لم يدر بخلد سكان ما بين النهرين القدامى (السومريين) وهم يخترعون قلم الكتابة في مطلع الألف الرابع قبل الميلاد أن يتحول اختراعهم إلى حدث عظيم يحدث نقلة نوعية في وسائل نقل المعرفة والأفكار، فعلى الرغم من بدائية الأدوات المستخدمة التي تمثلت في أعواد من الخشب وألواح من الطين اللزج إلا أن الفكرة كانت تحمل في ثناياها بذرة للتطور حالت الإمكانات المتواضعة في ذلك الوقت دون نموها وتوسيع دائرة الاستفادة منها، وقد أطلق العلماء على هذه المحاولات البدائية اسم (الخط المسماري) وهو اسم قد يثير تساؤلات خصوصا إذا أدركنا أن الكتابة كانت تتم بالخشب على ألواح من الطين يجري تجفيفها عن طريق الشمس ولا غرو أن يولي العرب اهتماما كبيرا بالقلم خاصة بعد أن أقسم الله تعالى به في سورة القلم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}، أما العرب القدامى فقد كانوا يستخدمون قلم البوص الذي لم يرق هو الآخر إلى مستوى يعول عليه في ملامسة تطلعات مستخدميه آنذاك وللحديث بقية.
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس
|