Al Jazirah NewsPaper Friday  01/12/2006G Issue 12482شعرالجمعة 10 ذو القعدة 1427 هـ  01 ديسمبر2006 م   العدد  12482
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

نَبْعٌ من الإِعجاز
عبدالرحمن صالح العشماوي

(جولة شعرية في إعجاز القرآن الكريم)

شَجَرُ البيانِ بَدَا أمامَك أخضرا
شجرٌ سقَتْه المكرُماتُ فأَثْمرا
أغصانُه ابتهجَتْ تَمُدُّ ظِلالَها
موصولةً بالبيتِ في أُمِّ القُرَى
في تُرْبَةِ البَلَدِ الحرامِ عروقُها
تُسْقَى بزَمْزَمَ فيهِ ضاحكةَ الثَّرَى
شَجَرٌ سقاه الوحيُ غَيْثَ بلاغةٍ
صارتْ به الصحراءُ روضاً مُزْهِرَا
لمَّا جَرَى نَهْرُ البيانِ، تبرَّجَتْ
أغصانُه فَرَحاً به، لمَّا جَرَى
واستبشر الكون الفسيح بخصبِه
فأضاءت الآفاقُ لمَّا استبشرا
شَجَرٌ تحاماه الذُّبولُ فلم يَزَلْ
أَنْدَى على مَرِّ الزَّمانِ وأَنْضَرا
يتناثر الإعجازُ من أطرافه
طَلاًّ بأشذاءِ البيانِ مُعَطَّرا
وإليه ترنو عينُ كلِّ خميلةٍ
تتغيَّث الحُلُمَ الجميلَ الأكبرا
للهِ دَرُّك أيُّها الفجر الذي
طَرَدَ الدُّجَى لمَّا أَطَلَّ وأَسْفَرا
في نوركَ الفيَّاضِ آياتٌ، إذا
تُلِيَتْ على الجبلِ الأَصَمِّ تأثَّرا
فيها من الإعجاز ما لا ينتهي
عَيْنٌ ترى صُوَراً، وعينٌ لا تَرَى
نَبْعٌ من الإعجاز في قرآننا
يجري على أرضِ التدبُّرِ أَنْهُرَا
من أين أبدأ قصَّةَ الإعجاز في
آياتِه؟ ذِهْنُ الخيال تحيَّرا
أَمِنَ الفضاءِ الرَّحْبِ ضاقَ بما حوى
وبما استكَنَّ من النُّجوم وما سَرَى؟
ومنَ الكواكبِ، كوكبٌ متألِّقٌ
منها، وآخرُ في الفضاءِ تفجَّرا؟
أم مِنْ شَماريخ الجبالِ تمكَّنَتْ
في الأرضِ، مُطْلِقَةً إلى الأُفْق الذُّرَى؟
أم من رمال البيدِ أَنْعَشَها الحَيَا
فاهتزَّ خِصْباً جَدْبُهنَّ وأَزْهَرا؟
أم من جَفافِ الرَّوْضِ مُنْذُ تخلَّفَتْ
عنه الغيومُ وأَخْلَفَتْه تصحّرا؟
صورٌ من الإعجاز في قرآننا
ما شكَّ فيها ذو اليقين ولا اَمْتَرى
صورٌ تحيَّرتِ القصيدةُ عندها
عن أيِّها تروي الحديث الأَشْهرا
عن ذَرَّةٍ فيها من الأسرارِ ما
جعل الكبيرَ من العقولِ الأَصْغرا؟!
عن حَبَّةٍ بُذِرَتْ، فَسَبْعُ سنابلٍ
ظهرتْ، وعِرْقٌ في التُّراب تجذَّرا؟
عن سرِّ بيتِ العنكبوت وقد غَدا
مَثَلاً لأَوْهنِ منزلٍ عَرَفَ الوَرَى؟
عن سرِّ ما في البحرِ من ظلماتهِ
حتى تكادَ العينُ ألاَّ تُبصرا؟
عن عُمْقِ أعماقِ البحار وما حَوَتْ
عن كلِّ ما عَبَر المُحيطَ وأَبْحرا؟
وعن الغيوم السابحاتِ، فبارقٌ
متَلأْلئٌ فيها، ورَعْدٌ زَمْجرا؟
عن شمسنا بشروقها وغروبها
عمَّا تقدَّم دونها وتأخَّرا؟
وعن الهلالِ إذا أهلَّ مُقَوَّساً
وإذا استدار على الكمالِ ونوَّرا؟
عن سرِّ خَلْقِ الناسِ في الرَّحِم الذي
ما زال يَبْهَرُ كلَّ عقلٍ فكَّرا؟
صورٌ من الإعجاز في قرآننا
كانت وظلَّتْ للعجائب مَصْدَرا
صورٌ تُوَجِّهُ مَوْجَ أسئلةٍ إلى
غافٍ ولاَهٍ في الحياةِ تعثَّرا
هَلاَّ سألتَ الكونَ عن أسرارِه
من قبل أنْ تلهو وأنْ تتكبَّرا؟
هلاَّ سألتَ كتابَ ربِّك، إنَّه
سيظَلُّ في كَشْفِ الحقائقِ أَظْهَرا؟
مَنْ عَلَّم النَّحْلَ النِّظام فلم يَزَلْ
أقوى على حِفْظِ النِّظام وأَقْدرَا؟!
مَنْ أرشدَ النَّمْلَ الدَّؤُوبَ لسعيه
فغدا على حمل المتاعب أَصْبرَا؟!
مَنْ أَوْدَع الإنسانَ مِنْ أسراره
ما لا تُحيط به العقولُ، وصَوَّرا؟!
روحاً وقلباً نابضاً وبصيرةً
تسمو بفطرته وعقلاً نَيِّرا؟
من علَّم الإِنسانَ علماً نافعاً
وحَبَاه أسرارَ الحياةِ وسخَّرا؟!
مَنْ قرَّبَ الأَبعادَ منه تَفَضُّلاً
حتى تمكَّنَ في العلومِ وطوَّرا؟!
أَوليسَ مَنْ خَلَق الوجودَ وصانَه
وبنى موازينَ الحياةِ وقدَّرا؟!
هذا هو القرآنُ، هذا نُورُه
فينا، وهذي المعجزاتُ كا نَرَى
أَوَبَعْدَ هذا يستبيح مكابرٌ
كِبْراً، ويرضى كافرٌ أنْ يَكْفُرا؟!
أَوَبَعْدَ هذا يستباح دمٌ على
أرضٍ، ويرضى ظالمٌ أنْ يُهْدَرَا؟
أيليقُ بالإنسان أنْ يبقى على
بابِ الهوى مُتَذَبْذِباً مُتحيِّرا؟!
أيليق بالإنسان أنْ يقسو على
من جاء بالوحي المبين وبشَّرا
أيليق بالإنسان أنْ يَعْصي الذي
فتح الوجود له، وألاَّ يَشْكُرَا؟!
هذا هو القرآنُ مائدةُ الهُدَى
في أَرْضنا، نِعْمَ الضِّيافةُ والقِرَى



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved