في حي الملك فهد بمدينة الطائف أُقيم مهرجان متميّز بعنوان: (حيٌّ بلا سموم) أقامه مركز حيّ الملك فهد بالتعاون مع بعض الأحياء المجاورة، وهو مركز ذو نشاط ملحوظ يحقق المراد من إقامة مراكز الأحياء التي لا تزال في كثيرٍ من المناطق أسماء بلا نشاط، أو أسماء لا تجد الطريق إلى الواقع بعد.
مهرجان مدته شهر كامل يصاحبه معرض ممتاز شاركت فيه جميع الدوائر الحكومية المعنية بأمر التربية والأمن وثقافة المجتمع، وبعض المؤسسات الخاصة، والمعرض خاص بالمخدرات وضررها الكبير على الأفراد والمجتمعات وخطورتها الملموسة على البنين والبنات، وهو معرض جيِّد الترتيب قويُّ المحتوى بعيد الأثر في نفوس زائريه، شاركت فيه بأجنحة إرشادية حول قضية المخدرات، وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية ممثلة في الشرطة، والمرور، ووزارة التربية والتعليم من خلال جناح إدارة التعليم، والحرس الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها من الجهات، يتضمن عدداً من الصور واللوحات التي تدل على خطورة المخدرات ابتداءً بالسيجارة وانتهاءً بالحبوب المخدرة وغيرها من المواد السامة التي يذهب ضحيتها كثير من أبناء المسلمين.
ومما يميز مهرجان مركز حي الملك فهد بالطائف النشاط الثقافي المصاحب له، المتمثل في عددٍ من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، واللقاءات المكثّفة بالشباب في مواقع مختلفة من مدينة الطائف، وهو نشاط ممتاز يحظى بحضور جماهيري كبير لا يقل غالباً عن خمسمائة شخص يبدو عليهم الإيمان بالفكرة والاهتمام بها، والتفاعل الكبير معها، ومن أهم ما يميز هذا النشاط الثقافي الزيارات التي يقوم بها بعض العلماء والدعاة والمصلحين للسجون ولمواقع تجمعات الشباب، ويقوم على تنفيذ هذه الزيارات ومتابعتها أشخاص لهم خبرة ممتازة في مجال معرفة مظاهر داء المخدرات الخطير التي تظهر على المتعاطين والمتعاطيات، وفي أكثر من لقاء مع الشباب يجريه بعض المرشدين يتوب عشرات المتعاطين والمدمنين، ويلقون بما يخفون في ثيابهم ومعاطفهم من سموم المخدرات من حبوب وغيرها، وقد أدرك كثيرٌ من المتابعين لهذا الدور الإصلاحي الكبير أهمية دعم الدُّعاة المتمرسين في هذا الأمر لأنهم يحققون نجاحاً كبيراً مع الشباب دون تكاليف باهظة قد يكون منها التضحية ببعض أرواح رجال الأمن في معارك الصراع التي تحدث أحياناً بينهم وبين المدمنين والمتعاطين.
وقد علَّق أحد رجال الأمن لما رأى مقدار الكميّات التي تخلص منها التائبون قائلاً: قد نخوض معركة مع بعض المدمنين نخسر فيها الكثير ولا نحصل على ربع هذا الذي أراه.
وهذا يدل على ضرورة تضافر الجهود بين الجميع، وضرورة مواكبة الدعوة والإرشاد ومخاطبة المبتلين بهذا الداء بما يناسبهم ويقنعهم بالتخلص منه للحملات الأمنيّة المهمة في رحلتها الطويلة مع مواجهة المفسدين.
لقد قام مركز حي الملك فهد بالطائف بخطوة رائدة ذات أثرٍ فعَّال في المجتمع نرجو أن يكون لها نظائر في جميع مراكز الأحياء في بلادنا الغالية.
وفق الله جميع القائمين على هذا المركز وجزى محافظ مدينة الطائف خيراً على دعمه لهذا النشاط وتشجيعه له حسب قول القائمين عليه.
إشارة: