| |
وصول نعش الجميل إلى مدخل ساحة الشهداء قبل نصف ساعة من موعد التشييع حشود هائلة شيعت جثمان بيار الجميل
|
|
* بيروت - وكالات: شيّع لبنان أمس الخميس الوزير والنائب اللبناني بيار الجميل الذي اغتيل الثلاثاء في بيروت. وأقيمت المراسم عند الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (11.00 تغ) في كنيسة مار جرجس للموارنة في وسط العاصمة، وووري الثرى في مسقط رأس عائلة الجميل في بكفيا في جبل لبنان شمال شرق بيروت. وشارك مئات الآلاف في تشييع جنازة الجميل حيث كثف الجيش اللبناني وجوده وأقام حواجز ونقاط مراقبة في مناطق عدة من العاصمة، كما أقيمت حواجز للجيش اللبناني الأربعاء في محيط القصر الجمهوري في بعبدا (ضاحية بيروت الشرقية) مقر الرئيس اللبناني إميل لحود، وعلى طريق بيروت - دمشق في محيط القصر. وشارك مئات الآلاف من اللبنانيين في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس الخميس في تشييع وزير الصناعة بيار الجميل. ووصل نعش الجميل الذي اغتيل الثلاثاء إلى مدخل ساحة الشهداء قبل نصف ساعة من موعد التشييع المقرر الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي وبدأ مسيرته إلى كاتدرائية مار جرجس محمولاً على الأكف، كما وصل وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى الكاتدرائية التي غصت بالشخصيات السياسية والرسمية يتقدمهم قادة قوى 14 آذار- مارس. وقال مصدر من المنظمين إن أعداد المحتشدين بلغت قبل نحو نصف ساعة على الموعد المقرر للتشييع (13.00 بالتوقيت المحلي) مئات الآلاف وفق تقديراتنا. ورأى مصدر من قوى 14 آذار - مارس المناهضة لدمشق التي يعتبر الجميل أحد قادتها أن (تظاهرة التشييع فاقت تلك التي جرت في ساحة الشهداء في الذكرى الأولى لاستشهاد رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري التي أقيمت في 14 شباط - فبراير) الماضي. وأضاف (في 14 شباط - فبراير 2006 استغرق تحضير التظاهرة أسبوعاً كاملاً وتظاهرة اليوم لم يتوافر لها إلا 24 ساعة). وأضاف (هذه فترة غير كافية في أي مقياس)، مشيراً إلى أن الحشود حضرت في (مشاركة تلقائية معظمها بوسائل شخصية). وقال إن (هذا يثبت أن جمهور انتفاضة الاستقلال زاد ولم ينقص). وترأس الصلاة عن روح الجميل البطريرك الماروني نصر الله صفير وأكد نصر الله صفيرا خلال مأتم الوزير اللبناني أن تعاطف العالم مع اللبنانيين (يدعونا إلى التفاهم). وقال في كلمة ألقاها خلال ترؤسه الصلاة عن روحي الجميل ومرافقه سمير الشرتوني (تعاطف العالم معنا يدعونا إلى التفاهم). ورأى (أن مسلسل الإجرام يتواصل لمنع عودة لبنان إلى الاستقرار). وأضاف (يدخل العزاء إلى القلوب أن المسؤولين في العالم أجمع قدموا تعازيهم وإدانتهم وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي أوفد وزير خارجيته) فيليب دوست بلازي. من جهته قال أمين الجميل بعد مراسم تشييع ابنه بيار الجميل إن الانتفاضة لن تستكين حتى يتحقق التغيير. كما أكد كبار قادة قوى 14 آذار المناهضة لسوريا أمس الخميس إثر تشييع زميلهم الوزير بيار الجميل في مأتم ضم مئات آلاف تمسكهم بالوصول إلى الحقيقة وأنهم الأكثرية في لبنان. وقال سعد الحريري زعيم الأكثرية النيابية (ممثلة قوى 14 آذار) في كلمة ألقاها من على منصة أقيمت قرب ضريح والده رفيق الحريري في وسط بيروت: (وحدتنا الوطنية أقوى من سلاحهم وأقوى من إجرامهم وأقوى من إرهابهم). وأضاف: في 14 آذار (2005) انتفضتم في وجه الوصاية من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. اليوم تنتفضون ثانية من أجل الحقيقة والعدالة والحياة. وقال: (إنكم تثبتون للعالم أجمع أن أبناء رفيق الحريري وإخوة بيار الجميل هم الأكثرية في لبنان. تثبتون لمن قال أكثرية وهمية نحن الحقيقة وأنتم الأوهام، نحن الحرية وأنتم الأوهام، نحن الوحدة الوطنية وأنتم الأوهام). وبدون ذكر سوريا ولا حلفائها في لبنان من رئيس الجمهورية إميل لحود إلى كل المعارضة وفي مقدمها حزب الله الذين اعتبروا أن الأكثرية أصبحت وهمية قال الحريري: (لهؤلاء نقول اتركوا أوهامكم. عودوا إلى الحقيقة، إلى السيادة، إلى الوحدة الوطنية). وأضاف: (سنبقى حتى معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة حتى ينتصر لبنان). وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من على المنصة نفسها: (لن ينالوا من عزمنا وإرادتنا في الصمود وتمسكنا بالاستقلال، لن ينالوا من عشقنا للحرية والتنوع والتعدد، لن ينالوا من حبنا للفرح والحياة والأمل ورفضنا لثقافة الحزن والموت). وأضاف: (لن ينالوا من رفضنا للشمولية والديكتاتورية والعبودية. لن ينالوا من حصر السلاح في إمرة الدولة لحماية الجنوب في ظل دولة الطائف، لن ينالوا من مطلبنا للحقيقة والعدالة والمحكمة الدولية، لن ينالوا من تمسكنا بلبنان أولاً). وحمل المحتشدون صور بيار الجميل وصور زعيم الأكثرية النيابية التي تمثل قوى 14 آذار- مارس سعد الحريري وهم يلوحون بالأعلام اللبنانية والكتائبية وأعلام حزب (القوات اللبنانية). وردد المتظاهرون هتافات معادية لسوريا التي تتهمها الأكثرية النيابية بالضلوع في اغتيال الجميل وفي سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت في العامين الماضيين شخصيات مناهضة لدمشق. وقامت مجموعة من الشبان بإلقاء صور الرئيسين اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد على الأرض ودوسها وسط هتافات الاستنكار. وهتف بعضهم: (يا نصر الله تعال شوف مين الأكترية؟)، مخاطبين الأمين العام لحزب الله الشيعي حسن نصر الله. وكان نعش الوزير اللبناني بيار الجميل قد خرج صباح أمس الخميس وسط آلاف المحازبين من دارة عائلته في بكفيا لينقل إلى بيروت. وبصعوبة اخترق النعش المحتشدين ليوضع في سيارة لدفن الموتى. عند مدخل بكفيا حيث نصب مؤسس الكتائب بيار الجميل الجد أنزل الأنصار نعش فقيدهم وجالوا به أمام مقر الحزب. وعلى الطريق الممتدة من بكفيا إلى بيروت تتوالى مواكب السيارات وهي ترفع الأعلام وصور الجميل في طريقها إلى ساحة الشهداء حيث تتجمع الحشود للمشاركة في التشييع.
|
|
|
| |
|