| |
من دوحة الأسياد سر الإبداع عبد الله العجلان
|
|
لم يكن حفل افتتاح آسياد الدوحة بجماله وإعجازه وعالميته وإبهاره مفاجئاً لي وللذين يعرفون جيداً التفوّق القطري في هذا المجال، ويفهمون آلية وطريقة إدارته وحجم الإنفاق عليه، إضافة إلى أن القطريين بارعون وجادون ومتحمسون دائماً لأن يكونوا متميّزين مهما كلّفهم ذلك من ثمن. حفل افتتاح مثل هذه المناسبات الرياضية القارية أو العالمية لم يعد مجرد حدث تقليدي استعراضي رياضي وخطابي يبث العزوف والملل ويغري على (التثاؤب)، وإنما أصبح اليوم عملاً إبداعياً ورسالة حضارية وواجهة معبرة لواقع الدولة المستضيفة ومستوى طموح وتفكير وثقافة أبنائها. في هذا الشأن لا بد من الإشارة إلى أن الإنفاق المالي سيكون مبرراً ومقبولاً حتى وإن بلغت تكاليف هذا الحفل خمسة وعشرين مليون دولار كما في افتتاح آسياد الدوحة بحسب ما نقلته لي مصادر قريبة وموثوقة من اللجنة المنظمة العليا للدورة.. وذلك لسبب بسيط ومقنع وهو أن هكذا حفل قد لفت أنظار وحظي بإعجاب العالم أجمع. وقدَّم دولة قطر والخليج عموماً بصورة مشرِّفة تؤكِّد أنه لا مستحيل مع البذل والحماس والإخلاص في العمل. غير ذلك فإن نجاح حفل افتتاح أية بطولة رياضية هو بمثابة التمهيد والتحفيز والتشويق لعطاءات تنافسية قوية ومثيرة لأحداث هذه البطولة، كما يعطي معياراً حقيقياً لدقة وانضباطية وسلامة تنفيذ سائر برامجها ومسابقاتها. بالمناسبة لم يكن الإبهار فقط في فقرات ومضامين حفل الافتتاح وإنما لمسناه من خلال التنظيم المتقن في عمليات الدخول والخروج من وإلى استاد مدينة خليفة وفي حفاوة الاستقبال والتوجيه عبر بوابات وممرات ومواقف الاستاد ليس لكبار الضيوف والوفود الرسمية فحسب وإنما لعموم الجماهير (50) ألف متفرج ملأوا الاستاد وتفاعلوا إيجابياً وحضارياً مع تعليمات المنظمين ومع أحداث وبرامج الافتتاح على الرغم من غزارة الأمطار وانخفاض درجة الحرارة بشكل مفاجئ. آسياد الدوحة فرصة لنا جميعاً للاستفادة وللاقتداء والإمعان بما يجري إدارياً وفنياً ورياضياً وجماهيرياً وقبل ذلك إعلامياً، خاصة أن الحدث بتوقيته ومستواه ومكان إقامته لن يتكرر على المدى القريب.
|
|
|
| |
|