنف وتلاسن وشتائم مكرراً ذات المشهد الذي حدث في معرض الكتاب، فهذا يعطي مؤشراً على وجود نية مبيتة لإفساد أي مناخ ثقافي حتى لو كان وسطياً عرف به د. أحمد العيسى ولكتبه.. مع أن الحق مكفول للجميع! ** إذن من الواضح أن هؤلاء لا يريدون أن يسمعوا صوتاً غير أصواتهم المتأججة بالعنف والإقصاء والتكفير والشتائم لكل من يختلف معهم.. لم يسلم من نيران نعتهم حتى مشايخهم القدامى! ** فوجئنا يوم الثلاثاء وبعد عناء يوم طويل من الحوار الوطني والجلسات والأحلام المتداولة بمستقبل التعليم ومن ثم مستقبل الأجيال.. فوجئنا برسائل هاتفية تعطي إشارات إلى أن الوضع تطور فلم يعد الأمر ملاسنة وتكفيراً وغضباً كلامياً بل إنه تحول إلى برنامج عملي تنفيذي هجومي في خطوة استباقية وفي أول دقيقة من عرض مسرحية (وسطي بلا وسطية) فتحدثت الأيدي وتحدثت الأحذية وتكفي الصورة التي نشرتها يوم أمس (جريدة الحياة) لتحدث في القلب جرحاً وتطرح تساؤلاً كبيراً إلى أين يريد أن يذهب بنا هؤلاء؟! ** قالت إحدى المشاركات في الحوار الوطني ونحن نتناول الطعام مجموعة.. لماذا يعتلي الغذامي المنبر ولماذا يؤتى به إلى طلاب الجامعات وهو الرجل الذي نعرفه بفكره التغريبي الحداثي المخالف.. صعقنا للسؤال.. وثرنا ندفع عن حق الإنسان في إعلان رأيه وحق الاختلاف معه اختلافاً حضارياً... قلت للأخت.. إن رأيك هذا مختلف تماماً مع رأيي.. في المبدأ وفي التفصيل.. فأنا أعترض على فكرة العنف في الاختلاف.. وأعترض على رأيك في تفصيله، فالحداثي القديم الجديد.. عبد الله الغذامي.. هو أحق الناس وبضعة أسماء فقط في المشهد السعودي يستحقون - في رأيي - أن يعتلوا المنبر كل يوم وكل وقت.. لأنهم يمثلون الفكر الحر المستقل المؤمن بحث الآخرين في الاختلاف وإبداء الرأي! فماذا لو أنني حولت اختلافي معك الآن إلى برنامج عمل تنفيذي وأعطيتك ضربتين شديدتين وأزحتك عن مقعدك هذا الذي تجلسين عليه من منطلق إنه كان من الأولى ألا تجلسي عليه وتتحدثي أمام جمع يختلف معك..؟!! فهل تقبلين بذلك فهو تماماً مثل ذاك!!؟ ضحك الجميع.. لكن الرسالة وصلت ولا شك!! ** بعد ست دورات من الحوار الوطني ما زال بيننا من يبرر العنف والإرهاب والإقصاء.. ويراه حلاً ناجعاً لتأديب كل المتمردين عن قافلة الأصوات المتشابهة!!!
Fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|