* موسكو - سعيد طانيوس: ناقش رؤساء دول رابطة الدول المستقلة في قمة عقدوها في مينسك يوم الثلاثاء, بحضور رؤساء جميع الدول الأعضاء باستثناء الرئيس التركماني الذي يقاطع أعمال هذه القمم منذ 6 سنوات, مسألة تفعيل هذه الرابطة التي لم يبق من قوة الربط بين أعضائها سوى اسمها فقط! وقال مصدر مرافق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة: إن قادة بلدان الرابطة ناقشوا تقريراً عن تفعيل أجهزة الرابطة, واتخذوا قراراً بشأن مواصلة العمل في هذا الاتجاه. ويُنتظر أن تختص المرحلة القادمة بإعداد مسودة مواصلة تطوير (الرابطة) وبرنامج تنفيذها. وتم إعلان قيام ما اصطلح على تسميته برابطة الدول المستقلة، وهي منظمة تضم جميع الجمهوريات السوفياتية المتحدة سابقاً باستثناء جمهوريات البلطيق الثلاث، قبل 15 عاماً. وعادة ما تشهد اجتماعات رؤساء البلدان الأعضاء مناقشة عدد كبير من المسائل التي تخرج عن إطار جدول الأعمال. وضم جدول أعمال هذه القمة أكثر من 20 موضوعاً تخص مختلف جوانب حياة رابطة الدول المستقلة، ومنها تقرير فريق العمل رفيع المستوى حول تعزيز فعالية الرابطة وآفاق تطويرها. وتجدر الإشارة إلى أن رؤساء البلدان الأعضاء في الرابطة لا يتوانون عن إعلان اهتمامهم في الحفاظ على رابطة الدول المستقلة وتطويرها لزيادة مردود التعاون التكاملي في إطارها, إلا أن أياً منهم لا يعمل في هذا الاتجاه بعد انتهاء أعمال قممها التي أصبحت قمماً بروتوكولية أكثر منها سياسية وعملانية. ومما لا شك فيه أن الرابطة بدت في المرحلة الأولى لتشكيلها آلية للتقليل من عواقب الطلاق المفاجئ بين الجمهوريات السوفياتية، وتخفيف آثار تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991م. وهي نجحت حتى الآن في تجنب قيام حروب كبيرة بين الدول الأعضاء على الرغم من وجود نزاعات حدودية كبيرة بين أعضائها. كما أتاحت الاتفاقيات متعددة الأطراف التي وقعت في المرحلة الأولى لتشكيل الرابطة الحفاظ على الآليات الاجتماعية الضرورية لحياة الناس في ظروف التحولات الكبيرة، بما في ذلك دفع معاشات التقاعد ومخصصات الطلاب، والاعتراف المتبادل بوثائق التعليم، وحساب فترات الخدمة، والبريد، وحرية التنقل في كل مجال الرابطة بدون عوائق. كما أتاحت الرابطة حل الكثير من المشاكل الحادة لضمان الأنشطة الإنتاجية. وما زالت الكثير من الاتفاقات سارية المفعول بنجاح إلى حد الآن. وعلى الرغم من أن الوثائق الأساسية للرابطة تدعو إلى التكامل على أعلى المستويات إلا أن ميثاقها لا يضع أمام البلدان الأعضاء مهمة تحقيق هدف نهائي، ولا يفرض عليها أية التزامات سوى الاستعداد للتعاون.
|