| |
مثقفو عسير ومثقفاتها يطرحون آمالهم لمجلس إدارة نادي أبها الأدبي الجديد عبر ثقافة (الجزيرة ): أهمية احتواء مثقفي المنطقة والعمل خارج أسوار النادي.. وربط ثقافة سراة عسير بتهامتها والمؤسسات الثقافية بالمنطقة.. وإيجاد لجان نسائية
|
|
* الثقافية أبها - عبدالله الهاجري: قد يواجه مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الذي تم تشكيله أخيراً، ووزعت مناصبه على الأعضاء صعوبات في تحقيق تطلعات وآمال مثقفي ومثقفات منطقة عسير بعد أن استطلعت (ثقافة الجزيرة) آراءهم التي تباينت في مجملها، إلا أن المجلس الحديث بأطيافه الثقافية قادر على احتواء وتحقيق هذه التطلعات؛ منها الحفاظ على تلك الشعلة المتوهجة التي أضاءتها الإدارة السابقة وعلى مدى ثلث قرن، وأغنت الحياة الثقافية في المنطقة، ومنها فتح نافذة (ثقافية) ليطل من خلالها مثقفو المنطقة ومثقفاتها على الساحة العربية. ومنها أيضاً ربط الجهات المعنية بالثقافة لتكون وجهة حقيقية للثقافة (العسيرية)، فيما طالب بعضهم من مجلس إدارة نادي أبها الأدبي أن يحمل توجه البلد المسلم، وأن يكون النادي راعياً حقيقياً للأدب الإسلامي، كما أوصى بعض مثقفي المنطقة المجلس الحالي باحتواء جميع الأطياف الثقافية، فيما استبشرت بعض المثقفات من مجلس الإدارة التي يرأسها محمد زايد الألمعي بأن تكون هناك جماعات للنساء للنشر والسرد، كما هو الحال للرجال وأن تكون هناك ترجمة لمنتوجنا للعربية والعالمية. كانت تلك مختصر الآمال والطموحات التي يصبو إليها منسوبو الثقافية في عسير، وفيما يأتي نضع لمجلس إدارة نادي أبها الأدبي تفاصيل هذه الطموحات.. في البدء أشار الأديب المعروف الأستاذ أحمد عسيري مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها إلى أن أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي الجديد إنما هم يمثلون نبض اللحظة على ضوء مراتبهم الإبداعية، وما يمثلونه من انفتاح ثقافي داخل التجربة الحديثة والتحولات في الذائقة التجديدية، فالتناغم بين هذه الشخوص سيؤدي حتماً إلى تفاعلية متقدمة في الفعل الثقافي وتشييد الطاقات الواعية والمتجاوزة، ولذا يجب تعضيد هذه الإدارة بعيداً عن العناد المعرفي الذي يمثله بعضهم انتصاراً لمرحلة أو توجساً لاختلاف مما يعوق حركة التنمية الثقافية في منطقة عسير أو يفسره بعضهم بأنه جفاء وتهميش لاتجاه دون آخر، فالتشكيل الجديد لم ينحز إلا لوجه الثقافة وتحديات الواقع من خلال تحريك هذه الأسماء المثابرة لتؤدي رسالتها ودورها في المشهد الثقافي، فالنادي حقل واسع يستوعب المنتج الإبداعي والمكونات الفكرية والاجتماعية وصولاً إلى تطلعات ومقاصد نحلم بها جميعاً، فهم منفتحون على كل الأنساق والرؤى ومنسجمون مع الحس المجتمعي ومستحضرون لكل الخبرات الاجتماعية التي تسعى لبلورة فعل ثقافي جوهري، ولا أغفل في هذا السياق أن مهمة الإدارة الجديدة صعبة وذلك لكيفية الحفاظ على تلك الشعلة المتوهجة التي أضاءتها الإدارة السابقة وعلى مدى ثلث قرن وأغنت الحياة الثقافية في المنطقة، ولذا فهم امتداد لملحمة من العطاء التاريخي والعبقرية الإدارية التي صنعها وأكدها الأستاذ القدير محمد الحميد وإدارته الكريمة، فنحن نطرح المأمول من هذه الإدارة بقراءة الواقع المعاش قراءة واعية والاتجاه نحو المشروعات الكبرى التي تحدث تحولات اجتماعية وفكرية مستهدفة التنمية الثقافية والاستراتيجية الثقافية بكل جوانبها ومعطياتها. فيما رأى الشاعر حسين أحمد النجمي (مقرر جماعة الشعر بالنادي) أن مجلس إدارة نادي أبها الأدبي الجديد يعلق عليه المثقفون في عسير آمالاً كبيرة، وإن كنت قد تباينت ردود الفعل حال إعلان اسم الرئيس الجديد بين مستبشر بدماء شابة جديدة تمضي بالنادي إلى آفاق أرحب، وبين من يرى أن قيادة النادي الجديدة لها توجهات معينة ربما تكرس هذا التوجه وتقدم من يسير في ركابه على حساب توجه آخر، والحقيقة أن ما يصبو إليه المعتدلون من مثقفي عسير هو الحفاظ على معتقداتنا وما يخدم وطننا ومجتمعنا والوسطية وعدم الميل لجانب على حساب آخر، وهذا ما كان سائداً في العهد السابق، إذ كان لحكمة الرئيس السابق الأستاذ محمد الحميد دور كبير في تحقيق هذه الغاية، والآن وقد تغير الرئيس وكل المجلس.. نرجو من المجلس الجديد وهم إخوة كرام ومثقفون كبار أن يستشعروا عظم المسؤولية الملقاة على كاهلهم وأمانة الكلمة وأن النشء الجديد ينتظر ما يقدمونه، فليحرصوا على غرس القيم النبيلة المستمدة من ديننا الحنيف وأن يكون الخوف من الله نصب أعينهم في كل ما يقررونه ويقدمونه، ونحن معهم قلباً وقالباً على خير نعينهم على الخير ونشجعهم عليه، ولن نسكت عن أي تجاوزات ضد الدين والوطن. ووصف يحيى بن محمد العلكمي - قاص وناقد - عضو جماعة السرد بالنادي تشكيل مجلس إدارة نادي أبها في شكله الجديد إنما هو استمرار لما اختطه النادي عبر ثلاثين سنة تقريباً إبان فترة رئاسة الأستاذ الأديب محمد بن عبدالله بن حميد الذي جعل منه مؤسسة ثقافية أدبية تتسنم مثيلاتها في وطننا الحبيب، وهذا التشكيل ما هو إلا امتداد لأجيال المثقفين في منطقة عسير، حيث ضم المجلس نخبة مميزة من المثقفين والمبدعين والأكاديميين الممارسين للفعل الثقافي، وما وجود الأستاذ الشاعر محمد زايد الألمعي على سدة هذه المؤسسة إلا تأكيد على أن المجال يتسع لكل المميزين، فهو كما نعرفه أديب ومثقف حق ليس على المستوى الإقليمي فحسب، وإنما على الصعيد العربي كذلك، وأخال أنه يمتلك القدرة على تفعيل المشروع الثقافي الفكري المستنير القابل لاحتواء جميع الأطياف والمناهل التي من شأنها بث روح التعاطي الأدبي والفكري من خلال هامش مرتفع من الشفافية في طرح قضايانا، أنا هنا أتمنى له ولفريق العمل معه كل توفيق ونجاح كما هو متوقع إن شاء الله، أما من حيث التطلعات فلعل أولها تفرغ النادي للعمل الثقافي والأدبي بعيداً عن مسألة النشر والطباعة التي كفلته كثيراً وحجّمت من أنشطته الأخرى، ثم إتاحة الفرصة كاملة للقراءة المختلفة لواقعنا من خلال تنظيم الملتقيات والمؤتمرات على المستوى الإقليمي والخليجي والعربي، إضافة إلى تجسير العلاقة مع مؤسسات ثقافية فاعلة في الوطن العربي وتنظيم الزيارات المتبادلة، الأمر الذي من شأنه تقريب وجهات النظر وفهم الآخر فهماً نابعاً من مقاربته، والتماهي معه. الإعلامي صالح الحمادي قال إن المنتظر من المجلس الحديث هي زراعة منتج ثقافي جديد يكون مطلاً بشكل أوسع على الساحة الثقافية، وكذلك تكريس كل الطموحات التي يحملونها من أجل إيجاد مساحة عريضة من المثقفين والمثقفات، وتحريك بوصلة العمل لدى المجلس الحالي باتجاه كل محافظات ومراكز المنطقة ليكون هناك منتج ثقافي لسراة عسير بتهامتها. ويضيف الحمادي: أملي أن تكون هناك نافذة يطل منها مثقفو عسير ومثقفاتها على الساحة العربية وأن يعطوا الفرصة للمشاركة في المنتديات والملتقيات الثقافية العربية، وطالب الحمادي من المجلس بأن يحتوي أطياف المنطقة الثقافية وشرائحها، وألا يركز المجلس على الجانب الحداثي البحت ولا الروتيني التقليدي البحت. أما عبدالله شاهر مدير مركز الملك فهد الثقافي بأبها، فطالب بداية بعدم إغفال مجهودات الرئيس السابق محمد الحميد الذي أعطى النادي كل وقته وجهده، وكذلك عدم نسيان أسماء لها مخزونها الثقافي من التكريم وأن يستعينوا بهم كمستشارين للنادي. وأشار شاهر إلى أن المأمول من المجلس الحالي هو ربط الجهات المعنية بالثقافة (كنادي أبها الأدبي وجمعية الثقافة والفنون ومركز الملك فهد الثقافي) لتكوين ثقافة (ضخمة) بالمنطقة، وأن يكون عملها يخدم المصلحة الثقافية. وأكد أن هناك فوائد كثيرة سيجنيها مثقفو المنطقة ومثقفاتها من هذا الربط. أما الدكتور مطلق شافع، فذكر أنه من المفترض من المجلس الحالي هو أن يحمل توجه هذا البلد المسلم، وأن تكون أعمال النادي راعياً للأدب المسلم، مبيناً أن عدداً من أعضاء المجلس الحالي سيكون على أيديهم تحقيق هذا التوجه، وطالب شافع بأهمية احتواء مثقفي المنطقة، وبخاصة المتفوقون مع قيم هذا البلد ومبادئه. الكاتب علي فايع أشار إلى أن الأسماء الحالية لها تجارب طويلة ستعود بالنفع على تطلعاتنا الثقافية، وأضاف: يجب ألا نبالغ كثيراً في تطلعاتنا وطموحنا على اعتبار أن النادي لا يحقق كل هذه الأمنيات التي نطالب فيها. وأشار فايع إلى أن أمام المجلس صعوبات كبيرة، كون هذا المجتمع جزءاً من هذه الصعوبات على اعتبار أن رضا الناس غاية لا تدرك، مؤكداً أن على المثقف أن يسهم مع إدارة النادي في صناعة مستقبل ثقافي لدى أبناء المنطقة. ورأى إبراهيم طالع أن المجلس الحالي لنادي أبها الأدبي لديه القدرة على معاصرة (عصرنة) الثقافة ومماشية ما يريده البلد، مؤكداً أن المجلس الحالي لديه القدرة على تفجير الثقافة لدى أبناء المنطقة، بل يعد هو الملائم لهذه المناصب في هذه المرحلة. وأبان طالع أن الثقافة لن تولد من الحكومة بإنشاء مؤسسات حكومية، بل هي أعمال فردية، وعلى اعتبار ذلك ينبغي الاهتمام بالمثقف والمثقفة وإعطائهم كل الفرصة وتهيئة الأجواء الملائمة لتكاثر هذه الثقافة. ومن جانب المثقفات ذكرت عائشة الشهري أن بعض عناصر المجلس الحالي مفاجئة، ولكن ربما يكون ذلك ضمن مفهوم الثقافة الشاملة لوزارة الثقافة والإعلام وأن اختيار محمد زايد الألمعي رئيساً للنادي هي مفاجأة (جميلة)، وطالبت الشهري من مجلس الإدارة الحالي احتواء المثقفات، وأن يعلنوا عن جماعات نسائية في النادي كما هو الحال للرجال كجماعة للشعر النسائي وجماعة للسرد، كما نريد جزءاً من خطط النادي لترجمة ثقافة المجتمع الجنوبي للعالم، وأتمنى أن يكون هناك دور إيجابي حيال اللجنة النسائية. وأشارت عائشة الشهري في حديثها بالاعتراض ضد أعضاء المجلس الحالي، وكنا نتمنى أن تكون هناك على الأقل إحدى المثقفات كعضوة في هذا المجلس، وقد قدمت في وقت سابق اقتراحاً حيال هذا الموضوع. وتوقعت الشهري بحدوث هجوم على المجلس وأعضائه كما توقعت بأن يكون هناك حضور نسائي كثيف في ظل انفتاحية المجلس الحالي. وتحدثت عضو اللجنة النسائية بالنادي نادية الفواز وقالت: إن اختيار أعضاء المجلس الجديد كان بمنأى عن اللجنة النسائية التي لم تشارك في الاختيار، ولكننا في اللجنة النسائية نتوسم دوماً في الشخصيات الثقافية الواعدة التي نأمل أن تدير الدفة وتكمل المشوار الذي وضع أولى لبناته سمو أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل، ثم رئيس النادي السابق محمد الحميّد. وأضافت: إن اللجان النسائية واثقة من كفاءة وقدرات كل من يحمل راية الثقافة والفكر، ونأمل إلى المزيد من الاستقلالية والحرية في الطرح للقضايا الثقافية بشكل أكثر واقعية، ونطمح من الاستفادة من التقنيات ووسائل الإنترنت والاتصالات في نقل رتب كل الفعاليات النسائية التي تخدم ثقافة المرأة في المنطقة إلى جانب تفعيل أكبر لدور اللجنة النسائية، بحيث يمكنها من استقطاب المزيد من المثقفات، وبأن تكون هناك مطبوعة خاصة باللجنة لتحكي الفكر الثقافي بكل أنواعه، وأن تبرز هذه المطبوعة إبداعات الموهوبات في المجالات الثقافية والأدبية المتعددة. وأشارت الفواز إلى أن الحلم الثقافي يمكن أن يكبر ليشمل طموح اللجنة التي طالما رسمت خطاها الثقافية بخطوات ثابتة وواضحة، وهدفها الوحيد هو تفعيل الحراك الثقافي النسائي وخلق مناخ مناسب لينمو في أجواء ثقافية بحرية تامة بما لا يخالف عادات المجتمع وتقاليده، بل ينسجم معه ويخدمه.
|
|
|
| |
|