| |
تعليم 21 التعليم تصنعه الإرادة فقط د. عبدالعزيز بن سعود العمر
|
|
تمتلك وزارة التربية أرشيفاً هائلاً وحديثاً عن التجارب التربوية والنظم التعليمية في الدول المتقدمة، يحتوي هذا الأرشيف على تقارير عن زيارات قامت بها وفود من الوزارة إلى دول متطوِّرة تعليمياً في الشرق والغرب، هذا يعني أننا لن نبدأ من الصفر لكي نطوِّر تعليمنا، فلدينا رصيد محلي وعالمي ثري من الرؤى والأفكار، وإذا ما علمت أن بلادنا لا ينقصها المال ولا تنقصها الكفاءات الوطنية المتخصصة، فلك أن تطرح السؤال التالي: ألا يكفي كل ذلك لتحقيق تعليم مميز وراقٍ؟ الإجابة قطعاً هي بالنفي.. إن الشرط الأول لتحقيق تطوُّر للتعليم هو توفُّر الإرادة الوطنية، بدون هذه الإرادة الوطنية تذهب الإمكانات هدراً، وتتوارى العقول المفكرة غير مأسوف عليها، وتصبح الرؤية للمستقبل ضبابية، وتخور قوى العمل الإبداعي، وتحكم البيروقراطية قبضتها على التعليم، ويُوسّد الأمر إلى غير أهله.. لقد أدى غياب الإرادة الوطنية إلى دخول دول كثيرة في غيبوبة تعليمية، وفي المقابل أدى حضورها الفاعل إلى دخول دول أخرى إلى النادي الصناعي الدولي، تسألني كيف تأتي هذه الإرادة الوطنية؟ فأقول لك إنها تأتي عندما يقيّض الله لأي بلد رجالاً يستشرفون مستقبل وطنهم ويقودون أمتهم إليه، رجال لا تلهيهم عن أهدافهم الوطنية السامية البحث عن منافع فردية ضيقة، أو عن أمجاد شخصية. إن آمالنا بتحقيق تعليم مميز تكبر يوماً بعد يوم، فتعليمنا بكل أنماطه يقوده اليوم رجالٌ في مستوى الطموحات والتحديات.
|
|
|
| |
|