| |
شيء من في بيتنا إرهابيون! محمد بن عبداللطيف آل الشيخ
|
|
قبل ما يقارب السنة تقريباً صرح مصدرٌ أمني سعودي ل (جريدة الشرق الأوسط) ونشرته على الصفحة الأولى قال فيه: إن (كبار) من يكتبون في موقع (الساحات) الإماراتي المنشأ، في الإنترنت، معروفون لدينا، وأن جلهم من غير السعوديين. طيّب، إذ كنتم تعرفونهم، وتعرفون من يكونون، فلماذا - إذن - لا تتم حماية أعراض الناس من تعدياتهم، وافتراءاتهم، وتجاوزاتهم، وتعرضهم (القذر) لخلق الله..؟ ولماذا تقف السلطات (عاجزة) أمام تحريضهم، وتجييشهم الشباب ضد كل مكتسبات الوطن، وضد الحوار، وضد الوزراء، وضد الكتاب، فهم يعملون بجهد لا يكل على تضليل الشباب، والتغرير بهم، ودفعهم إلى الانخراط في كل ما هو ضد وطنهم، وآخرها تحريضهم على أسبوع كلية اليمامة الثقافي، وعلى عميدها، ذلك التحريض الذي كان السبب (الرئيس) وراء أعمال الشغب التي عرفتها تلك الكلية الفتية؟ وليس لديّ أدنى شك أن هذه الأشباح تعمل وفق (أجندة) هدفها حماية (التطرف والإرهاب)، والتمكين له، وجعل (ثقافته) حاضرة على أرض الواقع، وفاعلة، ومترسخة في الأذهان.. وأمام هذا الحضور الطاغي والنفوذ القوي الذي (أثبته) أساطينهم بدأ الناس يتقربون منهم، ويخافون ابتزازهم، ويستقطبون (تصفيقهم)، الأمر الذي يؤكد أن القضية تتفاقم، وأن هذه الصورة تترسخ، وأن هذه القوى (تتغول)، أما الخاسر الكبير من هذه الممارسات فيعرفه الجميع، إنه الوطن أيها السادة. فأغلب كتاب هذه الساحات أناس لا يمتون للدين ولا للتدين، ولا للوطن ولا للوطنية، بأية صلة، ولا أخلاق لهم، ولا قيم، ولا تردعهم أي حدود أو خطوط حمراء، بل كل ما في الكون من ألوان وأشكال، فهم (فجّار) في خصومتهم، (مدعون) في تبريراتهم، (أفاكون) في أقوالهم، (محرضون) على كل ما من شأنه إسقاط الوطن، والنيل من رموزه، فلماذا لا يُحاسبون؟! قد أختلف معك، وقد أطرح موضوعاً أو رأياً ترى فيه كثيراً من التجاوزات والبعد عن الصواب، ولك الحق كل الحق أن تختلف معي، وأن تدحض كل ما أقول، وصفحات (عزيزتي الجزيرة) هنا، تمتلئ بالرأي الآخر، والحاد، والناقد بقسوة لما يُطرح فيها من أفكار، ولم يتذمر أحد.. ولكن أن تجعل من (الخلاف) ممراً ومسوغاً للنيل من سمعة الشخص، ودينه، وقيمه، وأخلاقه، وتؤلب الغوغاء عليه، وأنت لا تملك إلا الكذب والافتراء وتزوير الحقائق، وتكريس الأوهام، وبث الشائعات، فليس ثمة دين، أو (نظام) في العالم أياً كان شكله، يسمح بهذا (الظلم)، و(يغض) الطرف عن عقاب أولئك المشوهين دينياً وأخلاقياً ونفسياً، إذا كان قادراً على الوصول إليهم، مهما كانت المبررات، فلماذا السكوت على تجاوزاتهم؟! وأنا لا تهمني هذه (الكائنات غير الإنسانية)، ولا يهمني إساءاتها، فهي تسيء إليّ ولا تزال، منذ سنين، وعندما اخترت الكتابة، أعرف أن الذي يواجه العاصفة إما أن يكون (صلباً) لا ينثني، وعنيداً لا يتراجع، وصامداً لا يتزحزح، أو أن يُقيل نفسه عن القيام بهذا الدور من البداية. ولا أخفيكم أنني في أحايين كثيرة أشعر أن مثل هذا الهجوم على العبد الفقير إلى الله يزيد من إصراري إصراراً، ومن مناعتي قوة، ومن قناعتي قناعة، ومن ثقتي بنفسي ثقة، ومن رأسي صلابة، غير أن الذي أثار (قلقي)، وهو الباعث الذي جعلني أكتب هذا المقال، ألا (يُحجب) موقع الساحات (التحريضي) من قبل السلطات المسؤولة عن الحجب، في حين يتم حجب مواقع هي أقل منه خطراً وضرراً بكل المقاييس الأمنية، والأخلاقية، والسياسية، مع أنني ضد الحجب من حيث المبدأ، ولكن أن يتم الحجب بهذه الطريقة (الانتقائية)، وغير المبررة مطلقاً، فهذا ما نريد إجابة عنه.. ولعل تبني هذا الموقع للحملة التي أدارها الغوغائيون ومثيرو الشغب، ومن دار في فلكهم، ضد (كلية اليمامة)، يؤكد أن مسؤولي الحجب في مدينة الملك عبدالعزيز (ربما) لا يقومون بعملهم كما ينبغي، هذا إذا لم تكن الكوادر أو (اللجان) المسؤولة عن الحجب (مخترقة) من قبل هذه الجماعات، ويعملون لترسيخ أصواتهم.. الأمر - بصراحة - مُحيّر بالفعل، مما جعل كثيرين، وكاتب هذا المقال واحدٌ منهم، يقفون أمام هذه الممارسات، والأسئلة تملأ أذهانهم، وما من مجيب للأسف الشديد! نعم، استطاعت السلطات الأمنية أن تحقق ما يشبه المعجزات في تتبع الإرهابيين، واختراق أوكارهم، وإحباط كثير من عملياتهم، ومحاصرتهم، والتضييق على حركتهم، في بلد مترامي الأطراف مثل المملكة، وهذا إنجاز لا يمكن إلا أن نفاخر به، وحقيقة لا يتجاوزها إلا مغالط، غير أن كل هذه الجهود، وهذه الإنجازات ستظل (تفشل) إذا لم نتتبع منابع (ثقافة) الإرهاب، والساحات أحد أهم هذه المنابع على الإطلاق، ونتعامل معها مباشرة، ونواجهها بكل حزم. واجتثاث ثقافة الإرهاب هي بصراحة ما (فشلنا) فشلاً ذريعاً في تحقيقه حتى الآن، الأمر الذي جعلنا مع الإرهاب وثقافة التطرف، أشبه ما نكون بالحالة التي وصفها الشاعر عندما قال: (متى يبلغ البنيان يوما تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم). نريد - أيها السادة - أجوبة عن أسئلتنا.
|
|
|
| |
|