| |
لما هو آت د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
كنت أصغي.. ولعلَّكم أنتم أيضاً قد أصغيتم معي.. ثلاثة أيَّام يحدِّثني فيها أكثر من معلّم... في مراحل التّعليم.. مراحل التأسيس.. المعينة للتنشئة.. الدَّاعمة للتربية.. المكوّنة للشخصيّة البشريّة السوية.. المحقّقة للأهداف المزجاة.. المراحل التي لا يمر بها إنسان دون أن يعود إليها في مستقبله إمّا راضياً وإمّا ساخطاً المراحل التي كانت فيها عيون الآباء والأمّهات تتيقّظ للمحة العين في رأس الغبن، ولتوجه الذهن في صدره!! وأولئك لم يخضعوا لكل الذي يخضع له آباء وأمّهات هذه المرحلة من الخبرات المتوافدة المتقاطرة الكثيرة والمكثّفة... ويبدو أنّ الكثرة تشتّت، وأن الثراء يُتخم.... هنا الحديث يعمّ ولا يخص.. ولأن القاعدة هي (اللّهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء)، فإن القصور العام يجعل الخوف أشدّ وطأة فيما يتعلق بمستقبل الأبناء من حيث: أخلاقهم سلوكهم المتأثر بها حصيلتهم من المفاهيم وجملة القيم التي تؤسّس في ضوء التسيّب العام وكثير من المبادئ التي قد يواجهون صعوبة في استبدالها ثم العادات السلوكيّة التي ليس من اليسير بعد أن تؤسّس وتتوطّد من تعديلها ناهيك عن السؤال العظيم: من الذي سيتولى تعديل سلوك جيل بأكمله...؟ هناك قاعدة تربويّة منشؤها نهج التربية الربانية التي نهجها سيد الخلق، وهي أن يكون الضّرب أي العقوبة غير المبرحة ضابطاً أخيراً حين تعجز الضوابط الأخرى.. فلماذا مُنع في المدارس وهو قائم في الحدود؟ بل حتى تارك الصلاة يضرب، أوليس الوالد من حقّه أن يعاقب حسب الموقف؟ إذن مَنْ هو المعلم؟ أليس هو أبٌ؟ بل أبٌ لصيقٌ لوقت لا يلتقي فيه بالابن أبوه ذاته؟ كيف يتم إقصاء المعلم عن التوبيخ؟ وكيف تشل إمكاناته ومساحاته في التربية المباشرة في ضوء غياب الموجه الحريص الفاهم من الوالدين؟ ثم هل دور الآباء الاتصال الهاتفي بالمدارس وإملاء وجهات نظرهم وتعليماتهم فيما يتعلق بأبنائهم دون أن تكون قائمة على حاجة الأبناء للضبط؟ ثم هل ثقة الأمهات والآباء في أبنائهم هي مناط السلوك الجيد لأبنائهم؟ وهم في غياب عن تفاصيل مراحل النمو ومداخلات المواقف وما يعترض الأبناء من الخبرات السالبة داخل البيوت وخارجها؟ القضية بالغة الحساسية والأمر.. وهي هنا للنقاش إن كنا نحرص على جيل سليم الأخلاق ومنضبط السلوك وذي حصيلة من الخبرات المفيدة له في مستقبل نتمنى فيه جيلاً قادراً على العطاء لا الهدم لمجتمع نضع من أجله الأهداف العريضة، فمن ذا الذي سيحققها..؟
|
|
|
| |
|