| |
أحسن لك.. ( لا عاد ترسل )..؟!! حمّاد بن حامد السالمي
|
|
بعد التحية العذبة، أقول لك ياأخ حماد: ( اسمعني للنهاية لو سمحت ). لفت نظري.. وأنا غالباً، لا تلفت الصحف نظري، مقالك عن: ( إرهاب أكاديمي )، الذي نشر بهذه الصحيفة يوم الأحد ( 12 نوفمبر )، وتلك الحلقة التي ( ربما ) منعت قسراً من قبل: ( طاش ما طاش ). المهم في الأمر، سأكتب لك شيئاً، قد تظنه ( قصة حياتي )..! ولكنه ليس كذلك على أية حال. باختصار شديد.. نحن ( ثلاثة ) من الشباب: الأول محدثك، وهو مبرمج حاسب آلي، (دبلوم)، والثاني جامعي، من قسم الدعوة والإعلام، والثالث مصمم ( جرافكس ) و( فلاش ). جمعتنا نحن الثلاثة ( العطالة ). اكرر.. ( العطالة )، وقد رحنا نحن ( الثلاثة )، نبحث عن وظائف، تحمينا من غائلة الحاجة وذل السؤال، ولكن دون جدوى، ولا تظن أننا - كما يظلمنا المجتمع عادة في مثل هذه الظروف - ويقول إن الشباب لا يحب العمل في القطاع الخاص..! لكنه هو الذي لا يحبنا..!! تخيل.. أن تكون شاباً، ومن ورائك أسرة كبيرة تحتاجك، أو بمعنى ( أدق )، تحتاج مالك، ولكنك لا تجد هذا المال..؟ ! ولا تجد العمل الذي تجد فيه نفسك كإنسان له كيان وقيمة..؟! تخيل أن ترى من يعيش ب ( أمن وأمان)، ذلك الوافد من بلاد بعيدة، يكدح ويعمل، ويستمتع بعيش رغيد، وأنت لا..!! كثيرة هي الأمور المؤلمة، ولو قلت لك نصفها، لما صدقتني، لذلك سأدخل في الموضوع الذي أظنه يهمك. فبعد (فقدان الأمل)، كنا نجتمع نحن الثلاثة، في(الشوارع طبعا )..! وكنا نخطط.. ونخطط، واقترحت ( أنا )، العبد الفقير إلى الله، ثم الفقير فقرا مدقعاً، أن نصمم موقعاً ( إلكترونياً )، أديره أنا، ويصممه صاحبنا الثالث، ويخرجه مبدعنا الإعلامي العاطل، وتتوسع الرقعة لتشمل، جميع ( العطالى ) في البلد، وهم ( كُثر )، كما قال ( أبو فراس)..! وتتوسع المسألة، حتى يصبح لنا صوت يُسمع صداه، وأن (نطالب) مجلس الشورى الموقر، بحمايتنا من ( أنفسنا والشيطان )..! ثم نتوسع ونتوسع، ولكن.. أغلق الموقع، ورفض الناس التدخل أو المساعدة، إما من خوف ما، وإما عدم اهتمام..! لماذا يظن الكُتّاب، أنهم إن تحدثوا عن هذا الموضوع، سيكونون عرضة للرقيب..؟ ووكيل الرقيب..؟ لقد أرسلت رسائل بهذا المعنى، لجميع الكُتّاب. كل كاتب يضع بريده تحت مقاله، أبعث له برسالة، وأتوسل إليه إن لزم الأمر، أن يتحدث عنا، ويشرح للمسؤولين عن حالنا. لكن.. دون فائدة تذكر، حتى أن أحدهم، بعث إلي برسالة جوابية من جملة واحدة تقول: ( لا عاد ترسل أحسن لك )..! سأقول لك هنا، إن موضوعنا قائم، والمشروع لم يتوقف. لقد اتفقنا أخيرا، على موضوع المدونات، وهي لا تحتاج إلى الكثير منا. مجموعة من الصور تكفي، وجهاز ( فيديو )، ورسالة لموقع أو أكثر، مع بعض الإخراج الجيد، وهي موجودة لدينا كلنا، ولكن إلى الآن، لم يستجد شيء، وللمعلومية، لن نتوقف عند هذا الحد، نحن لا نريد أن نعود لطريقة ( تأبط شرا )، في طلب العيش..! ولكن قل لي: ( ماذا نصنع لكي نعيش )..؟!! اذكر اسمي في مقالك إن أردت. لك كل ما تريد. المهم.. أن ( يصل صوتنا ). يصل إلى مداه، فيجد من يسعى بكل جد، لينقذنا مما نحن فيه. أحببت أن ألفت نظرك إلى أني مبرمج حاسب آلي. أو تدري ما هو معدلي ؟؟ إنه ( 4.8 من 5 )..! هو بكل تأكيد، معدل تستطيع أن تكمل به دراستك لتحصل على البكالوريوس، هذا إن كان ( مستقبلك ) مؤمّناً، وهناك من يتولى الصرف عليك. أنا لا اطمع في بعثة دراسية. أريد فقط وظيفة، أي وظيفة.. وفي أي مكان، وبأي راتب، وفي أي قطاع. المهم وظيفة.. وظيفة. ومستعد لأي اختبار، سواء في الكمبيوتر، أو حتى في اللغة الإنجليزية. الشيء الذي لا أملكه، هو الخبرة.. وهي عقدة النجار بيننا وبين أرباب العمل. كيف يملك خبرة مهنية، من لم يُقبل في عمل أو وظيفة في يوم من الأيام..؟؟ محدثك: ( موسى سعد سند العنزي )، العمر 25 سنة. الخرج . كانت تلكم أعلاه، رسالة الأخ الشاب ( موسى العنزي ) محدثي ! الذي يعتب على المجتمع، وعلى كُتّاب الرأي في الصحف، لأنهم كما قال، لم يتجاوبوا معه في طرح قضيته التي يناضل من أجلها، وهي البحث عن وظيفة . أما المجتمع بالعموم، فليس من العدل وصمه بكره أبنائه.. أبداً. من الذي لا يحب فلذة كبده..؟! كما أني لا أجد مبرراً لتحميله ( هم ) الوظيفة، الذي هو هم المجتمع كله، إلى جانب ( همّ ) الأخ موسى، وبقية المهمومين من الشباب والشابات، الذين يحلمون ويجهدون في البحث عن فرصة لعمل أو وظيفة، ليس فقط من أجل المال، ولكن أيضاً من أجل إثبات الذات، في سن حرجة وقلقة بين العشرين والثلاثين، ومن أجل الحماية من ( أنفسهم والشيطان )، كما عبّر عن ذلك محدثي. فالمجتمع يحس بأبنائه وبناته، ويهتم بهم أكثر من أنفسهم . وأما الزملاء من كُتّاب الرأي في الصحف، فإني لا أعرف ظروفهم مع هكذا طرح، وليس عندي حكم على موقف أحد منهم. ثم إني هنا، أتعاطف مع أخي وابني ( موسى )، ومع بقية زملائه وزميلاته المهمومين بهاجس الوظيفة، ولكني في حقيقة الأمر، لا أملك لهم حلاً غير هذه الأسطر، فهي أمامهم، وأمام أنظار المسؤول الأول عن العمل في عموم المملكة، والمعني الأول بمشروع السعودة وتوطين الوظائف، وتدريب القوى العاملة، لعله يفعل شيئاً ما للمحبطين من شبابنا، بعد أن نجح في ( مسلسل أبي شلاخ )..! وفي التعاطي مع الجنيات..! في الختام.. أقول لمحدثي موسى - رعاه الله - لقد رد عليك كاتب قبلي بالسر على ما يبدو قائلاً: ( لا عاد ترسل أحسن لك )..! وأنا أقول لك علانية من هنا: ( أحسن لك لا عاد ترسل )..! واللبيب بالإشارة يفهم يا أخي وابني ( موسى)..!
assahm@maktoob.com |
|
|
| |
|