| |
المدير التنفيذي لواحة الأمير سلمان الدكتور خالد طاهر لـ( الجزيرة ): الواحة ستدرب فرقاً للمشاركة في مسابقة كأس الإبداع... تمثِّل المملكة
|
|
* الرياض - إحسان عبد الحميد: جدَّد سعادة مدير تنفيذ واحة الأمير سلمان للعلوم الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر دعوته لطلاب الثانويات في وزارة التربية والتعليم إلى المشاركة في مسابقة كأس الإبداع لعام 2007 والتي تنظّمها ما يكرسوفت العربية، وتؤهل الواحة الراغبين في المشاركة بها. وأشار الدكتور طاهر إلى أنه تجسيداً لاعتماد الواحة مبدأ المشاركة والتكامل بين مؤسسات المجتمع العامة والأهلية، فإنها تقوم بتعريف طلاب المدارس والقائمين على إدارة المدرسة بالمسابقة، حيث لا يعلم بها الكثير، كما تقوم بترتيب ورش عمل تدريب للطلاب على التقنية التي تستخدم في موضوع المسابقة، من خلال خبراء في الحاسب، وكانت الواحة أشرفت وأهلت فرقاً سعودية للمسابقة في عام 2005 وكانت تلك أول مشاركة سعودية في هذا المعترك الدولي. أسفرت عن اختيار إحدى الفرق من ضمن 30 فريقاً على مستوى العالم، وذكر اسم المملكة من ضمن ثلاثين فريقاً تجاوزوا التصفيات الأولية، ونسبة الإقبال على المشاركة عالمياً كان فائقاً، فعدد الفرق المتقدمة تجاوز 1000 فريق على مستوى العالم.. وفيما يلي نص حوار مع طاهر: * مسابقة كأس الإبداع، قد يكون القارئ يسمع عنها لأول مرة، فما هي قصة هذه المسابقة نشأة وفكرة وأهدافاً؟ - في البداية الواحة بتوجيه من رئيس مجلسها التنفيذي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز تهتم بالمسابقة من زاوية تلاقيها مع الأهداف الإستراتيجية للواحة، حيث أنشئت هذه المسابقة عام 2004 من الميلاد، وتنظمها سنوياً شركة مايكروسوفت العالمية، إذ تعلن عن مجموعة من المواضيع العامة والتي تخص فئات عمرية محددة، وتعمل تصفيات أولية من خلال المشاريع المقدمة ثم تجرى التصفيات النهائية بإحدى الدول. في عام 2004 كانت التصفيات في البرازيل وفي 2005 والتي اشتركت بها بعض المدارس بالمملكة بمساعدة واحة الأمير سلمان للعلوم أجريت التصفيات في اليابان، أما هذا العام فسوف تجرى التصفيات النهائية في كوريا الجنوبية، وهي مسابقة تختار في كل عام مجالاً معيناً يتعلّق بعلوم الحاسب الآلي في البرمجة والشبكات والتصاميم وما إلى ذلك، وهي فضلاً عن تنميتها روح التحدي والتنافس بين الطلاب والمبدعين، تحفز الجهات من مدارس ومؤسسات تعليمية على كشف مواهب طلابها الكامنة في دواخلهم، وإذا ما حالف الحظ أي فريق للتأهل إلى الدخول في التصفيات الأولية، ناهيك عن النهائية، فإنه سيكتشف عالماً جديداً يضم دولاً ومبدعين، سيترك لقاؤه بهم أثراً غير هين، ومعلوم لدى المختصين أنه قليلاً ما يخلو عقل من موهبة في اتجاه ما، إلا أن كثيراً من المواهب تندثر أو تتبلد بسبب عدم فطنة ممتلكيها أو أهليهم إلى اكتشافها، ومن هنا نعتبر في واحة الأمير سلمان للعلوم مسابقة كأس الإبداع، مبادرة جيدة، أخذنا على أنفسنا أن نحفز أبناء وطننا إلى المشاركة فيها، لعلها تكشف لنا مزيداً من المبدعين الذين نحن في أمس الحاجة إليهم. * ما هي العلاقة الرابطة بين واحة الأمير سلمان والمسابقة التي هي في أصلها دولية كما فهمنا منكم؟ - تقوم واحة الأمير سلمان بتعريف طلاب المدارس والقائمين على إدارة المدرسة بالمسابقة، حيث لا يعلم بها الكثير، كما تقوم بترتيب ورش عمل تدريب الطلاب على التقنية التي تستخدم في موضوع المسابقة، كما تقوم بإرشادهم في اختيار موضوع المسابقة، وذلك من خلال خبراء في الحاسب. أما إذا جئت إلى العلاقة المهنية بين مجال المسابقة والأهداف الإستراتيجية للواحة، فإنك ستجدها من الوضوح بمكان، فمثلاً تعمل الواحة في المقام الأولى بالتعاون مع شركائها على دعم العلوم بما ينسجم مع خطة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بعيدة المدى. وبشكل عام فإن الإستراتيجيات التي تعتمدها الواحة في تحقيق أهدافها، ترتكز على: مبدأ الترويح والتشويق في صياغة البرامج العلمية التفاعلية، وتقيم البرامج في إطار تنافسي يدعم العمل الجماعي ويقوّي مهارات الاتصال والتفكير الإبداعي، واعتماد مبدأ المشاركة سواء في تمويل مرافق الواحة أو برامجها بما يدعم التكامل بين مؤسسات المجتمع العامة والأهلية ويقوّي روح الانتماء للمشروع... وغيرها. وإذا أمعنت النظر في النقاط التي أشرنا إليها فإنك ستلاحظ أنها تتلاقى في أكثرها مع مجال المسابقة، هذا إلى جانب أن مشروع الواحة يهدف في المقام الأول إلى إنشاء مركز علمي حديث لسكان مدينة الرياض يساهم في الارتقاء بالنشاط العلمي التربوي لجميع الفئات، ويقوم بدور مكمل للمؤسسات التعليمية الأخرى من خلال: تنمية الروح الإيمانية لدى الزوار من خلال إدراك الظواهر والقوانين العلمية التي خلقها الله في الكون، نشر الثقافة العلمية لجميع فئات المجتمع بأسلوب التعليم من خلال الترفيه لتشجيع الناشئة على الاهتمام بالعلوم، تشجيع التعليم بالمشاهدة والتجربة، بما يسهم في تحفيز روح الابتكار والإبداع لدى الناشئة، إظهار دور المسلمين في تطور العلوم وصناعة الحضارة، توفير البيئة العلمية المشجعة للبحث العلمي، مما يدعم التوجه الحديث في مدينة الرياض نحو الصناعات المعرفية لتطوير اقتصاد المدينة، إثراء المرافق العامة في مدينة الرياض من خلال مرفق تعليمي ترفيهي يدعم التوجهات القائمة لتنمية الموارد السياحية وتطوير مراكز جذبها. ولدى تأملنا لمجموعة هذه الأهداف فإنك ستجد أن الرابط بين الواحة ومسابقة كأس الإبداع، (تحفيز الطلاب على الابتكار والإبداع، بروح الفريق الواحد، بما يدعم توجه البلاد وقيادتها في التشجيع على التقنية وإعمال تطبيقاتها). * شاركتم في المسابقة قبل عام... كيف تقيمون حجم الإقبال عليها والنتائج التي ترونها تحققت منها؟ - كانت المشاركة في العام 2005 وهي أول مشاركة سعودية في هذا المعترك الدولي، وتم الاتصال بالعديد من المدارس وروجعت مشروعاتهم المقدمة وتم إعطاء النصائح والتوجيهات، وأسفر ذلك كله عن اختيار إحدى الفرق من ضمن 30 فريقاً على مستوى العالم، وذكر اسم المملكة من ضمن ثلاثين فريقاً تجاوزوا التصفيات الأولية، ونسبة الإقبال على المشاركة عالمياً كان فائقاً، فعدد الفرق المتقدمة تجاوز 1000 فريق على مستوى العالم، ولكن مع ذلك نقر بأن الإقبال على المسابقة في السعودية كان محدوداً جزئياً، ربما بسبب ضعف التوجيه الإعلامي، من جانب الواحة والجهة المنظمة، وهكذا دائماً يعتري البدايات بعض الخلل إلا أنه مع مرور الوقت، سوف نشهد بإذن الله مشاركة سعودية مشرّفة، تعكس مستوى المملكة في اهتمامها وإنفاقها على التعليم والتقنية. * يتحدث المثقفون والمهتمون بالعلوم الطبيعية في المملكة عن تجاهل كبير لدور هذه العلوم، فكيف لمستم مستوى الشبان المشاركين؟ - فوجئنا بالمستوى المبهر لهذه الفرق، حقيقية لم نكن نتصور أن يصل أحد الفرق إلى التصفية وكان الهدف هو المشاركة الجادة وتمثيل المملكة في مسابقة عالمية إلا أن الشباب كانوا على مستوى رائع، وهذا يؤكّد أن المبدعين في كل مجتمع، لكنهم يحتاجون إلى بعض التشجيع والتحفيز، وهذا ما تقوم عليه جهات سعودية عدة، تسعى الواحة إلى إقامة شراكة معها، ونحن لا نوافق الذين يقولون إن العلوم الطبيعية متجاهلة، ولكننا في نفس الوقت لا نعتقد أن الاهتمام بها خصوصاً من جانب مؤسسات المجتمع الخاصة كافياً. * ذكر مفكر سعودي مرموق هو الدكتور راشد المبارك أن الغرب لم يتقدّم بأناجيله الأربعة ولكن بأبحاثه العلمية، فهل تشاركون سعادته في ذلك؟ - قد يكون ما قاله سعادة الدكتور صحيحاً في ناحية الغرب، إذ ارتهن العلماء والباحثون في فترة من التاريخ الغربي لرأي رجال الكنيسة الذين قيدوا حرياتهم في البحث وتطوير المعارف، لكن هذا الأمر غير وارد في ديننا الحنيف، فهو أكثر ما يحفزنا على العلم والتفكير والمعرفة، والقرآن مليء بالآيات التي تدعو المسلم إلى إعمال عقله والتفكير في ملكوت السماوات والأرض، بل كانت أول آية نزلت على نبينا عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. ونحن نفخر بأن ديننا يدعم كل جهد أو أي اتجاه يدعم العلم والفضيلة، ويعارض كل مسلك يعزّز الجهل، فالرسالة المحمدية بمجمل إنتاجها كانت ( نوراً من العلم أنقذ الله به البشرية من ظلمات الجهالة). * هنالك جهات سعودية تنهض بالهم العلمي، مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، هل للواحة دور مساند يمكن أن تلعبه في هذا الاتجاه؟ - مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية من الدعائم العلمية القوية بالمملكة ونحن نتعاون معها في كثير من الأمور، يكفي أننا نجاورها في الموقع وأنها الشريك الأساس في مشروع واحة الأمير سلمان للعلوم (الموقع الرئيس)، كما نستعين بخبراء من المدينة في برامجنا وفعالياتنا المختلفة، نحن في الواحة لنا دور إعدادي - بطريقة غير مباشرة - في نشر العلوم والفكر العلمي وذلك من خلال تقريب وتحبيب العلوم إلى الناشئة. * يزعم عدد من الباحثين أن توجه الطلاب للعلوم الطبيعية يبدأ من الصغر، فكيف يمكن صياغة توجيههم في البرامج التعليمية؟ - التعليم المباشر للأطفال مهم للغاية ولكن التعليم بالترفيه يعتبر تعليماً غير مباشر ويحبب العلوم إلى الأطفال ويزيد من تساؤلاتهم العلمية بدون أن يشعر أنه يتلقى تعليماً مباشراً، في واحة الأمير سلمان للعلوم يخرج التعليم من إطاره التقليدي المهم وينتقل إلى مرح بدون مقعد دراسة وقلم ومدرس يوجّه له المعلومة مباشرة, إن إحساس الطفل بأهمية العلم في حياته أصبح هو الطريق الواضح أمامه لحل المشكلات التي تقابله في حياته العملية وهذا هو الدور الرئيس للواحة. * بما أن معظم برامجكم تتعلّق بالناشئة ووزارة التربية والتعليم تحتضن العدد الأكبر من هذه الشريحة، هل هنالك آفاق محددة للتعاون معها بشكل عام، وفي مسابقة كأس الإبداع بشكل خاص؟ - هناك تعاون مستمر مع وزارة التربية والتعليم في معظم فعالياتنا، وكما ذكرتم فإن العدد الأكبر من هذه الشريحة هناك ولا يمكن العمل بدون وزراة التربية والتعليم، حتى المسابقة التي كانت مناسبة حديثنا المرشحين لها، تقوم المدارس الثانوية في وزارة التربية على ترشيحهم. وكما أشرت في إجابة سابقة فإن من أهم إستراتيجيات الواحة، اعتماد مبدأ المشاركة سواء في تمويل مرافق الواحة أو برامجها بما يدعم التكامل بين مؤسسات المجتمع العامة والأهلية ويقوّي روح الانتماء للمشروع. * أخيراً... ما هي خطواتكم التنفيذية لنقل لحمل راية العلوم في العاصمة وتنشئة الصغار عليها؟ - نسيت أن أذكر لك من ضمن إستراتيجيات الواحة: (تقديم برامجها من خلال شبكة من المرافق، تغطي مدينة الرياض، وتضمن الوصول إلى أفراد المجتمع بفئاته المختلفة)، وسوف تصمم برامج الواحة التفاعلية والمشوّقة في الواحة الرئيسة ومن ثم توزع على المرافق المناسبة ضمن شبكة تغطي معظم أحياء مدينة الرياض، لتقديمها لشرائح أوسع من الجماهير، وسيتم تنفيذ هذا الجانب من الإستراتيجية بالتدريج بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض، التي تعد أحد أبرز شركاء الواحة الفاعلين، والتصور الحالي لهذه الشبكة كما يلي: الواحة الرئيسة: على طريق الملك عبد الله، واحات الأحياء: التي سوف تقام بإذن الله في بعض المدارس والحدائق العامة الرئيسة بالرياض. الواحات الصغيرة: في بعض مراكز التسوق والمستشفيات، واحة العلوم: بحي السفارات، واحة المعارض: بخيمة الأمانة على شارع صلاح الدين.
|
|
|
| |
|