| |
سبب الخسارة: عدم التخطيط أم الطمع؟
|
|
كتب عبدالله بن سعود الدوسري يوم الثلاثاء 30- 10-1427هـ مقالاً حول الأسهم التي كثر الحديث عنها، يقول فيه (على الهيئة حماية صغار المساهمين)، ويتحدث فيها عن المساهمين الصغار وما لحق بهم من ضرر وخسائر بسبب الوضع الذي تعيشه سوق الأسهم منذ فترة طويلة. الأسهم أخذت نصيب الأسد من حديث المجتمع بأكمله، لأن الكل دخل في سوقها ولحق فيه خسائرها الفادحة. ولكن ما هو السبب الذي جعل الكل يتسابق على دخول السوق قبل عام أو أكثر؟ بكل تأكيد لأن الكل يبحث عن الثراء بأسهل الطرق! وعندما شاهدوا هذه الأسهم تدر عليهم أرباحاً كبيرة انطلقوا إليها جماعات وأفراداً لم يتخلف عن هذا السوق إلا القليل. وكان السوق يرحب بهم ويرد عليهم مبالغ مالية مضاعفة من رؤوس أموالهم التي اكتتبوها أو ضاربوا فيها. استمروا على وضع جيد واستمر السوق على وضعه الممتاز وليس الجيد، ولكنه كان يخبئ لهم فاجعة كبيرة جعلت الكثير منهم يسقط مغشياً عليه، وجعلت الآخر يحدث نفسه، وجعلت بعضهم بحالة هستيرية يشتم في السوق ويلقي اللوم على هيئة المال لأنه خسر كل مدخراته وأملاكه، لأن البعض قام ببيع منزله الذي تسكنه أسرته، وبعضهم رهنه للبنوك التي اقترض منها، يا لها من غرابة وصل الأمر إلى هذا الحد لدى الكثير من هذا المجتمع، يقوم ببيع أملاكه التي تعيش فيها أسرته حتى يكون في وضع مالي أفضل من الوضع الذي هو عليه، وبالتالي انعكس الوضع وأصبح مديوناً لأحد البنوك ويسكن في شقة إيجار ومرتبه أقساط شهرية لهذا البنك الذي اقترض منه! انطلاقة سريعة إلى صالات التداول وإلى البنوك وإلى كل مكان يذكر فيه أسهم من أجل الكسب السريع، أصبحنا نشاهد الكثير يحمل جهازه المحمول في كل مكان ويتابع الأسهم كل لحظة وكل ثانية، وإذا شاهد الشريط الإخباري الأحمر أصيب بالإحباط القوي وأخذ يدعو الويل والثبور، ويردد أساطيره مع الأسهم وبداياته التي كان فيها يحقق أرباحاً عالية جداً، والآن يخسر رأس ماله. يا ترى ماذا تخبئ الفترة القادمة لكل من خسر في الأسهم، هل سوف يقفزون تلك الخسارة وترتفع الأسهم أم أنها تأخذ في النزول حتى ينسحب الجميع من سوق الأسهم وتبقى الأسهم وحدها من دون متداولين ويصبح السوق خالياً تماماً من كل مساهم صغير ولا يبقى سوى الهوامير الذين يديرون السوق حسب رغبتهم؟! الحقيقة إننا أصبحنا نشاهد في كل منزل شخصاً لحقت فيه خسائر الأسهم، لم يسلم منها أحد أبداً، لأن الجميع كانوا يبحثون عن ثراء سريع جداً من خلال الأسهم. ولكن هل نقول بأننا نقدم على كل أمر من دون تخطيط وبطريقة عشوائية؟ أم أن الطمع القوي هو الذي دفع بنا إلى هذه الهاوية؟ وإم من أجل تسديد التزامات الحياة الصعبة اتجهنا لسوق أسهم لعل رأس المال يعود إلينا مضاعفاً؟ من أجل ذلك كله جعلتم أموالكم تفلت منكم وأصبحت في أيدي هوامير، لا تستطيعون إعادتها ولكنكم تشاهدونها من بعد وتتحسرون عليها! من هنا يصبح اللوم عليكم وليس على هيئة سوق المال التي أصبحنا كل يوم نطالع صائحاً يناديها من بعد، وآخر يستنجد فيها وثالث يتوسل فيها، ولكن قولوا جميعاً (النائحة الثكلى ليس كالنائحة المستأجرة) وكفى الله الجميع خسائر الحياة ومصائبها وخصوصاً الأسهم وما يتعلق بالأسهم. إذاً حان الوقت لكل خاسر أن يأخذ هذه الوصفة ويقول وداعاً يا سوق الأسهم، وأن يستمر على هذه الوصفة سنوات طويلة ولا يتذكر أيامه الخوالي ورحلته الشاقة مع الأسهم ولا يكون لديه خط رجعة إلى الوراء حتى لا تتجدد أمراضه التي تسببت فيها الأسهم، بل ينسى أن يكون ثرياً وينسى كل هامور، وينسى كل صالة، حتى يعيش بإذن الله سليماً من كل مرض مزمن وخطير. هذا ما يقوله لكم سوق الأسهم، يقول باختصار اخرجوا بلا عودة وانسوا الماضي.
مناور بن صالح الجهني الجزيرة - الأرطاوية
|
|
|
| |
|