*الرياض- هاني البركاتي: رغم الخسائر الكبيرة التي سجلتها صناديق الاستثمار العاملة في الأسهم المحلية أو العربية، ورغم التذمر الشديد من المستثمرين والمساهمين في هذه الصناديق إلا أننا نجد أن معظم هذه الصناديق وقياساً على أسعار التأسيس ما زالت تحقق مستويات ممتازة من الربحية بل ووصلت في بعضها إلى أكثر من 900 % في فترة وجيزة، ولعل هذا النوع من الاستثمار متوسط أو طويل المدى يدعونا إلى التوقف فوراً عن إصدار الحكم المطلق على هذه الصناديق بالفشل أو السقوط قياساً على نتائجها في فترة لا تعبر عن عمر الاستثمار الطبيعي. إن إعادة الثقة في أداء هذه الصناديق أمر مهم في نجاحها، كما أن التعامل بشفافية مطلب ضروري في آلية عملها, خصوصاً وأن الخسائر التي تكبدها المستثمرون كانت ثقيلة وقاسية ولم تسجل إلا في صناديق الاستثمار العاملة في السوق السعودي والسوق العربي لاسيما تلك التي بدأت مع التضخم وأغمضت عيونها عن الواقع وعيون من تدافع عليها رغبة في الثراء! ونحن هنا نتساءل: كيف لم تتحسب هذه الصناديق آنذاك لعامل المخاطرة الكبير في السوق؟ ولم تتمهل منها ونقصد حديثة التأسيس حتى تهدأ موجة الارتفاع خصوصاً وأنَّ الخارطة الفنية لسوق الأسهم كانت ظاهرة المعالم. ومع هذا وذاك فلا يجدي التحسر واللوم هنا شيئاً كثيراً, ولكن نقول لكل من فقد أمواله في هذه الصناديق عليك بالتريث والصبر, والخسارة تظل خسارة على الورق ما لم تسجل انسحابك! ودع تلك الصناديق تأخذ وقتها الكافي لتعيد ترتيب نفسها وتعمل دون ضغوط البيع المتزايدة، ولك أن تعرف أنّ الاستثمار المتعارف عليه عالمياً لا يعني أرباحاً في شهر أو ثلاثة إنما سنوات من الاستثمار الهادئ، وهاهي قوائم الربحية منذ التأسيس تجد أن معظمها ومع الخسائر الأخيرة قد ضاعف رأس المال مرتين في أقل من ثلاث سنوات. أداء صناديق الاستثمار في الأسهم المحلية للأسبوع الماضي في نظرة سريعة على أداء صناديق الاستثمار في الأسهم المحلية نلاحظ أنها قد حققت ربحاً قدر ب4% تقريباً في التقييم السابق للأسبوع قبل الماضي, ، وهذا قلص جزئياً من تراكم مستوى الخسائر السنوية, لكنها تعود مرة أخرى الأسبوع الماضي إلى دوامة الخسائر التي مازالت تحكم السيطرة عليها منذ فبراير الماضي لتسجل تراجعاً بمقدار -3% تقريباً شاملاً كافة الصناديق دون استثناء, وبهذا يصل متوسط الخسائر الشهرية إلى -18.1% مقارنة بمتوسط الخسائر الشهرية السابقة -17% الأسبوع الماضي, وبالتالي نلاحظ تدهور متوسط الأداء السنوي ليسجل خسائر بنسبة 47.2% مقابل -46.5% الأسبوع ما قبل الماضي. أما على مستوى الأداء الأسبوعي للصناديق الاستثمارية التقليدية نلاحظ تراجع بنسبة 2.5% مقابل ربحية أسبوعية سابقة بنسبة 4.7 %، ووفقاً لذلك ارتفعت خسارة الصناديق مع مطلع الشهر لتسجل 19.6% وبالتالي يزداد معدل الخسارة مع بداية العام ليصل إلى 46.86% . كذلك نجد أن أداء صناديق الاستثمار الشرعية في الأسهم المحلية لم يكن بأفضل حالٍ عن غيره في التقليدية حيث خسر أيضاً متوسط الأداء الأسبوعي للصناديق الشرعية بنحو 3.45 مقارنة بمتوسط أدائه السابق البالغ 3 %, ووفقاً لذلك يرتفع متوسط الخسائر لهذه الفئة منذ بداية العام ليسجل 44.7% فيما بلغ متوسط التراجع الشهري 16%.
|