| |
600 ألف طالب يشكلون لوحة للوطن الإمارات تحيي ذكرى الاتحاد الخامس والثلاثين
|
|
* دبي - أحمد يوسف: استقبل الإماراتيون أمس (السبت) بذكرى اليوم الوطني الخامس والثلاثين بتزيين الشوارع والمدارس والساحات والمباني الرسمية بأعلام الدولة وملايين المصابيح الكهربائية، كما شارك 600 ألف من طلاب المدارس والمعلمين في تشكيل أكبر خريطة في العالم لدولة الإمارات بعنوان (بصمة وفاء) إضافة إلى إصدار طوابع تذكارية ومعدنية بالمناسبة والعديد من الفعاليات الفنية والثقافية والرياضية. وقد أضفى قرار رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمضاعفة علاوة الأبناء نكهة مميزة على هذا اليوم، كما أن الغيوم الماطرة أضفت على هذه المناسبة الأجواء الرائعة، وتجود السماء بسخاء مما يجعل من هذه السنة واعدة بالخير مترعة بالخصوبة والتقدم والنماء، مطر يغسل الجو ويروي ما في القلوب من حب كبير، وعشق متواصل للإمارات المتوهجة دائماً بين الأمم والشعوب كافة، والتي تشهد حالة نهضوية عصرية لافتة، حيث ازدهرت المدن الحديثة في قلب الصحراء، وأقيمت المشاريع والمناطق الاستثمارية الكبرى، وسكنت فيها أقلام الشعراء والمثقفين والمبدعين، وانفتحت على العالم الخارجي دون تعقيد أو تزمت، وامتدت أياديها البيضاء إلى كل مكان في هذا العالم وبخاصة البلدان العربية والإسلامية. يعيش الإماراتيون يومهم الوطني، وهم مملؤون بالفرح والمسرة والانتماء الحقيقي للوطن، والوفاء للأرض التي أرضعت أبناءها لبان الأخوة والمحبة والتسامح والطيبة والبساطة، فغدا الشعب الإماراتي في علاقاته مع نفسه ومع الآخرين مجبولاً على هذه الصفات الجميلة في تكوينه النفسي، معلناً أن عصر المادة والتكنولوجيا لا يخلو من العواطف الإنسانية، كالطيبة والحب الذي يلمسه في شعب الإمارات كل من يعرف هذا الشعب في حكامه وطلابه ومثقفيه ورجال أعماله وأساتذته في المدارس والجامعات. إن المنجزات الضخمة التي حققتها الإمارات في الداخل والخارج، وجو التواصل والتماسك بين الحكام والمواطنين، والانفتاح الاقتصادي والثقافي والإبداعي، هي التي جعلت من الإمارات نموذجاً يحتذى، وله أهميته ومكانته المرموقة، وفي بلد يتمتع مواطنوه بدرجة عالية من الرفاهية، يتذكر الجميع مواطنين ومقيمين على حد سواء أولئك الرجال المشهود لهم بالحكمة وبعد النظر، من أمثال الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وبقية الحكام الماضين الذين نسجوا سيمفونية الاتحاد عام 1971، والذي أصبح اليوم صرحاً شامخاً، محتفظاً بجوهره العربي الأصيل، ومطلاً على التجربة العالمية، بكل أبعادها ومضامينها الحية والمتطورة. وتواصلاً مع المؤسسين، يطل هذا اليوم المشرق بالأمل والإيمان والثقة بالمستقبل، مواكباً لتجارب ومنجزات جديدة تجعل من الإمارات قمة عالية عند كل منعطف، وفي كل تجربة، وآخر هذه التجارب العصرية الرائعة في الإمارات هي مشاركة المرأة الإماراتية في القرار التنفيذي على أعلى المستويات، وتسلمها حقيبتين وزاريتين، إضافة إلى اعتماد انتخاب نصف أعضاء المجلس الوطني بعد أن كانت تعتمد على التعيين من قبل الحكام، وهذه خطوة متقدمة، وقفزة نوعية في طريق العمل الديمقراطي، يؤمل لها النجاح، حيث يقف الشعب في الإمارات على بعد خطوات قليلة من إجراء هذه الانتخابات، في ظل المنافسة الديمقراطية النزيهة على خدمة الوطن والمواطن، وسط مجتمع يقوم على التسامح والمحبة، ويركز على الاقتصاد والاستثمار والحياة الرغيدة، إضافة إلى طبيعة العلاقات الاجتماعية القوية بين الناس الذين ينتمون إلى أصول بدوية في أغلبهم، والذين تتوفر لديهم كل وسائل الراحة والحياة العصرية، لكن تطور الحياة، والتعليم، والانفتاح على العالم الخارجي، جعل من انتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني مستجيباً للتطور والتقدم والنهضة. إن هذا المشهد الإماراتي الجديد أثلج الصدور وبدأ حراك سياسي في الدولة، وتبرعت العديد من المؤسسات بفتح أبوابها، وكذا التلفزيون للمشاركة في توضيح البرامج الانتخابية، والتواصل بين المرشحين والجمهور، وهذه أول تجربة على هذا الصعيد، وتدفع الإمارات إلى الأمام في طريق الديمقراطية والحرية لكي تتبوأ مكانتها المستحقة بين دول العالم في هذا المجال.
|
|
|
| |
|