| |
أشعل عزيمتك لتطفىء سيجارة د. حمد بن عبدالله المانع (*)
|
|
حديث طويل يدور منذ سنوات طوال ولا يزال يتواصل بلا توقف حول مكافحة التبغ بكل أشكاله وبخاصة التدخين باعتباره الأوسع انتشاراً بين مختلف الفئات والشرائح ، ولعل منظمة الصحة العالمية عندما اتخذت شعار ( التبغ قاتل بكل أشكاله وصوره ) أرادت أن تؤكد أنه لا يوجد البتة نوع من التبغ يمكن أن يقال عنه إنه ليس ضاراً أو ضرره أقل فكل أنواع التبغ وأشكاله ضارة بالصحة ، ومما يؤسف له أن نسبة التدخين في دول الخليج تتراوح بين 30-50% وهي نسبة مرتفعة قياساً ب30% كنسبة للتدخين في الدول الصناعية الكبرى ، ومع ارتفاع هذه النسبة تطول قائمة الأمراض القاتلة التي يسببها التبغ بمختلف أشكاله وفي مقدمتها السرطان وإدراكاً من المملكة ممثلة في وزارة الصحة لخطورة الأمر تأتي استضافة العاصمة الرياض للندوة الخليجية الثانية عشرة لمكافحة التبغ تحت شعار (دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في دعم مكافحة التبغ ) لذلك ينبغي على جميع الجهات أن تعمل من أجل تطبيق هذا الشعار وترجمته إلى عمل ملموس حتى تصبح مدن الخليج خالية من التبغ ، وهو عمل ليس بالمضني أو الشاق بل سهل وميسر طالما عمل كل فرد على إشعال عزيمته وإطفاء سيجارته ، ربما يشعر المدخن ببعض المعاناة ومن أهمها الأعراض الانسحابية عند ابتعاده عن التدخين ولكن بمرور الأيام تبقى قصة التدخين جزءاً من الماضي وأمامنا الكثير من الشواهد الحية حيث تمكن الكثير من المواطنين والمقيمين من الإقلاع عن التدخين بفضل من الله ثم بالإرادة القوية والتصميم الذي لا يعرف اللين ، إذن هذه دعوة مفتوحة لكل من يحمل سيجارة أن يسارع بغرسها في الرماد الذي تخلفه ، ويا سبحان الله هي تخلف رماداً وتغرس في القلب الأوجاع . نحن في المملكة نتطلع لغدٍ مشرق بعيداً عن أجواء التدخين نتيجة الجهود الوطنية المخلصة المبذولة من سنوات طويلة على المستويات كافة في مجال المكافحة ، وليس بعيداً عن الذاكرة القرار الذي اتخذته حكومتنا الرشيدة القاضي بمنع التدخين في الدوائر الحكومية ومنع نشر الدعاية عن التدخين في الصحف ووسائل الإعلام وكتابة عبارة ( ممنوع التدخين) في جميع مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة ، إلى جانب الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في هذا الخصوص حيث سارعت بدعم كريم من لدن ولاة الأمر - يحفظهم الله - بإنشاء عيادات مكافحة التدخين على مستوى المملكة وتنفيذ برامج التوعية والتثقيف التي أدت إلى تحقيق نتائج مبشرة في مجال مكافحة التدخين . كما أن هذه الوزارة ستواصل الدور المناط بها في مجال مكافحة التبغ بكل صوره وأشكاله عبر العيادات المتخصصة والبرامج التوعوية الهادفة حتى نبلغ اليوم الذي يمكن لنا أن نعلنها على الملأ بأن المملكة خالية من التدخين وهو أمر ليس في حساب المستحيل طالما تكاتفت الجهود وخلصت النوايا وصدقت العزيمة.. والله من وراء القصد .
(*) وزير الصحة
|
|
|
| |
|