| |
مغزى التهديدات الإرهابية للقطاعات النفطية د. وحيد بن حمزة عبد الله هاشم
|
|
أصدرت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ الإسماعيلية بدولة مصر العربية الشقيقة، يوم الخميس 1 ديسمبر 2006م، أحكاماً قضائية عادلة على عدد من المتهمين بتفجيرات مدينة (طابا) الإرهابية التي وقعت قبل سبعة عشر شهراً .. تراوحت تلك الأحكام من الإعدام شنقاً لثلاثة متهمين، والمؤبّد للبعض منهم، وعقوبات تتراوح ما بين 5 سنوات إلى 15 سنة للبعض الآخر. الأحكام القضائية المصرية جاءت بعد مداولات وتداولات قضائية استمرت 17 شهراً مسدلة الستار النهائي على أحداث قضية إرهابية خطيرة هزّت كيان المجتمع المصري، وأحدثت شرخاً لا ولن يلتئم إلاّ باستئصال من شاركوا في تلك الجريمة. ولهذا أكدت المحكمة بأنّ الإسلام بريء من الإرهاب والقتل للآمنين باسم الدين. أحداث مدينة طابا أو غيرها من مدن سيناء في دولة مصر، تعكس جانباً واحداً من جوانب استهداف الإرهاب المقصود لاقتصاديات الدول العربية بغية إضعافها لاستهداف أمن واستقرار ورفاهية الشعوب العربية ... هذا تحديداً على الأقل يعتبر التفسير الوحيد بل والمنطقي العاقل لمنطق الإرهاب وتحرُّكاته ومخطّطاته الجهنمية في أعماق العالم العربي. وبذات المنطق، فإنّ التهديدات الإرهابية للمنشآت النفطية في دول الخليج العربي، كانت ولا زالت حقيقة قائمة منذ محاولة تفجير (ابقيق) برأس تنورة، وتواصلت حتى شهر أكتوبر الماضي عندما استنفرت جميع الأجهزة الأمنية والقوات البحرية وغيرها لمنع وقوع عمليات إرهابية في المملكة والبحرين. ومن المتوقع أن تبقى تلك التهديدات إلى أن يتم القضاء على فكر الإرهاب وتنظيماته التي وضعت نصب أعينها تهديد أمن واستقرار الدول والشعوب العربية والإسلامية. المصادر الأمنية في المملكة وفي دول خليجية أخرى، أكدت بأنّ جميع المنشآت النفطية هي أهداف محتملة جداً للتهديدات الإرهابية، لكن يصعب الجزم أو نفي تهديدات جديدة أخرى محددة. جميع التحذيرات أو التهديدات باحتمالات تنفيذ أعمال إرهابية ضد المنشآت النفطية استنفرت قوى جميع الأجهزة الأمنية، ومعها أيضاً جيشت مواطني الدول الشعوب العربية والخليجية لمواجهة مخاطر الإرهاب على أمنهم واستقرارهم ورفاهيتهم. بل وبمعنى آخر فإنّ تلك التهديدات أنتجت حالات عصبية عالمية أي على مستوى العالم كله .. ولكن كما يُقال رُبَّ ضارة نافعة، إذ ما أن ظهرت تلك المعلومات الخطيرة للعالم كله حتى ارتفعت أسعار النفط العالمي بشكل ملحوظ. حقاً إن كانت هناك أيّة شكوك حيال كون الاحتراس من الإرهاب ضرورة تخدم مصالح الدول والشعوب العربية، فإنّ ما حدث في دولة اليمن التي تعاني من مشاكل اقتصادية كثيرة من أن تفرض عليها بسبب الإرهاب تكريس موارد مالية ولوجستية ضخمة لمواجهة التهديدات الإرهابية من المتطرفين اليمنيين. وبموجب اليقظة الأمنية اليمنية أفشلت القوات الأمنية اليمنية هجومين انتحاريين متتاليين على منشآتها النفطية التي مع الأسف جاءت بعد أيام فقط من إصدار (الظواهري)، المنظر الأول لتنظيم القاعدة، شريطاً صوتياً يدعو فيه للقيام بهجمات جديدة على منشآت النفط في الدول العربية عامة والدول الخليجية تحديداً. السؤال المطروح للحوار والجدل هو ... هل فكر من يخطط لتنظيم القاعدة لما لأعمالهم من تأثير خطير على حياة ورفاهية المسلمين؟ ماذا لو (لا قدر الله) نجحت مخططات الإرهاب في تدمير المنشآت كم من الموظفين والعمال العرب والمسلمين كانوا ليلاقوا حتفهم في مثل ذلك الهجوم؟ وكم من الأُسر والأفراد كانت ستتضرّر (ناهيك عن تضرُّر اقتصاد دول) مادياً وتفقد دخلها الوحيد نتيجة لتلك الأعمال الضارة؟. لا شك أنّ عشرات الآلاف من الموظفين والعمال العرب والمسلمين والعاملين في المجالات النفطية سيفقدون أعمالهم ومصادر رزقهم لو أنّ ضربة إرهابية عطّلت المنشآت النفطية الخليجية. السؤال الذي يبقى مطروحاً إلى أن يتم القضاء على فكر الإرهاب وسلوكياته وتنظيماته هو: كيف يمكن خداع النفس، لا بل الأنفس، التي تؤيد الإرهاب أو تتعاطف معه؟ كيف يمكن التصديق بأنّ العبث بهذه القسوة بحياة الكثير من الأرواح البريئة هو في سبيل الله؟.
|
|
|
| |
|