| |
قال الحقيقة.. فلِمَ الغضب؟!
|
|
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: لا يخفى على سعادتكم أن الملك عبدالعزيز رحمه الله وحد هذه البلاد على الكتاب والسنة وأسس كياناً عظيماً هو مصدر فخر واعتزاز لمواطنيه بعد أن أصبح جسداً واحداً لا يقبل التجزئة ولا يعكر صفوه دعوة إلى إقليمية أو عرقية أو حزبية. وكما أن الفخر بهذا الوطن وعقيدته وقادته ومنجزاته ولحمته حق لجميع أبنائه فكذلك الخوف عليه أو على جزء منه والنصح لقادته وأهله وأبنائه حق للجميع دون استثناءات أو قيود. وهذا ما لم يدركه محررو التعقيبات التي نشرت على صفحات العزيزة خلال الأيام الماضية رداً على مقالة للأستاذ حماد السالمي في العدد (12470) بعنوان (ماذا يجري في الرس)؟!!.. فما أن كتب الأستاذ حماد هذه المقالة حتى تكالبت عليه الردود العنيفة التي تلومه على ما كتب لبعد المسافة وانعدام الزيارة لمحافظاتنا الغالية. كما لم تخل تلك الردود من التشنج والحماس والاعتداد بالنفس والتعالي على الغير وبطر الحق وغمط الناس إلى غير ذلك من العبارات التي أعطت انطباعاً أولياً يؤكد صحة ما ذكره الأستاذ حماد، بل ويؤكد وجود شرائح أو فئة معينة في المحافظة تسعى لبسط السيطرة على مناشط مختلفة لتؤثر من خلالها على المجتمع بجميع فئات. افتتح الأخ خليفة الخليفة تلك التعقيبات على الأستاذ حماد (عدد 12473) فجاء بكلام إنشائي جميل غير أنه (لا يسمن ولا يغني من جوع) بعد أن طغت عليه العاطفة التي نسي بسببها أو تناسى التعليق على الكثير من المخالفات التي تحدث عنها الأستاذ حماد بكل وضوح. ثم تلاه الأخ صالح الزرير التميمي (عدد 12476) الذي استهل تعقيبه بوصف مقالة الأستاذ حماد بعد (أن دقق فيها كثيراً على حد زعمه) بالتخبط والمخالفة للحقيقة ولي عنق الحق وأنها لا تمت للحقيقة بصلة وأنها مغالطات وطمس للحقائق إلى غير ذلك من الصفات التي لا تعدوا أن تكون أحكاماً مستعجلة منه قال بعدها (وإظهاراً للحقيقة التي أراد أن يحجبها أحببت أن أوضح بعضاً مما جاء في كلامه) وهنا بحثنا عن الحقيقة التي زعم والتوضيح الذي به وعد فلم نجد لهما أثراً في كتابته التي سجلها من خلال تسع نقاط اعترف في بعضها ضمنا بصحة ما ذكره الأستاذ حماد كما في النقاط (2-4-5-6-9) وقرر أن ما يحصل إنما هو من اختصاص المسؤولين سواء في الدعوة أو التعليم ويجب ألا نتدخل في عملهم ومثل هذا القول لا يغني من الحق شيئاً ولا ينفي صحة ما ذكره الأستاذ حماد وبالتالي فلا يسوغ ولا ينبغي له أن يصف مقالة السالمي بما وصفها به دون بينة أو برهان. أما الأستاذة الفاضلة مديرة دار الرعاية الاجتماعية فقد تجنى عليها الأخ صالح في النقطة (6) من تعقيبه عندما ذكر أنها أخرجت من الدار وهذا مناف للحقيقة تماماً فالأستاذة الفاضلة خرجت من الدار بطوعها بعد أن طلبت نقل خدماتها إلى وزارة الصحة. ومن عجائب الأخ صالح أنه ختم نقطته السادسة التي تجنى من خلالها على مديرة الدار بقوله مخاطباً الأستاذ حماد (فاتركها وشأنها إن كنت تبحث عن الحق وليس من رأى كمن سمع وأنت تعلم أن أغلب ما ينقل من كلام الناس كذب في كذب وكم من إنسان افتري عليه وظلم بسبب فلان وعلان الذين لا هم لهم إلا تتبع العثرات واصطياد الزلات والتجني على عباد الله) فليته يعيد قراءة عبارته هذه لأنه إليها أحوج. أما تعقيب رئيس المجلس البلدي في المحافظة (عدد 12477) فلم يعدو كونه إعلاناً متأخراً عن برنامج احتفالات العيد إذ عدد فقرات الحفل فأكد صحة ما ذكره الأستاذ حماد من إلغاء العرضة السعودية غير أنه لم يملك الشجاعة الكافية ليبرر عدم إدراجها وعما إذا كانوا يرون تحريمها شرعاً كما ذكر الأخ صالح الزرير فَلِمَ المراوغة؟!!. بعدهم جاء تعقيب الأخ محمد بن حزاب الغفيلي (عدد 12479) الذي لم يزد على سابقيه بشيء سوى ما سجله من عبارات جميلة يشكر عليها بحق الأستاذ حماد. وتعليقاً على ما ذكره الأستاذ حماد وما قوبل به من ردود أفعال أشير إلى أمور مهمة وهي: أولاً: ليدرك الجميع أن وجود فكر منحرف في أذهان بعض شباب المحافظة لا يسيء إلى المحافظة على الإطلاق ولا لأهلها، لأن الإرهاب نتاج فكر منحرف نزح إلى هذه البلاد مستغلاً طيبة أهلها وفطرهم السليمة فلما انكشف قناع دعاته ومنظريه لم يتوان قادة هذه البلاد وعلماؤها ورجال أمنها ومواطنوها في محاربته واجتثاثه من جذوره، فالواجب علينا في المحافظة وضع أيدينا بأيدي ولاة أمرنا من أجل مواصلة مسيرة الحرب على الإرهاب وأهله وهذا لن يتأتى إلا بالاعتراف بالحقيقة والتعامل مع الواقع ثم السعي للتصحيح بدلاً من دس الرؤوس في التراب. ثانياً: إذا كان المعارضون لمقالة السالمي لم يروا تلك التجاوزات فغيرهم قد رآها وعرفها قبل أن يكتب عنها الأستاذ حماد، فعليهم بالتريث بدلاً من الانسياق وراء العاطفة. فمظاهر الانحراف الفكري ظهرت منذ زمن على بعض الشباب ولا غرابة في ذلك، فالدعوة التي نقلت شيئاً من هذا الفكر الدخيل إلى هذه البلاد سبق وأن ضربت أطنابها في محافظتنا مبكراً كما هي الحال في بعض محافظات مملكتنا الغالية. ثالثاً: رئيس المجلس البلدي أوهم القارئ أنه عقب على مسألة الحفل لصلتها بالمجلس على حد تعبيره وزاد الطين بلة عندما أحجم عن الحديث عن ملاحظة مهمة ذكرها الأستاذ حماد ولها علاقة مباشرة أيضاً بالمجلس البلدي وهي سعي بعض أعضائه للحيلولة دون تعيين أحد الدكاترة من أبناء المحافظة عميداً لإحدى الكليات فلم لم ينف رئيس المجلس البلدي هذه المعلومة وهل هي من صلاحيات المجلس؟!!. رابعاً: مكتب الدعوة وموقفه من أحد المشائخ ورفضه رفع محاضرات له أو دروس.. تلك كانت ملاحظة ذكرها الأستاذ حماد ولم يتعرض لها بالتعليق أي من الإخوة الذين غضبوا وعقبوا وكذبوا الأستاذ حماد، وكذلك الحال بالنسبة للعاملين في مكتب الدعوة الذين ما زالوا يلتزمون الصمت!!!. والشيء بالشيء يذكر هنا وهو أن الشيخ المعني بهذه الملاحظة تلقى اتصالاً من مكتب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعد كتابة الأستاذ حماد وعُرِضَ عليه جدول للدروس والمحاضرات ليختار منها ما يناسبه فهل يمثل هذا حلاً وسطاً وخروجاً من الإشكال؟! وهل يفهم من ذلك أنه لزاماً على من حُِرمَ حقٌ من حقوقه المشروعة أن يكتب في الصحف أو ينشر معاناته ليلتفت إليه وينظر في أمره؟!. خامساً: ركز الإخوة الذين أثارت حفيظتهم مقالة الأستاذ حماد على مصادر معلومات الأستاذ حماد وشككوا بها وأشغلوا أنفسهم في هذا الجانب رغم أنه ليس هو صلب الموضوع ولا جوهره ولن يعود بالنفع أو الضرر على المحافظة لأن الأستاذ حماد وضع ملاحظاته وطرحها أمام أهل المحافظة ومسؤوليها ليعالجوها إن صحت، قال صلى الله عليه وسلم (البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس). سادساً: يواجه إعلامنا الرسمي ومسؤوليه ووسائله هجمة شرسة مدروسة ومنظمة، وهذا ما جعل الأستاذ حماد يشير إلى تلك القناة فلم تكن كتابته عن قناتهم المفضلة مطالبة بإزالتها بقدر ما هي تنبيه إلى أن بثها وحيدة فيه مدعاة للتشكيك في إعلام الدولة وقنواته الرسمية ولكن القوم أخذتهم العزة والغيرة فهبوا للدفاع عن قناتهم على حساب قنوات الدولة الرسمية التي تمثل رأي الدولة وتوجهاتها وسياستها متناسين ما كانوا يدندنون به كثيراً ويردون به على من انتقد برامجهم الدعوية ونشاطاتهم (الخيرية) من أن الدولة اعتمدت هذه الأنشطة وهي الأدرى بحالها!!. سابعاً: تركيز الإخوة في تعقيبهم على كون الأستاذ حماد السالمي ليس من أهل المحافظة ولم يسبق له زيارتها ومحاولة تكذيب ما جاء به من هذا الباب أمر غريب جداً لأن الأستاذ حماد نقل عن أفراد من أهل هذه المحافظة ولم يعتمد على منامات أو تخيلات ونحن وغيرنا كثير من أهل المحافظة نعرف ما ذكره الأستاذ حماد قبل أن يكتب ما كتب ولا أدل على وجود فكر منحرف في المحافظة من ذهاب مجموعة من أبنائها في ريعان شبابهم إلى ما يسمى بالجهاد في العراق فلم المكابرة؟!. إنه حري بالذين عقبوا على الأستاذ حماد وأكثروا الحديث عن هذه الجزئية بالذات أن يبحثوا عن أسباب هذا الاندفاع عند شباب المحافظة بدلاً من المكابرة وتحويل النقاشات إلى جوانب شخصية لا طائل من ورائها وأن يكون هناك شيء من المصارحة خاصة بين المسؤولين في المحافظة الذين تحملوا المسؤولية أمام الله عز وجل ثم أمام قادة هذه البلاد وولاة أمرها. وما دام الحديث عن بعد المسافات فإننا نسأل المنكرين على الأستاذ حماد: لِمَ لَمْ نر ونسمع نكيراً على بعض مشائخ وخطباء محافظتنا أو غيرهم ممن يتحدثون عن أحداث وقعت في شرق العالم وغربه بل ويفتون فيها ويوالون ويعادون عليها رغم بعد المكان. ثامناً: الذي أعتقده أن كثيراً من أصحاب القضايا التي تحدث عنها الأستاذ حماد لا يمانعون على الإطلاق من طرح معاناتهم كاملة أمام المسؤولين في الدولة ولذا كم أتمنى أن نرى تحقيقات صحفية تتولى بحث مثل هذه القضايا بكل شفافية ووضوح لا سيما وأننا في زمن الانفتاح وحرية الرأي وترحيب ولاة أمرنا بكل نقد هادف. ولا أدل على ذلك من توجيهات خادم الحرمين الشريفين لمسؤولي الدولة بالتجاوب والرد والتوضيح لكل ما ينشر في الصحف عن جهاتهم الرسمية. تاسعاً: حشيت الردود والتعقيبات على مقالة الأستاذ حماد بالكثير من العبارات التي تدل على الاعتداد بالنفس والتعالي على الآخرين وعدم القبول للحق كقول البعض (فلماذا لا تتركنا وشأننا وخاصة أننا لسنا بحاجة إلى من يوجهنا ويعلمنا بالحق وبالطريق الصحيح).. وقولهم أيضاً: (إن هذا الأمر يعنينا ولا يعنيك بشيء فلم تدخلت فيما لا يعنيك) إلى غير ذلك من العبارات التي تمثل رأي أصحابها فقط ولا تمثل رأي أهل المحافظة الذين يرحبون كثيراً بكل ناصح ويقدمون الشكر لكل من أهدي إليهم عيوبهم ويدركون جيداً أنهم بشر معرضون للخطأ والصواب وأن العصمة ليست لأحد لهذا كله فإنني أتوجه بالاعتذار للأستاذ حماد عن كل ما وجه له من عبارات مجحفة بحقه واتهامات قاسية وجهت له سواء من خلال الصحيفة (أو غيرها) وله مني كل الشكر والتقدير على هذا الطرح الجميل والصريح عن محافظتنا الغالية والذي هو امتداد لطروحاته المميزة.
عبدالرحمن بن عبدالله الشميم محافظة الرس
abdrhm@hotmail.com |
|
|
| |
|